سارقة الكتب رواية للروائي الأسترالي ماركوس زوساك، صدرت الرواية في العام 2005م، وتصدرت قائمة الكتب الأفضل مبيعاً في جريدة النيويورك تايمز لأكثر من عشر سنوات، وصدر العام 2013م فيلم أميركي مستوحى من الرواية، تعود الرواية إلى ثلاثينات القرن الماضي، وتحديداً في ألمانيا خلال عهد النظام النازي وبداية الحرب العالمية الثانية، وتتحدث عن تدهور الوضع السياسي في ألمانيا، ومحاربة القوات النازية للفكر بالحرق وللمخالفين بالقتل والتعذيب والنفي، كذلك القمع النازي لليهود، ليظهر لنا تعاطف الكاتب معهم، وقيام قوات التحالف بالكيل بمكيالين، بعد سقوط القوات النازية، فعادت تقصف الأراضي الألمانية والعزل في مذبحة بشرية ضخمة. يبدأ السرد من خلال لسان الموت ليروي لنا وقائع الأحداث وكأنه يهمس في آذاننا بأنه وحده الخصم الحقيقي الذي يجب أن نعد له العدة، ويؤكد لنا من خلال الرواية أنه لا يعرف التعامل مع الأحياء، لكنه يحرص على متابعتهم، وخلال عهد هتلر وظلام النازية، حيث تمتلئ الأجواء برائحة الخوف والموت والحرب، يسرد لنا قصة الفتاة (ليزلي) ذات التسع سنوات، التي تعيش مع والديها بالتبني في ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية، تبدأ قصتها أثناء تواجدها على متن القطار مع شقيقها، متجهين مع أمهما نحو ميونخ، حيث سرعان ما سيتم وهبهما لأسرة تتبناهما وترعهما، إلا أن أخاها توفي خلال الرحلة، وقبل دفنه تقع عينها على كتاب حفار القبور بعنوان (الدليل إلى حفر القبور)، لتلتقطه وتتعلق به وهي لا تزال لا تجيد القراءة، وهذا الكتاب الأول في سلسلة الكتب التي سرقتها، سرقت كتاباً بدلاً من أخيها الذي سرقه الموت منها، تستقبل الفتاة من قبل عائلته بالتبني (هانز هوبرمان) وزوجته (روز) بطريقة بعيدة كل البعد عن العاطفة، مستهزئة بقذارتها التي تنسبها إلى الشيوعيين، حسب ترويج النظام النازي الحاكم في ذلك الوقت، ولكن الفتاة لم تستطع التأقلم سريعًا في المحيط الجديد، لكن والدها بالتبني (هانز) عمل على مساعدتها، وعلمها القراءة بعد أن سخر زملاؤها منها في المدرسة لكونها لا تجيد القراءة، وبمرور الوقت تعلمت الفتاة القراءة، وأحبت الكتب وتعلقت بها، ولكن لم يكن لديها ما يشبع نهمها، ما دفعها لسرقة الكتب لتنشأ بينها وبين الكتب علاقة وطيدة، ولم تصبح سارقة للكتب فحسب، بل أصبحت مبدعة للكلمات، تتوالى الأحداث وسرقات ليزيل للكتب، وصداقتها مع (رودي شتاينز) الصبي الذي يسكن في البيت المجاور لهم، لتصبح حياتها أكثر متعة بفضل مغامرتها المرحة معه ومع والدها (هانز)، و(ماكس) الشاب اليهودي الذي يأخذ قبو عائلة (هانز) ملجأ له، يبني علاقة صداقة قوية بينه وبين ليزلي، والذي شجعها على الكتابة قائلاً (الكلمات حياة). وبسبب قصف قوات التحالف للشارع الذي تعيش فيه ليزلي، تموت عائلتها وصديقها رودي وأغلب سكان الحي، لتجد نفسها مجدداً تعاني ألم الفقد والوحدة، ولكن هذه المرة تحمل في يدها الدفتر الذي اعتادت أن تكتب فيه. رواية نسجت أحداثها من رحم المعاناة والمأساة والحروب والغارات، وانتهت بمأساة أشد إيلاماً من الواقع. قراءة: خالد المخضب
مشاركة :