علماء الأزهر لـ«الاتحاد»: «روح الأخوة» تمد جسور التسامح وتنشر الوسطية في ربوع العالم

  • 11/14/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ثمن علماء الأزهر الشريف العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية في جميع المجالات، وخاصة في المجال الديني والدعوة ونشر سماحة الإسلام، وأكدوا أن الإمارات تحرص دائماً على المشاركة في الفعاليات والمؤتمرات التي تقيمها المؤسسة الدينية في مصر ممثلة في الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية، انطلاقاً من روح الأخوة بين البلدين، مؤكدين أن هناك توافقاً تاماً بين البلدين في الرؤى والقرارات المهمة التي تتعلق بالشأن الديني ليس في مصر والإمارات فقط، بل على المستوى الدولي، خاصة فيما يتعلق بمحاربة الفكر المتطرف والغلو والتشدد ونشر قيم التسامح. وأكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، تربطها بمصر علاقات أخوية كبيرة على مستوى الصعد المختلفة، مشيراً إلى أنه منذ سنوات وبعد ثورة يناير في مصر وهناك علاقات وثيقة جداً على مستوى التعاون بين البلدين، خاصة فيما يتصل بالمجال الديني والدعوة، مشيراً إلى أن من أهم مظاهر هذه العلاقات أن الشؤون الدينية في دولة الإمارات دأبت على ابتعاث وفد من العلماء الكبار من الأزهر الشريف ليشاركها كل الاحتفالات الدينية، مثل ذكرى الإسراء والمعراج وشهر رمضان المبارك. وأشار الهدهد إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أسس مجلس حكماء المسلمين، وجعل رئاسته لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وهذا المجلس له أنشطة على صُعُد عالمية، مثل عقد المؤتمرات والتقريب بين الخلافات، بالإضافة إلى الإنتاج العلمي الكبير، لافتاً إلى أن المرصد العالمي للفتوى الإلكترونية تم أيضاً بتعاون ودعم كبيرين بين الإمارات ومصر. وأكد رئيس جامعة الأزهر الأسبق أن الإمارات لا تعقد أي مؤتمر يتصل بالإسلام ولا الأديان إلا وتدعو مجموعة من علماء الأزهر الشريف، وخاصة في مؤتمرات منتدى السلم الاجتماعي، وغير ذلك من المؤتمرات المتعلقة بالأديان، ومنها مؤتمر الحوار بين الأديان والذي نتج عنه إعلان وثيقة الأخوة الإنسانية وهي وثيقة غير مسبوقة، حيث تم التوقيع عليها بين رمزين من أكبر رموز الديانتين الإسلامية والمسيحية على مستوى بابا الفاتيكان في روما وشيخ الأزهر الشريف في أبوظبي، مشيراً إلى أن الإمارات تستعين دائماً بأئمة ودعاة من الأزهر الشريف يعملون في مساجدها. نشر قيم التسامح ومن جانبه، ثمن الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، العلاقات الأخوية بين مصر والإمارات، التي نتج عنها توافق تام في الرؤى والقرارات المهمة التي تتعلق بالشأن الديني ليس في مصر والإمارات فقط، بل على المستوى الدولي، خاصة فيما يتعلق بمحاربة الفكر المتطرف والغلو والتشدد. وأكد لـ«الاتحاد» أن الفعاليات الدينية التي تقوم بها الإمارات في مصر، خاصة في عام التسامح تؤكد على قيم التسامح التي تتسم بها الإمارات، واصفاً هذه المبادرات والأعمال التي تقوم بها الإمارات، بأنها ليست جديدة على هذا البلد العظيم، وليست غريبة على قادة وشعب الإمارات الذين لهم أياد بيضاء في هذه الاتجاهات، خاصة فيما يتعلق بأعمال الخير والتسامح والعيش المشترك. وأشار كريمة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة، من أوائل الدول التي أسست لمبدأ التسامح فلا توجد تفرقة بين الأديان هناك، حيث يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية بأديان مختلفة تعيش في وئام وسلام وتعايش مشترك، مؤكداً أن مشاركة الإمارات في جميع المؤتمرات الدينية الدولية التي تعقد في مصر، تُعد نقلة حضارية للفكر المستنير الذي تتسم به دولة الإمارات، وتظهر للعالم حقيقة الإسلام المتسامح والمسيحية المتسامحة وعلاقات المودة بين أهل المؤمنين بالأديان التوحيدية كلها، خاصة بعد احتضانها وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي. وأكد أن دولة الإمارات تسعى دائماً لترسخ قيم التسامح والحوار والتعايش بين الأديان، وأن شعب الإمارات يسعى دائماً لنشر الخير والسماحة والتعايش بين الأديان في كل مكان ودولة في العالم خاصة في مصر، مؤكداً أن هذه القيم العظيمة التي تتسم بها الإمارات موجودة في هذا البلد العظيم منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، وحتى الآن، مؤكداً أن هذه الفعاليات والمؤتمرات التي تشارك فيها الإمارات في مصر ترسي قيم السلام والتعايش في العالم، وتنبذ العنف والتطرف الذي تنبذه كل الأديان السماوية. القضايا الدينية المشتركة وبدوره، أشاد الدكتور شعبان إسماعيل، أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر، بالعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين الإمارات ومصر، خاصة في مجال الدعوة والعمل الديني وتبادل الرؤى حول القضايا الدينية المشتركة، مؤكداً أن ما تقوم به دولة الإمارات من فعاليات ومبادرات للشعب المصري الشقيق ومنها مشروعات الأزهر الشريف مثل مكتبة الأزهر، ومركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، بالإضافة إلى مستشفى الأزهر التخصصي، والمباني السكنية التي أقامتها لطلاب الأزهر بالمدينة الجامعية، تدل على الأخوة الكبيرة بين الشعبين، وعلى سعي الإمارات لنشر قيم التسامح بين الشعوب. وأكد أن هذه العلاقات الطيبة بين البلدين أظهرت بوضوح مدى وعي قادة دولة الإمارات العربية المتحدة وعمق نظرتهم الثاقبة، وإيمانهم الراسخ بضرورة التعاون مع مصر في جميع المجالات، وخاصة في المجال الديني لنشر ثقافة التسامح والتراحم والسلام والتعايش المشترك بين مختلف الدول والشعوب، مؤكداً أن الإمارات تقدم مبادرات دينية ليست بغريبة على أبناء حكيم العرب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، الذين يسعون لنشر مفهوم التسامح والسلام ومواجهة الفكر المتطرف.، مشيراً إلى أن قيم التسامح التي تسعى الإمارات إلى نشرها سوف يكون لها دور كبير بالتعريف بالمفاهيم والقيم الدينية، وفي مقدمتها ترسيخ مفهوم المواطنة الذي لا يفرق بين مواطن وآخر على أساس الدين أو العرق، ويستمد قوته بالتعددية والحرية والمساواة وقبول الآخر واحترام معتقداته. وقال إن المبادرات والمؤتمرات الدينية التي تقوم بها الإمارات بالتعاون مع مصر، ضرورة ومهمة لمواجهة جميع المظاهر والممارسات التي تقف في طريق نشر السلام والرحمة والعدل بين الناس في الشرق والغرب، مؤكداً أن هذا منهج إسلامي أصيل لنشر السلام العالمي، والتصدي لخطاب الكراهية بين الناس، واستغلال الدين في نشر الرعب والعنف، ومطاردة الإرهاب، بعد أن استفحل أمره وانتشر خطره، ولن يتم هذا إلا بنشر قيم التسامح من خلال المبادرات التي تطلقها الإمارات.

مشاركة :