تظاهر عشرات الآلاف في عدة مدن فرنسية احتجاجاً على العنف الأسري ضد النساء والذي أدى إلى مقتل أكثر من مئة امرأة منذ بداية العام. وتأتي المظاهرات قبل يومين من اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد النساء. خرج عشرات الآلاف من الأشخاص إلى شوارع باريس وعدد من المدن الفرنسية اليوم السبت (23 تشرين الثاني/نوفمبر 2019) للاحتجاج على العنف القائم على التمييز على أساس الجنس والعنف الجنسي وجرائم قتل النساء التي يثير عددها المتزايد (116 منذ مطلع العام) موجة تنديد عارمة غير مسبوقة في البلاد. ففي باريس، شارك في التظاهرة حوالى 49 ألف شخص معظمهم نساء، بحسب تعداد أجراه معهد "أوكورانس" للأبحاث لوسائل إعلامية من بينها وكالة فرانس برس. وردد المحتجون في باريس، ومعظمهم من النساء، هتافات مناوئة للعنف الأسري ورفعن لافتات باللون القرمزي سجلت أسماء الضحايا وكُتب عليها شعارات منها "كفى قتلاً". واللون القرمزي رمز تستخدمه حركة حقوق المرأة. واعتبرت إحدى الجمعيات المنظمة أن تظاهرة السبت هي "إحدى أكبر المسيرات في تاريخ فرنسا ضد العنف"، مشيرةً إلى أن عدد المشاركين بلغ حوالي 150 ألف شخص في جميع أنحاء فرنسا بينهم مئة ألف في باريس. لوحات تندد بالعنف ضد المرأة باللون القرمزي الذي تستخدمه حركة حقوق المرأة كرمز ونُظمت نحو 30 مسيرة في مناطق أخرى بفرنسا لاسيما في مدينة تولوز (جنوب غرب) حيث شارك مئات الأشخاص في مسيرة، وفق ما أفاد مراسل لفرانس برس. وهتف المتظاهرون بشعارات من بينها "لتسقط الذكورية". وتأتي المظاهرات، التي قادتها جمعية "نو توت" (نحن جميعاً) النسوية، قبل يومين من الموعد الذي من المقرر أن تنشر فيه الحكومة نتائج تحقيق عن العنف الأسري، والذي يصادف اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد النساء (الاثنين 25 تشرين الثاني/نوفمبر). وتهدف هذه المسيرات إلى الضغط على الحكومة قبل يومين من اختتام استشارات حول العنف الأسري، أطلقت مطلع أيلول/سبتمبر، من أجل العمل على وضع حد لهذه الآفة. ومن المقرر أن يعلن رئيس الوزراء إدوار فيليب إجراءات في هذا الصدد تنتظرها المنظمات المعنية بفارغ الصبر. ومن المقرر أن تعلن الحكومة الاثنين نحو 40 تدبيراً بهذا الشأن. في مظاهرة باريس، فتيات يحملن أسماء نساء قُتلن من قبل أزواجهن أو شركائهن. وقدمت وزيرة الدولة لشؤون المساواة بين الرجل والمرأة مارلين شيابا ووزير الداخلية كريستوف كاستانير "جدول تقييم" يهدف إلى مساعدة قوات الأمن لتتمكن من تقدير الأخطار المحيطة بالنساء الضحايا بشكل أفضل عند تقديمهنّ شكاوى. وأظهرت بيانات رسمية ان نحو 213 ألف امرأة كل عام تقع ضحية للعنف الجسدي أو الجنسي أو الاثنين معاً، من قبل شريكها أو شريك سابق، أي ما يساوي 1% من عدد النساء اللواتي تراوح أعمارهن بين 18 و75 عاماً. وفي إيطاليا أيضاً، تظاهر عشرات الآلاف في روما تنديداً بالعنف ضد النساء تلبية لدعوة وجهتها منظمة نسائية. وجال الحشد الذي ضم غالبية نسوية، في وسط العاصمة خلف لافتة كُتب عليها "ضد عنفكم، نحن الثورة". م.ع.ح/أ.ح (أ ف ب - رويترز)
مشاركة :