الحوثيون يخرقون الهدنة في الضالع ويستغلونها للتعزيزات العسكرية

  • 5/14/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت مصادر قبلية في اليمن، لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن المتمردين الحوثيين وقوات صالح يكثفون بشكل رهيب التعزيزات العسكرية في مواقع متفرقة في اليمن، لا سيما في جهة الجنوب؛ استعدادا لشن حملة أقوى على محافظة عدن، وذلك خلاف فترة الهدنة التي انطلقت مساء أول من أمس الثلاثاء. ويأتي ذلك بصورة مرتب ومعد لها مسبقا، قبل الهدنة بأيام، وتحديدا عقب إعلان قوات التحالف بقيادة السعودية عن رغبتها في تحديد أيام هدنة من العمليات الجوية. وفي الضالع، استمرت الخروقات الحوثية للهدنة بعد بدايتها بساعات، بحسب سكان محليين لـ«الشرق الأوسط»، وسقط على أثر ذلك قتيلان أحدهما في منطقة الأغوال بزبيد والآخر طفل في الرابعة عشرة من العمر في قرية غول سبولة. واستغل المتمردون الحوثيون توقف تحليق طائرات التحالف عن التحليق فوق المدينة اليمنية لتنفيذ مخططاتهم المتعلقة بتحرك الثكنات العسكرية إلى مواقع جديدة في محافظة الضالع الاستراتيجية باتجاه عدن، ونقل أسلحة إضافية تأتيهم من الشمال حيث القوات الموالية لصالح، ويتخلل ذلك إطلاق النار على كل من يحاول إيقاف ذلك سواء من المقاومة الشعبية أو المواطنين العزل. وعلى الصعيد ذاته، أثرت خروقات الهدنة التي تقوم بها ميليشيات صالح والحوثي التي تسعى للسيطرة على أكبر قدر من المواقع في جنوب اليمن، على تأخير مساعدات إنسانية لمحافظة عدن كانت قادمة على إحدى سفن برنامج الغذاء العالمي. من جهته، قال سعيد حميد الضالعي، أحد ممثلي قبائل الضالع، في حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمس، إن «المتمردين الحوثيين يتحركون وفق توجيهات من قبل قادة في الحرس الجمهوري الموالي لصالح، بخطط معينة. فمثلا تحركاتهم أمس واليوم وفي اللحظة التي أتحدث إليكم خلالها هي مدروسة مسبقا، ومنذ إعلان قوات التحالف بقيادة السعودية عن سعيها لتحديد أيام لهدنة إنسانية كانت هناك ترتيبات للاستفادة من هذه الفترة بعدة طرق». ويضيف: «حاولوا التمويه منذ إعلان السعودية فترة الهدنة، من خلال أخذ وقت لحين الرد بالموافقة عليها رسميا من خلال متحدثهم الرسمي، لكن الحقيقة غير ذلك، ونحن نرى ونسمع ذلك في محافظة الضالع. إنهم كانوا سعيدون بذلك لإعادة ترتيب أوراقهم، وهم يطبقونه أمس واليوم على أرض الواقع». وعن الأوضاع عامة في محافظة الضالع والمحافظات الجنوبية قال الضالعي: «التحركات مستمرة على محورين، الأول والأساسي فيهما نقل التعزيزات العسكرية في مناطق مختلفة من الضالع خاصة الأماكن التي ضربتها قواتها التحالف أو وصلت معلومات استخباراتية عنها، وهم يهتمون بذلك حرصا على معاودة الكر والفر في ما يتعلق بالسيطرة على محافظة عدن، وتحديدا مدينة عدن التي يهتم كثيرا علي عبد الله صالح بإسقاطها في يده، خصوصا أن العاصمة صنعاء ليست ببعيدة المنال عنه كون الموالين له هناك أكثر. أما المحور الثاني فهو يتمثل في خرق الهدنة بهدوء من خلال إطلاق الرصاص على من يقف في اتجاه هذه التحركات العسكرية، وسقط قتلى إثر ذلك، وتم الإعلان عنهم رسميا في محافظة الضالع، على الرغم من الجهد الكبير التي تقوم به المقاومة الشعبية في الضالع». واختتم الضالعي حديثه بالتشديد على أن الحوثيين يحولون فترة الهدنة لصالحهم من خلال تحركاتهم العسكرية، ليس في الضالع فقط وإنما في محافظة تعز أيضا، مستغلين حرص قوات التحالف بقيادة السعودية على توصيل المساعدات الإنسانية. على صعيد آخر، ثمن مجلس المقاومة الشعبية الدور الإيجابي الكبير الذي أدته قوات التحالف بقيادة السعودية، في إيقاف تحركات ومخططات الحوثيين بتنفيذ الأجندة الإيرانية في اليمن بمساندة من علي عبد الله صالح. وأبرز المتحدث باسم المجلس علي بن سعيد الأحمدي، لـ«الشرق الأوسط» أمس، الأعمال التي قامت بها قوات التحالف في إيقاف تقدم الميليشيات الحوثية تجاه الجنوب وقتل الأبرياء، مبينا أن قوات التحالف «دمرت في 11 و12 من الشهر الحالي وقبل دخول فترة الهدنة دبابتين عسكريتين كانتا متجهتين نحو دار سعد في محافظة عدن، كما دكت القوات مبنى كان يرتكز عليه المتمردون الحوثيون، وسقط على أيديهم عدد من (الشهداء). وفي عمران استهدفت القوات مباني متنوعة كانت تشكل نقاط تجمع لميليشيات صالح والحوثي. وفي زنجبار فُجرت مخازن للواء 115، وتم تدمير آليات موجودة هناك، كما خسرت الميليشيات قدرا كبيرا من عدتها وعتادها في منطقة العريش، في محافظة إب». وشدد الأحمدي في حديثه على أن «خسائر القوات الغازية (ميليشيات الحوثيين وصالح) فادحة جدا؛ نتيجة دقة الضربات لقوات التحالف، واستهداف مواقع التجمع».

مشاركة :