القاهرة صدر عن دار فكرة للنشر والتوزيع في القاهرة كتاب "الاسلام الحركي والدولة الوطنية العلاقة المأزومة" للكاتب انمار نزار الدروبي.يتناول هذا الكتاب بالبحث تيارات الإسلام السياسي بمختلف اتجاهاتها السُّنِّية والشِّيعية وموقفها من الدولة الوطنية، وإن كان هناك إختلاف في الأيديولوجيا بين هذه التيارات ولكن التكتيك واحد, فلا شك أن العقائد الدينية عندما يتم حشرها في أيديولوجية حزبية ستحمل معها قُدسيتها الراسخة في عقول المؤمنين، تلك القُدسيَّة لا تسمح بالنِّقاش أو النَّقد ولا تقبل أي إضافة أو إجتهاد على حساب ثوابت الدين؛ باختصار هي منغلقة على نفسها ولا تنسجم مع فِكْرِ الآخر إلَّا من باب النفاق والتقيّة, والأخطر في إقحام الدين أيديولوجيا بالسياسة هو أنه سينزع قُدسيَّة التعايش الإجتماعي فيسحق كل من يعارض أفكاره ومعتقداته الحزبية بفرض قُدسيتها الدينيَّة التي لا تقبل الشراكة, و من توخِّي فائدة هذا الخطر لدى المُسْتَعْمِر وجملة مهام أخرى؛ إستطاع العقل الإستعماري أن يدرس واقع المنطقة ويجمع المعلومات الكافية عنها بما في ذلك الجوانب الإجتماعية والدينية والثقافية، حيث تم التنظير لتأسيس الأحزاب والجماعات الدينية بمختلف إتجاهاتها الطائفية، بل حتى تسليحها وتمويلها وإستخدامها في حروب الوكالة. لقد حرص الاستعمار على خلق تناقضات وإحداث صراعات داخلية بين الشعوب خاصتا عندما يشعر بتهديد نفوذه ومصالحه. لكن المصيبة الكبرى التي إنتهجتها الأحزاب والحركات الدينيَّة تكمن في تبنِّيها للميكافيلية في سلوكها السياسي وتستُّرها بعباءة التديُّن! فلم تبقَ حيلة أو فعل إجرامي وإرهابي إلَّا وبَرَّرَته دينيًّا الى مستوى غسل عار الميكافيللية في بشاعة جرائمها وسلوكها الغير أخلاقي. الأخطر في هذا الإتجاه أن تتشكل أنظمة سياسية لدول تلتحف بالدين ولهذه الدول مشاريع توسُّعيَّة وأجندات تُنَفِّذ أهدافها. من هذا المنطلق يجب أن نفهم سياق الأحداث وما يدور على ساحة الشرق الأوسط... الكتاب سيكون متاح في معرض القاهرة الدولي للكتاب بتاريخ 22 يناير 2020
مشاركة :