أكد رجال أعمال ومسؤولون بشركات خدمات نفط وغاز، أن دورة العام الحالي من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2019» الذي تنطلق فعالياته بأبوظبي اليوم، ستكون دورة استثنائية في ظل تزامنها مع إعلان المجلس الأعلى للبترول، مؤخراً، اكتشافات وزيادات في احتياطيات النفط والغاز في إمارة أبوظبي. وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»، إن الاكتشافات النفطية الجديدة تعزز الزحم بالمعرض، وتسهم في جذب من المستثمرين للمشاركة في المعرض، والاطلاع على الفرص الاستثمارية المتميزة بقطاع النفط الإماراتي. وأشاروا إلى أهمية الإعلان مؤخراً عن اكتشاف وإضافة احتياطيات هيدروكربونية جديدة تقدر بـ7 مليارات برميل من النفط الخام، و58 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز التقليدي، ما يضع دولة الإمارات في المركز السادس عالمياً من حيث احتياطيات النفط والغاز العالمية، بإجمالي احتياطيات يبلغ 105 مليارات برميل من النفط، و273 تريليون قدم مكعبة من الغاز التقليدي، مشيرين إلى أن هذه الاكتشافات تسهم في تكريس مكانة أبوظبي كمورد عالمي موثوق لإمدادات دائمة ومستقرة من الطاقة، خاصة مع الإعلان أيضاً عن اكتشاف موارد غاز غير تقليدية قابلة للاستخلاص تقدر بـ 160 تريليون قدم مكعبة قياسية. وأكدوا أهمية اعتماد المجلس قراراً تاريخياً استراتيجياً بإطلاق آلية تسعير جديدة لـ «مربان»، خام النفط القياسي الذي تستخدمه شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» لبيع إنتاجها من النفط الخام من الحقول البرية، بما يسهم في ترسيخ مكانة الإمارات كمركز عالمي في قطاع النفط العالمي. مشاركة قوية وقالت ريد الظاهري، رئيس لجنة التجارة بغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، إن معرض «أديبك» يحتل مكانة بارزة على صعيد الطاقة العالمي، في ظل ما يشهده من مشاركة قوية من مختلف دول العالم، حيث تشهد دورة العام الحالي مشاركة ما يزيد على 2200 جهة عارضة من 136 دولة. ويشارك في «أديبك» هذا العام 47 شركة نفط منها 30 شركة وطنية و17 شركة دولية، ومن المتوقع أن يحضر أكثر من 150 ألف شخص المعرض والمؤتمر الذي يمتد على مدى 4 أيام، وأن يصل عدد أعضاء الوفود المشاركة في المؤتمر الذي يتضمن 166 جلسة مختصة، إلى 11 ألف شخص. وأوضحت الظاهري، أن المعرض يوفر فرصاً مثالية للشركات الوطنية لاقتناص فرص جديدة، وتوقيع المزيد من الشراكات الجديدة، في ظل توقع مشاركات واسعة من المستثمرين والشركات العالمية، لاسيما بعد الإعلان مؤخراً عن اكتشافات وزيادات في احتياطيات النفط والغاز في إمارة أبوظبي. وأضافت أن هذه الاكتشافات توفر المزيد من الفرص الاستثمارية وتشجع الشركات المحلية والأجنبية على ضخ المزيد من الاستثمارات الجديدة بالقطاع. ولفتت الظاهري، إلى أهمية مشاركة الشركات الصغيرة والمتوسطة بالمعرض، فضلاً عن الشركات الناشئة بمجال النفط والغاز، وتوفير المزيد من التسهيلات والدعم لمشاركة هذه الشركات، فضلاً عن الاهتمام باستكشاف الأسواق الجديدة، والتوسع بقطاع البتروكيماويات ومشتقاته. مناقصات ومشاريع بدوره، أوضح عدنان إبراهيم المرزوقي، الرئيس التنفيذي لـ«جروب انترناشيونال القابضة»، إن معرض «أديبك» يعد من أكبر معارض النفط والغاز على الصعيد العالمي، مشيراً إلى أن المؤتمر يوفر المزيد من المعلومات المهمة للعاملين بالقطاع، فضلاً عن المناقصات والمشاريع المهمة التي يتم الكشف عنها خلال المعرض، وتوفر فرصاً استثمارية متميزة للشركات. ولفت إلى اهتمام كثير من الشركات الوطنية خلال الفترة الأخير بضخ المزيد من الاستثمارات بالقطاع وإنشاء مصانع محلية خاصة مع الإعلان عن برنامج تعزيز القيمة المحلية المضافة الذي أطلقته شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» العام الماضي، والذي يشجع الشركات الوطنية على ضخ المزيد من الاستثمارات بمجال الصناعة المحلية، دون الاعتماد فقط على توريد السلع من الشركاء أو الوكلاء، فضلاً عن الاهتمام بزيادة نسبة التوطين واستقطاب الكوادر المواطنة للعمل بالشركات الخاصة. ولفت المرزوقي إلى أن الكشف عن زيادة الاحتياطات النفطية قبيل المعرض يعد حافزاً مهماً لجذب المزيد من المستثمرين للمعرض، موضحاً أن العام الماضي شهد كذلك الكشف قبيل المعرض عن اعتماد المجلس الأعلى للبترول خطط زيادة السعة الإنتاجية من النفط الخام من 3.5 مليون برميل يومياً بنهاية عام 2018 إلى 4 ملايين برميل يومياً بنهاية عام 2020 وإلى 5 ملايين برميل يومياً خلال عام 2030، واعتماد خطة العمل الجديدة لـ «أدنوك» التي تشمل زيادة المصاريف الرأسمالية إلى 486 مليار درهم للسنوات الخمس من 2019 إلى 2023. وبين المرزوقي أن أهمية اعتماد المجلس قراراً تاريخياً استراتيجياً بإطلاق آلية تسعير جديدة لـ«مربان»، بما يسهم في ترسيخ مكانة الإمارات كمركز عالمي في قطاع النفط العالمي، وأوضح أن أهمية المعرض تظهر كذلك في الزيادة المستمرة في أعداد المشاركين والزوار بشكل دوري. دراسة السوق من جهته، أشار أحمد اليافعي، رئيس مجلس إدارة شركة بتروهاب للاستثمار الصناعي، إلى أهمية الاكتشافات النفطية الجديدة في تكريس مكانة أبوظبي الرائدة في مجال النفط والغاز، موضحاً أن هذه الاكتشافات جاءت بعد دراسة قوية لشركة «أدنوك» قائمة على الأبحاث والدراسات المتطورة. وجاءت الزيادة في الاحتياطيات نتيجة لتوسع «أدنوك» في حفر عشرات الآبار للاستكشاف والتحقق من الموارد الهيدروكربونية التقليدية وغير التقليدية، إضافة إلى الزيادات الناتجة عن عمليات تطوير حقول النفط والغاز القائمة في أبوظبي على مدار السنوات الماضية. كما أسهم بدء الإنتاج من حقول جديدة، بما في ذلك «صرب» و«أم اللولو» و«حليبة» و«بوحصير»، في تمكين أدنوك من التحقق من احتياطيات النفط والغاز المتوقعة، وزيادة كمياتها. ونجحت أدنوك في زيادة احتياطاتها النفطية عبر تطبيق واستخدام أحدث الدراسات والخطط التطويرية كالتوسع في الحفر (البيني) بين الآبار واستخدام تقنيات تعزيز استخلاص النفط في سعيها لتحقيق هدف زيادة السعة الإنتاجية إلى 5 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2030. وأوضح اليافعي أن «أديبك» يعد أحد أكبر الفعاليات التي تجمع المهتمين كافة بالقطاع من شركات نفط وغاز وخبراء وموردين ومقاولين ومصنعين، مشيراً إلى أن المعرض يعزز من مكانة أبوظبي على صعيد الطاقة العالمي. ولفت إلى أن الشركات الوطنية تترقب الدورة الحالية من المعرض بمزيد من التفاؤل، حيث يوفر فرصاً لشركات النفط المحلية لإقامة علاقات شراكة وأعمال جديدة، كما يعد نقطة انطلاق الشركات المحلية للخارج، وجذب المزيد من الاستثمارات الخارجية للسوق المحلي. تنشيط العديد من القطاعات أوضح الدكتور علي سعيد العامري، رئيس مجموعة الشموخ لخدمات النفط والغاز، أن إعلان المجلس الأعلى للبترول اكتشافات وزيادات في احتياطيات النفط والغاز في إمارة أبوظبي، يعطي مزيداً من الزخم للدورة الحالية من المعرض، مع زيادة اهتمام المستثمرين من مختلف دول العالم لزيارة المعرض، والاطلاع على الفرص المتميزة التي توفرها أبوظبي بالقطاع. ويشهد المعرض والمؤتمر في دورته الحالية مشاركة محلية وعالمية واسعة لكبريات الشركات والمؤسسات من حول العالم، والتي ستعرض أحدث مشاريعها ومنتجاتها وخدماتها. وأوضح العامري أن «أديبك» يسهم في تنشيط العديد من القطاعات الاقتصادية بأبوظبي، بجانب قطاع البترول، حيث ترتفع نسبة الإشغال بالفنادق، وتزيد إيرادات المرافق السياحية والمطاعم ومحال التجزئة، وغيرها. استكشاف الفرص الاستثمارية أكد أسامة سعيد، المدير العام لمجموعة بن حمودة للتجارة والخدمات العامة، أن عدد المشاركين والحضور من المسؤولين الدوليين بمعرض أديبك يؤكد مكانة الإمارات الرائدة بمجال النفط والغاز. ويستضيف «أديبك 2019» أكثر من 80 وزيراً ورئيساً تنفيذياً ومجموعة واسعة من قادة الأعمال في قطاع النفط والغاز كمتحدثين ومشاركين من جميع أنحاء العالم، كما يضم الحدث مؤتمراً لشركات توريد وخدمات قطاع النفط والغاز. وأوضح سعيد أن هناك حالة من التفاؤل بين أوساط المتعاملين بقطاع النفط والغاز قبيل انطلاق المعرض مع الإعلان عن اكتشافات نفطية جديدة، بما يعزز من دور الإمارات بالقطاع. وأوضح أن هناك ترقباً لتوافد العديد من المستثمرين الدوليين للمشاركة في المعرض، واستكشاف الفرص الاستثمارية بأبوظبي في مجال النفط والغاز.
مشاركة :