إعداد:فدوى إبراهيم النخيل أحد أهم أنواع الأشجار التي تحتضنها بيئة الإمارات، وباتت مصدراً للرزق والاستخدام اليومي بكل تفاصيلها، ثمارها وجذوعها، وسعفها الذي فتح الباب لمهنة «السفافة» التي تستخدم فيها فنون يدوية في نسج خوص النخل «أوراق السعف».وعلى الرغم من أن «السفافة» مهنة وصنعة أتقنها الرجل والمرأة على حد سواء، إلا أن للمرأة مكانة أكبر فيها لكونها استخدمتها ليس كمهنة فقط، بل لسد احتياجاتها اليومية المنزلية، فصنعت منها: السرود البساط الدائري الذي يوضع عليه الطعام، المجبة وهي الغطاء المخروطي الذي يغطي به الطعام، ويشبه إلى حد كبير غطاء «الطاجن» الفخاري، والضميدة أي الجيب الصغير الذي يحفظ به التمر، والمهفة، وهي المروحة اليدوية، والحصير الذي يغطي الغرفة، وهو بمنزلة السجاد اليوم، والسلال متعددة الأحجام والأشكال بحسب الغرض منها، وسجادات الصلاة، وغير ذلك الكثير، حيث كانت المرأة الإماراتية تبدع في تغطية احتياجاتها اليومية المنزلية.ويتم عمل نسيج الخوص أو «سفّه» بتنظيفه أولاً وتشريحه بحيث يصبح على شكل شرائح طولية رفيعة ليسهل نسجها، وإذا أريد تلوينها فيتم ذلك قبل البدء بنسجها، بنقع كمية من الشرائح بماء ملون بألوان طبيعية تجلب من محال العطارة هي في الأصل نباتية، ويتم غلي الماء واللون وتودع فيه كميات الخوص لما يقارب عشر دقائق، وتخرج لتجف جانباً، فتكتسي الألوان الأحمر والأخضر والأسود والأصفر بحسب الرغبة. وتجدل النساء الخوص على شكل جدائل متشابكة، وتشذب حتى تصبح «سفّة» جاهزة التطويع، لتصنع منها مختلف الأدوات للعمل والحياة اليومية.واليوم أصبحت «السفافة» واحدة من الصناعات التقليدية التي تمسكت بها الجدات والأمهات لتنقلها للجيل الجديد، فنجدهن يزيّن مراكز الحرف التقليدية بمنتجاتهن، ودائمات الحضور في المحافل التراثية في الدولة لنقل خبراتهن. ولجذب الجمهور لمنتجات السفافة أصبحت الحرفيات تنسج المنتجات العصرية المتلائمة مع احتياجاتنا اليوم كالحقائب النسائية وجيوب الهواتف المحمولة حماية للمهنة من الاندثار.
مشاركة :