ما بين «خامنئي» و«هتلر» وسيكولوجية المريض المنتصر! (2-2)

  • 11/12/2019
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

قلنا بالأمس إن مشروعَ ولاية الفقيه هو أخطر المشاريع الاستعمارية التي مرت على البشرية، ولا يضاهيها في الخطر والخبث إلا المشروع الماسوني الصهيوني الممتد عبر العقود الطويلة! ولأن حديثنا عن خطورة المشروع الإيراني فإننا نوضح أنه مشروعٌ عنصري وقومي وسياسي وديني «مركبٌ ومعقد» تمكَّن من التوسع والهيمنة عبر الاستيلاء المذهبي والولاء للولي الفقيه على العقول الشيعية الموالية من أبناء البلدان العربية، ولتسقط في الآونة الأخيرة ورقةُ التوت عن عورة هذا النظام وتتضح أهدافُه الحقيقية من خلال التمرد الشيعي نفسه ضده! إن ثورةَ الشعبين العراقي واللبناني ضد ملالي طهران وأتباعهم وقبلهما الانتفاضات المتتالية للشعب الإيراني في عقر دار نظام الدكتاتورية والقمع لم تُسقط فقط ورقة التوت التي كان يغطي بها عورته، وإنما أسقطت الحجاب الذي كان يغطي العقول في البلدين! ما أنتجت «وعيا شعبيا متزايدا» بإفلاس هذا النظام والعودة إلى «مفاهيم الوطنية» ونبذ مفاهيم الطائفية والمحاصصة، وخاصة مع انكشاف حجم الظلم الذي مارسه ولا يزال يمارسه النظامُ الطائفي سواء على الشعب الإيراني أو على الشعوب العربية التي تتفاخر بهيمنته عليها عبر وكلائه وعملائه من الأحزاب والمليشيات الفاسدة والدموية والإرهابية في السلطة! ما الذي فعله هذا النظام الأخطر عبر مشروعه بإيران وشعبها وبالعراق ولبنان واليمن غير أنه جعل من عملائه ومرتزقته طغمة سلطوية ظالمة فاسدة وبأبشع أنواع الفساد المالي والإداري والأخلاقي، وجعلهم متسلطين بالقمع والإرهاب على رقاب شعوبهم وشيعتهم التي أفقروها كل الفقر وجوعوها ومزقوها؛ ليسيطر الملالي ونظام طهران على خيرات تلك الشعوب وثرواتها وليعود «الخمس» كله إلى هذا النظام ليصرف به على إرهابه لتدمير تلك الأوطان وأوطان أخرى فيها من يدفع له ذلك الخمس! من خلال المشروع الإيراني الأخطر من النازية فرَّط العملاء والوكلاء والأتباع والموالين بأمن واستقرار أوطانهم وفرطوا في العراق بثرواته من أجل الولاء العقدي الذي يوضع منذ زمن تحته ألف علامة استفهام حين يكون على حساب الوطن والشعب من أجل إنجاح مشروع قمعي وتعسفي الأكثر ظلما وإرهابا وظلامية في العالم كله! لقد ظهر الحق أخيرا وزهق الباطل حتى للشيعة أنفسهم، فهذا المشروع والولاء له باطلٌ من أساسه وفاسدٌ في كل تفاصيله، استمر مهيمنا على بعض العقول لأنه مارس أبشعَ تضليلٍ عقدي وسياسي وإعلامي على عقول التابعين له! واليوم مع قيام الثورة في العراق والانتفاضة في لبنان فإنها تمثل انعطافة تاريخية حقيقية لن تترك للملالي بعدها راحة البال أبدا! ولا لنظام طهران مصداقية التباهي والانتصار منذ أن ادعى وفرح مبكرا وتباهى بهيمنته على 4 عواصم عربية! فإذا بالشعوب العربية هي من أزاحت ورقة التوت عن عورته وتركته عاريا في العراء ومكشوفا أمام العالم كله، وبيد الشيعة العراقيين الذين لم يتصور نظام طهران أنهم سيقومون بما قاموا به! إنه السقوط المدوي للنظام المريض المتباهي بانتصاراته وبداية سقوط مشروعه الأخطر عالميا على المستوى السياسي والديني والأخلاقي في ظل ممارسته لأبشع أشكال الظلم والفساد والقمع الذي وصل إلى حد إطلاق يد قناصته من الحرس الثوري لقتل العراقيين الثائرين ضده وضد كل وجوه النظام السياسي الذي ترعاه طهران في البلدين! ورغم ذلك ورغم الغموض الذي لا يزال يحيط بمآلات الثورة العراقية واللبنانية فإن الهتافات ارتفعت والشعارات ضد «خامنئي» وضد مليشياته ووكلائه «الخونة» في العراق ولبنان بدأت تصدح في سماء البلدين وأكثرها في العراق بل تم اقتحام القنصلية الإيرانية وحرق العلم الإيراني في كربلاء والبصرة ضد تدخلات إيران في بلدهم، وضد طابوره الخامس الذي أنهك العراق مثلما أنهك لبنان، وهي بداية النهاية لأبشع نظام ومشروع استعماري عرفه التاريخ البشري يوما! أمَّا لماذا ما يحدث في العراق يمثل انعطافة تاريخية مهمة فذلك لأن المليشيات العميلة في المنطقة هي أهم سلاح يمتلكه «نظام الملالي» والثورة ضدها شيء مهم لكسر هذا السلاح الموجه إلى بلدان عربية أخرى إلى جانب خطورتها في بلدان المنشأ نفسها! وهذا ما سنتركه للمقال القادم.

مشاركة :