واصل الحراك الشعبي الجزائري تظاهراته للأسبوع الأربعين، بالتزامن مع ذكرى دخول الحراك الذي بدأ في 22 فبراير الماضي، شهره العاشر، وسط مطالبات للنشطاء بتأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر المقبل. واستمرت أمس مظاهرات الحراك الشعبي للمطالبة بتنحي رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة عن المشهد السياسي ومحاسبة الفاسدين منهم، ورفض إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة، والمطالبة بمرحلة انتقالية يديرها مجلس توافقي، بالإضافة إلى قانون المحروقات الذي أقرته الحكومة مؤخراً، ويمنح امتيازات للشركات الأجنبية في التنقيب عن البترول والغاز. وجاءت مظاهرات الأمس بعد تصعيد للمظاهرات خلال اليومين الماضيين بتنظيم الحراك الشعبي مظاهرات ليلية بوسط العاصمة، فيما قامت الشرطة بتوقيف عدد من النشطاء قدره الحراك بأنه 60 شخصاً، تم إطلاق سراح أغلبهم في وقت لاحق. وبدأ المتظاهرون في التجمع في ساحة البريد المركزي عقب صلاة الجمعة، رغم أن الشرطة وقوات الدرك الوطني (تابع للجيش) أغلقت الطرق السريعة المؤدية إلى العاصمة منذ مساء الخميس، الأمر الذي تسبب في اختناقات مرورية. وتجمع المتظاهرون في وسط العاصمة، حيث فرضت قوات الشرطة طوقاً أمنياً حول ساحة البريد المركزي، وامتدت مظاهرات الحراك إلى ساحة موريس أودان وشارعي ديدوش مراد وحسيبة بن بوعلي. ورفع المتظاهرون شعارات معارضة للانتخابات الرئاسية المقبلة، ووصفوا المرشحين الخمسة فيها بأنهم استمرار لنظام بوتفليقة. والمرشحون الخمسة هم: عز الدين ميهوبي، الأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، وعبد القادر بن قرينة، رئيس حزب حركة البناء الوطني، ورئيس الوزراء الأسبق عبد المجيد تبون، وعلي بن فليس، رئيس حزب طلائع الحريات، وعبد العزيز بلعيد، رئيس حزب جبهة المستقبل. يأتي ذلك فيما يترقب الجزائريون مصير المناظرة التلفزيونية المقرر عقدها بين المرشحين عقب تصريح محمد شرفي، رئيس السلطة المستقلة للانتخابات، بأن عقد المناظرة أمر غير مستبعد. وقال شرفي إن «ضبط الأمور التنظيمية الخاصة بالمناظرة يحتاج وقتاً، وقد أصبح ضيقاً جداً بالنسبة للمرشحين». يأتي ذلك في وقت رحبت حملة كل من المرشحين علي بن فليس وعز الدين ميهوبي وعبد القادر بن قرينة وعبد العزيز بلعيد بعقد المناظرة، فيما اعتبرت حملة المرشح عبد المجيد تبون أن إجراء المناظرة في هذا التوقيت غير مناسب بسبب تعمد بعض المرشحين في انتقاد تبون منذ بدء الحملة. ووجه المرشحان علي بن فليس وعبد القادر بن قرينة، انتقادات لتبون، الأول بسبب لقائه بسفيري أميركا وإسبانيا، والثاني بسبب وعده للجزائريين بزيادة الأجور وانتقاده لعمل الصحفيين.
مشاركة :