برلين - (أ ف ب): حضت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال مشاركتها أمس السبت في إحياء الذكرى الثلاثين لسقوط جدار برلين، أوروبا على الدفاع عن قيمها الأساسية على غرار «الحرية والديمقراطية» في ظل التحديات المتنامية. وقالت في كلمة القتها في كنيسة المصالحة التي تمثّل أحد الأماكن المعبّرة عن ذاكرة الانقسام الذي شهدته المدينة، إنّ «القيم التي تقوم عليها أوروبا، الحرية والديمقراطية والمساواة ودولة القانون وحماية حقوق الإنسان تحتاج إلى الدفاع عنها دومًا». وأضافت أنّه «لا بد من التعهد في المستقبل» بالدفاع عن تلك القيم، في الوقت الذي يواجه نموذج الديمقراطية الليبرالية مزيدا من التحديات على الصعيد العالمي. ويتابع الاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن الأوضاع في دول في شرق القارة، مثل المجر أو بولندا، بسبب عدم الامتثال التام لموجبات دولة القانون، وذلك رغم أنّ هاتين الدولتين كانتا رياديتين في مواجهة قيود الكتلة الشرقية في ثمانينات القرن الفائت. ويأتي إحياء الذكرى الـ30 لسقوط جدار برلين في وقت تتصاعد فيه النزعات القومية. ولاقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سيزور برلين مساء اليوم الأحد، موقف المستشارة الألمانية في معرض إشادته بالمتظاهرين في شرق ألمانيا الذين أسقطوا الجدار في خريف 1989, وكتب على موقع تويتر «لنرتق إلى مستوى شجاعة (أولئك المتظاهرين) وما تعهدوا به». بدوره، قال الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير في كلمة ألقاها بحضور رؤساء بولندا والمجر وتشيكيا وسلوفاكيا، وهي دول شهدت في الماضي إرهاصات سقوط الستار الحديدي في أوروبا، إنّ «الديمقراطية الليبرالية (باتت) موضع جدل وإعادة نظر». وكانت صور الألمان المبتهجين بإسقاط الجدار جابت العالم قبل ثلاثين عامًا. ومثّلت ضربات الفؤوس في الجدار الاسمنتي الممتد لنحو 150 كلم، نهاية حقبة تاريخية شهدت انقسامًا بين كتلتين في ظل الحرب الباردة، كما أنّ سقوطه أحيا الأمل بمرحلة طويلة من الرخاء والوحدة. غير أنّ تلك الآمال تتبدد في الوقت الراهن، في ظل مؤشرات إلى حرب باردة بين الغربيين من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى. وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حض الجمعة في برلين الدول الغربية على «الدفاع عما جرى اكتسابه بصعوبة في 1989»، وعلى «إدراك أننا في منافسة محورها التنافس القيمي مع أمم تفتقد للحرية»، مشيرًا خصوصا إلى الصين وروسيا. وأشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السبت بألمانيا التي وصفها بأنّها واحد «من أثمن الحلفاء». وقال في بيان إنّ «الحرب الباردة انتهت منذ زمن طويل، ولكن الأنظمة الاستبدادية في العالم تستمر في استخدام أساليب القمع العائدة إلى التوتاليتارية على النسق السوفيتي». وأضاف «سنواصل العمل مع ألمانيا لضمان عدم انطفاء شعلة الحرية». غير أنّ العلاقات الأمريكية الألمانية تشهد فتورًا منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض، وهو يتهم برلين بشكل متكرر بأنّها شريك «فاشل». وتكثر في الآونة الأخيرة المسائل الإشكالية بين الحلفاء في الغرب. وبرز قبل يومين من إحياء الذكرى موقف الرئيس الفرنسي الذي أثار اضطرابًا بقوله إنّ حلف شمال الأطلسي في «موت سريري». وردّت ميركل بطريقة حادة أنّها لا تشاطر ماكرون رؤيته «الراديكالية» وحكمه «غير المناسب».
مشاركة :