جدة 13 رمضان 1443 هـ الموافق 14 أبريل 2022 م واس يتوارث حرفيو الخرازة ومن يتعامل مع الجلود بالأدوات البسيطة كالمقصات والمخاريز والمجاذيب ، أعمال الحرفة أباً عن جد , ويصنعون منتجات جلدية مختلفة كالصنادل والقرب والصملان الخاصة باللبن وعِكاك الدهن وخِباء البنادق والمحازم والغروب ، حيث تُعد الجلود المادة الأولية للخراز، ويتم جلبها من مناطق مختلفة . وفي جولة لـ"واس" في أسواق العلوي بجدة التاريخية التقت بالحرفي فهمي محفوظ العاشق، مالك محل الخرازة ، الذي أوضح أن المحل يتجاوز عمره لأكثر 70 عام ، وأن المهنة ورثها عن والده الذي توفي قبل أكثر من20 سنة مضت ، وأن المحل تم تأسيسه على يد والده في العام 1368 هـ ، ذي المساحة الصغيرة التي ربما لا تتجاوز المترين في طوله وعرضه . وعدّ مهنة الخرازة في أسواق العلوي بجدة التاريخية من المهن المعمرة في هذه المنطقة الحيوية التي ما زالت مركز جذب لكثير من الزوار وحتى السكان المحليين ، مشيراً إلى أنه وأخيه تسلّما المهنة من بعد والدهم - رحمه الله- ،حيث يعتزان ويفتخران بها كثيرا . وعرّف فهمي كلمة "خرّاز" ، والتي تعني الإسكافي والدّارجة على حد قوله في منطقة الخليج ، وهو من يقوم بخرز الجلود وتحويلها إلى أدوات تستخدم مثل : الأحذية ، والمحازم العادية ، ومحازم السلاح التي يضاف لها أماكن لتخزين الرصاص . وعن منتوجات المحل الذي اكتسب شهرة واسعة وعلامة بارزة في منطقة جدة التاريخية ، أفاد بأن من أبرز المصنوعات اليدوية صناعة الأحذية المكّاوية المعروفة محلياً والتي تحمل بصمة شهيرة بين أطياف مجتمع منطقة مكة المكرمة عموماً . وأبان فهمي العاشق، إلى أن بعض منتجات المحل جرى استحداثها تماشياً مع متطلبات الشباب في الوقت الجاري مع الاحتفاظ بأصالة المهنة والمنتجات ذات القيمة التراثية ، حيث الأنواع منها : المكّاوي،والقصيمي،والحساوي وبأسعار مابين الــ60 - 110 ريالات ، لافتاً إلى أن مرتادي المحل من خارج مدينة جدة يواظبون على شراء الأحذية التي تُصنّع يدويا منذ عشرا ت السنين ، وأن للمحل أسلوب عرض لمنتجاته التي أخذت أنماطا وألوانا مختلفة كغيره من المحلات المعمرة التي تجاوره ، كرمزية دلالية تحمل طابعا تاريخيا بامتياز .
مشاركة :