تحدى المتظاهرون العراقيون الاثنين عمليات القمع العنيفة التي شنتها ضدهم قوات الأمن خلال اليومين الماضيين واستخدمت خلالها الرصاص الحي، ما أسقط عشرات القتلى والجرحى، حيث احتشد المحتجون من جديد في مختلف ميادين البلاد من أجل «إسقاط النظام»، وفيما اقترحت بعثة الأمم المتحدة في بغداد خطة لتجاوز أزمة الاحتجاجات، دعت الولايات المتحدة، من جهتها، السلطات العراقية إلى إجراء انتخابات مبكرة ووقف العنف ضد المتظاهرين.وتجمع مئات المحتجين في ساحات وميادين العاصمة بغداد الاثنين، وفي كربلاء، قام محتجون من طلبة الكليات والمدارس، بإغلاق مديرية تربية كربلاء وأخرجوا الموظفين منها، بينما فرقت قوات الأمن العراقية بعنف مظاهرة في محافظة البصرة واعتقلت ٦ طلاب.ومن جهتها، دانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق الاثنين استخدام العنف ضد المتظاهرين والأحداث المتسارعة في محافظة ذي قار /375 كم جنوبي بغداد/.وقالت المفوضية، في بيان صحفي إن «المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق تراقب من خلال فرقها الرصدية الأحداث المؤسفة التي حدثت في مركز محافظة ذي قار الأحد قرب مديرية التربية ونقابة المعلمين بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب على خلفية إعلان الدوام الرسمي للمدارس، مما أدى إلى سقوط أربعة شهداء وإصابة 130 من القوات الأمنية والمتظاهرين إصابة البعض منهم خطرة».وأوضح البيان أن المفوضية وثقت اعتقال 34 متظاهراً بصورة تعسفية وانتشار المتظاهرين في أحياء المدينة ومحاولتهم إغلاق الدوائر الحكومية وتوزيع منشورات في مدينة الناصرية تحرض على ضرورة إغلاق كافة الدوائر الحكومية.وشددت المفوضية على أنها «تدين كافة أشكال العنف والاستخدام السيئ للغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية وقنابل المولوتوف والحجارة والآلات الحادة من قبل القوات الأمنية وعدد من المتظاهرين ما تسبب بسقوط ضحايا بين الطرفين».ودعت «المتظاهرين إلى التعاون مع القوات الأمنية لإعادة الحياة إلى المرافق العامة والمدارس والجامعات والدوائر وبما يعزز حقوق الإنسان ويديم تقديم الخدمات الإنسانية للمواطنين»، مطالبة كافة الأطراف بالابتعاد عن الاحتكاك والتصادم والالتزام بسلمية التظاهرات.ومن جانبها، دعت الولايات المتحدة إلى إجراء انتخابات مبكرة في العراق ووقف العنف ضد المتظاهرين في أنحاء البلاد، وذلك في أول رد فعل رسمي لواشنطن على الاحتجاجات المستمرة في العراق منذ أسابيع.وأعرب البيت الأبيض في بيان عن «قلق الولايات المتحدة البالغ، إزاء استمرار الهجمات ضد المتظاهرين والناشطين المدنيين والإعلام، فضلاً عن القيود المفروضة على الوصول إلى الإنترنت في العراق».وأوضح البيان أن «العراقيين لن يبقوا مكتوفي الأيدي إزاء استنزاف النظام الإيراني لمواردهم واستخدامه للمجموعات المسلحة لمنعهم من التعبير عن آرائهم بسلمية».ودعا البيت الأبيض في البيان الذي أوردته شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأمريكية، إلى إجراء انتخابات مبكرة وإجراء إصلاحات انتخابية.وبحسب البيان، فإن الولايات المتحدة «تنضم إلى بعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة في العراق في دعوة الحكومة العراقية إلى وقف العنف ضد المتظاهرين والوفاء بوعد الرئيس برهم صالح بتمرير الإصلاح الانتخابي وإجراء انتخابات مبكرة».وقتل ما لا يقل عن 319 شخصاً، على الأقل، في العراق منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في تشرين أول/أكتوبر الماضي، وفقًا للجنة حقوق الإنسان بالبرلمان العراقي.واقترحت بعثة الأمم المتحدة في العراق خطة لتجاوز أزمة الاحتجاجات تشمل «حماية الحق في الحياة قبل كل شيء، وضمان الحق في التجمع والتظاهر السلمي وحرية التعبير عن الرأي وفقاً لما كفله الدستور»، كما تضمنت «ممارسة أقصى قدر ممكن من ضبط النفس في التعامل مع المظاهرات بما في ذلك عدم استخدام الذخيرة الحية».وطالبت البعثة «بتحقيق المساءلة الكاملة للجناة وإنصاف الضحايا»، و«إطلاق سراح كافة المتظاهرين السلميين المحتجزين منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر».وحثت على «الإصلاح الانتخابي، بحيث يتم الانتهاء من وضع إطار قانوني موحد بدعم فني من الأمم المتحدة وتقديمه بعد فترة وجيزة إلى مجلس النواب. ويتم استكمال الإجراءات البرلمانية في أقرب وقت ممكن»، ودعت النخبة السياسية على أن تكون قدوة في محاربة الفساد من خلال كشف المصالح المالية داخل البلاد وخارجها، سواء أكانت بأسمائهم أو تحت أسماء أخرى.
مشاركة :