حددت أرامكو السعودية الأحد نطاقا سعريا لإدراجها في البورصة المحلية يصل بتقييم شركة النفط العملاقة إلى أقل من تريليوني دولار، التي كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يستهدفها سابقا. وستجعل القيمة السوقية البالغة 1.7 تريليون دولار من عملية اكتتاب أسهم أرامكو، التي بدأت في الثالث من الشهر الجاري، أكبر طرح عام أولي في العالم. ولن تتمكن أرامكو من بيع الأسهم مباشرة للمستثمرين في الولايات المتحدة وأسواق أخرى ليقتصر البيع على السعوديين والمؤسسات الأجنبية التي يمكنها أن تستثمر في بورصة المملكة. وقالت أرامكو إنها تعتزم بيع 1.5 بالمئة من أسهمها، أي نحو ثلاثة مليارات سهم، بسعر استرشادي بين 30 ريالا (8 دولارات) و32 ريالا، مما يعني تقييما للطرح الأولي يصل إلى 25.6 مليار دولار. ويمكن أن يكون حجم الطرح الأولي أكبر إذا استخدمت الشركة خيارا يسمح بتخصيص إضافي بنسبة 15 بالمئة وقد يعني ذلك تفوق أرامكو بفارق طفيف على الحصيلة القياسية التي جمعتها شركة علي بابا الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية في طرحها الأولي ببورصة نيويورك في 2014 وبلغت 25 مليار دولار. ونسبت وكالة رويترز إلى زكاري سفاراتي الرئيس التنفيذي لدلما لإدارة الأموال في دبي قوله “ننوي الاكتتاب في الطرح الأولي من خلال صندوقين نديرهما”، مضيفا أن التقييم المبدئي “يتفق مع توقعاتنا”. ويسعى ولي العهد، الذي طرح فكرة الإدراج قبل أربع سنوات، لجمع مليارات الدولار من خلال الصفقة للاستثمار في صناعات غير نفطية وتوفير فرص عمل وتنويع موارد الاقتصاد المعتمد على النفط. وفي نشرة الاكتتاب الأصلية، التي أصدرتها أرامكو في التاسع من هذا الشهر، قالت إن الطرح المحلي سيكون متاحا لمؤسسات الاستثمار خارج الولايات المتحدة وداخلها. لكن الأحد قالت أرامكو في ملحق إنها ألغت هذه الإشارة. وقالت ثلاثة مصادر مطلعة لرويترز إن هذا يعني أنه لن تكون هناك أي جولات ترويجية خارجية لتسويق الأسهم. وقال مصرفي مطلع على الأمر “لا قيمة له في رأيهم. إذا لم يكن هناك قيمة أو طلب كبير فلماذا يفعلون ذلك ويتحملون مخاطرة قانونية إضافية”. ولم تسم أرامكو بعد أي مستثمرين رئيسيين في الصفقة ولم تكشف تاريخ الإدراج رسميا. وتوقع محللون من بنوك تعمل ببورصة الرياض نطاقا من التقديرات لأرامكو دار بين 1.2 و2.3 تريليون دولار والنزول عن الهدف الأصلي لولي العهد يبرز التحديات التي تواجهها الشركة. وقال نيرجنان تيروشلوام رئيس الأبحاث في شركة تيليمر “تقييم الطرح الأولي لأرامكو عند 1.7 تريليون يعطي مساحة لصعود المستثمرين النشطين”. وتعتبر أرامكو أعلى الشركات ربحية في العالم وتخطط لتوزيع 75 مليار دولار العام المقبل أي أعلى من خمسة أمثال توزيعات أبل الأعلى بدورها من توزيعات أي شركة مدرجة على ستاندرد أند بورز 500. لكن الرهان ينصب على سعر النفط في وقت يُتوقع فيه أن يتباطأ الطلب العالمي من 2025 مع بدء تطبيق إجراءات لخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري والتوسع في استخدام السيارات الكهربائية. وثمة أيضا خطر سياسي لأن الحكومة السعودية التي تعتمد في معظم تمويلها على أرامكو ستظل مسيطرة على الشركة. ورغم الشكوك في الخارج، من المتوقع أن يلقى السهم إقبالا كبيرا من المواطنين السعوديين، الذين ستطرح لهم نسبة تبلغ 0.5 بالمئة من الشركة. وكتب الرئيس التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في مؤسسة نومورة لإدارة الأصول طارق فضل الله على حسابه في تويتر أنّ “الانطباع الأول هو أنّ السعر يعكس تسوية يمكن أن تنجح”. وأمام المستثمرين الأفراد فترة تمتد حتى يوم 28 نوفمبر الحالي للاكتتاب في الطرح الأولي، بينما تستمر فترة الاكتتاب للمؤسسات حتى الرابع من ديسمبر. وإدراج أرامكو يعني المزيد من الازدحام في أسواق الأسهم نهاية العام إذ تتلقى علي بابا حاليا طلبات الاكتتاب لإدراج في هونغ كونغ ويتوقع أن تجمع شركة التجارة الإلكترونية 13.4 مليار دولار. ويأتي إدراج الرياض بعدما تبددت في العام الماضي الآمال في طرح أولي لنسبة خمسة بالمئة من الشركة في بورصات محلية ودولية وسط جدل بشأن التقييم ومكان الإدراج الخارجي. وقالت أرامكو إن الجدول الزمني للطرح الأولي تأجل بعدما بدأت إجراءات الاستحواذ على 70 بالمئة من أسهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، التي تعمل في مجال البتروكيماويات، من صندوق الاستثمارات العامة (الصندوق السيادي). وكان من المتوقع أن تبيع أرامكو 5 بالمئة من أسهمها في السوق المالية المحلية وبورصة أجنبية لم تتحدّد، لكنّها أعلنت مؤخّرا أن خطط الطرح خارج السعودية مؤجّلة. ويسعى المسؤولون إلى استقطاب عشرات مليارات الدولارات لتمويل مشاريع ضخمة ضمن هذا البرنامج الطموح.
مشاركة :