عاشت صنعاء ليلة هادئة بعد بدء تطبيق وقف النار قبيل منتصف ليل الثلثاء- الأربعاء، في إطار الهدنة الإنسانية. لكن ميليشيات الحوثي خرقت الهدنة بعد ساعات على بدئها، مستهدفة منطقتي نجران وجازان بمقذوفات عسكرية، إضافة إلى استخدامها قنّاصة للاعتداء على المناطق المحاذية للشريط الحدودي. وكانت مصادر قبلية تحدّثت عن استمرار القتال بين الحوثيين وأنصار الرئيس عبدربه منصور هادي في محافظتي الضالع ومأرب. وصعّدت إيران لهجتها وحَمَلت على السعودية والولايات المتحدة، مشيرة إلى أنها «لن تسمح» بتفتيش سفينة مساعدات أرسلتها، تتوجّه إلى ميناء الحديدة اليمني. وفيما صمدت الهدنة في صنعاء، أفادت وكالة «رويترز» بأن محافظتي شبوة ولحج شهدتا اشتباكات عنيفة مع الحوثيين الذين أشارت قناة «المسيرة» التلفزيونية التابعة لهم إلى تعرُّض معقلهم في صعدة (شمالاً) للقصف. وكالة الأنباء السعودية نقلت عن مصدر مطّلع في وزارة الدفاع ان مقذوفات سقطت في الساعة العاشرة صباح أمس على منطقتي نجران وجازان، ورصدت رماية قنّاصة من عناصر الميليشيات الحوثية.ن لكن المصدر أكد «عدم وجود إصابات». ولفت إلى أن موقف القوات المسلحة السعودية كان ضبط النفس، التزاماً بالهدنة الإنسانية التي قررها تحالف عملية «إعادة الأمل». وكان مجلس الأمن طالب الحوثيين ليل أول من أمس باحترام الهدنة، داعياً الأطراف كافة إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية العاجلة، وتسهيل وصول فرق الإغاثة في شكل سريع وآمن، لكي تتمكن من تقديم المساعدات الإنسانية للذين يحتاجونها. ورحب المجلس بالمبادرة السعودية لإرساء هدنة إنسانية في اليمن، وأبدى «قلقه العميق إزاء العواقب الإنسانية الخطرة لاستمرار العنف في اليمن»، مطالباً أطراف النزاع بوقف عملياتهم العسكرية في صورة شفّافة وموثوق بها طوال فترة سريان الهدنة. وأعرب المجلس عن دعمه الكامل لمبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، داعياً أطراف النزاع إلى المشاركة «من دون شروط مسبقة وبحسن نية» في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، واحترام القانون الإنسانية الدولي، لا سيما أخذ كل الاحتياطات الممكنة لتقليل الأضرار اللاحقة بالمدنيين. وطالب أعضاء المجلس بالسماح بدخول مواد الإغاثة للمدنيين، بما فيها الغذاء والدواء والوقود. في طهران، قالت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، أن حكومتها لن تسمح بتفتيش سفينة المساعدات الإيرانية المتوجهة إلى اليمن. وشدّدت على أن هذا البلد بات «على حافة كارثة إنسانية»، وحملت على الحصار الذي فرضه التحالف على اليمن لمنع وصول أسلحة إلى الحوثيين، مشيرة إلى أن إيران تتابع مسألة إرسال أغذية وأدوية مع المنظمات الدولية. وذكر مسؤولون إيرانيون أن السفينة المحمّلة مساعدات متوجهّة إلى ميناء الحُديدة، وعلى متنها ستّون شخصاً. وقال مساعد رئيس الأركان الإيراني العميد مسعود جزائري ان «ضبط النفس الإيراني له حدود»، محذراً من أن «أي محاولة لخلق المتاعب لسفن الإغاثة الإيرانية، قد تقود الى إشعال نار يكون احتواؤها خارجاً عن سيطرتهم»، في إشارة إلى التحالف والولايات المتحدة. وفي تصريحات إلى «قناة العالم»، رأى جزائري أن هدف السياسة الأميركية هو «تقويض المنطقة بأسرها، وسنشهد من الآن فصاعداً ظواهر مثل الأرض المحروقة، وتدمير البنية التحتية والضعف الشامل للبلدان في المنطقة». ونفی أن يكون لإيران وجود عسكري في اليمن، لكنه قال: «إذا شعر الشعب اليمني يوماً انه بحاجة الى ذلك، فإن جمهورية إيران الإسلامية ستعمل على توفيره بعد درس الموضوع، ولكن، الآن لا نشعر بأن هناك ضرورة للتدخُّل العسكري في اليمن، وآمل بألاّ تكون هناك حاجة لذلك».
مشاركة :