فى العام ١٩٣٦ أصدرت الكاتبة الأمريكية مارجريت ميتشل روايتها الوحيدة «ذهب مع الريح»، والتى استغرقت منها قرابة ست سنوات من حيث الكتابة والتحضير، ترددت فى دفع روايتها لأحد الناشرين، فهى لم تكن متأكدة من أن أحدهم سوف يتحمس لنشر رواية ضخمة مثل روايتها، كما أنها ليس لها رصيد سابق من الأعمال الأدبية التى تدفع الناشر بالمغامرة ونشر عملها الأدبى الأول، لقد عانت مارجريت من مشاعر الفشل التى تحيط بالمبدعين فى بدايات أعمالهم الإبداعية.«مارجريت» عملت صحفية فى جريدة محلية بولاية أتلانتا، وكانت منذ مراحلها الدراسية شغوفة بقراءة الدراسات التاريخية، فانشغلت بأحداث الحرب الأهلية الأمريكية، فقررت أن تكتب قصة ضخمة عن حب وقع بين شخصيتين لتضفر الحدث التاريخى بجوار قصة الحب المتخيلة، وقد نجحت فى ذلك، فروايتها الوحيدة حققت لها شهرة واسعة.تحمس لها أحد الناشرين فكانت على موعد مع الشهرة المفاجئة، ولكن لماذا لم تكرر التجربة مرة أخرى؟ لا أحد يعرف على وجه الدقة حقيقة ذلك، لكنها قبل كل شيء صحفية وليست أديبة، وعملها الوحيد رغم شهرته فإنه لا يمكن مقارنته بأعمال أديب عاصرها وظل ممارسًا للكتابة الأدبية وهو إرنست همنجواى الكاتب الأمريكى مثلها.مارجريت تركت العمل لعجزها عن مواصلة الحركة، ربما أصيبت بروماتيزم حاد فى القدم جعلها تعانى آلام الحركة، فشغلت نفسها بتسجيل أحداث روايتها اليتيمة «ذهب مع الريح».
مشاركة :