الدوحة- إبراهيم بدوي وقنا: تنعقد الدورة الخامسة للجنة الاستراتيجية العليا القطرية التركية، برئاسة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وأخيه فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة، في الدوحة غداً الاثنين الموافق 25 نوفمبر 2019 . وأكد سعادة السيد فكرت أوزر السفير التركي لدى الدولة، في حوار ل الراية: أن الزعيمين سيبحثان خلال الاجتماع سبل تعزيز وتطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في شتى المجالات، بالإضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما سيشهد صاحب السمو والرئيس أردوغان التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم بين البلدين في مختلف المجالات. ونوه بوصول الرئيس أردوغان إلى الدوحة غداً يُرافقه وفد وزاري كبير مكون من 8 وزراء لحضور الاجتماع.. موضحاً أنه من المُقرر توقيع 6 اتفاقيات جديدة تتعلق بتعزيز التعاون في قطاعات التجارة والصناعة والاستثمار والشؤون الاجتماعية وغيرها من المجالات، لتضاف إلى 45 اتفاقية ومذكرة تفاهم، وقعها الجانبان خلال الدورات الأربع الماضية لاجتماعات اللجنة الاستراتيجية العليا. وأكد السفير التركي أهمية اتفاقية التعاون التي وقّعها البلدان مُؤخراً لتأمين مونديال قطر 2022، لافتاً إلى تحقيق قفزة هائلة في حجم التبادل التجاري بين البلدين من 750 مليون دولار عام 2016 إلى 2.4 مليار دولار(8.7 مليار ريال) عام 2018، فيما تشير إحصائيات الشهور التسعة الأولى من العام الجاري إلى حدوث زيادة بنسبة 10% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ما يؤكد عمق الروابط التجارية ومتانتها. وأشار سعادته إلى زيادة اهتمام الشركات التركية بالاستثمار في قطر بعد التشريعات الاقتصادية الأخيرة، لافتاً إلى وجود أكثر من 200 شركة تركية في السوق القطري، فيما تتنامى الاستثمارات القطرية في تركيا خاصة في قطاع العقارات والتصنيع والفندقة والضيافة وغيرها من التفاصيل في سطور الحوار التالي: • نبدأ من انعقاد الاجتماع الخامس للجنة الاستراتيجية العليا وحضور فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الدوحة.. ما أهمية الاجتماع ودلالات انتظام انعقاده؟ - تم تأسيس اللجنة الاستراتيجية العليا بين الجمهورية التركية ودولة قطر منذ عام 2014 ويتم عقد اجتماعها بالتبادل بين البلدين كل عام وهذا هو الاجتماع الخامس بالدوحة وسوف يُعقد غداً. ويؤكد انتظام انعقاد اللجنة قوة العلاقات القطرية التركية وتطوّرها وحرص البلدين على متابعة تنفيذ القرارات التي تم اتخاذها في الاجتماعات السابقة مع إضافة الأهداف الجديدة ومُتابعة آليات تحقيقها. • ماذا عن الوفد الوزاري المُرافق لفخامة الرئيس أردوغان؟ - سيُرافق فخامة الرئيس بطبيعة الحال الوزراء المعنيون باتفاقيات التعاون، أي نحو 6 وزراء وأيضاً يرافقه وزير الخارجية ووزير الدفاع. اتفاقيات جديدة • ما الجديد على طاولة اللجنة هذا العام؟ - مع اقترابنا من تنظيم واستضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، يسعى البلدان لتعزيز التعاون في كافة القطاعات ذات الصلة وخلال الزيارة الأخيرة لمعالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، إلى تركيا، تم توقيع اتفاقية تعاون حيال التدابير الأمنية المتخذة لتنظيم مونديال 2022 بين قوات لخويا والأمن العام التركي وتشمل التنظيم والإعداد وتدريب الكوادر. • هل هناك اتفاقيات جديدة سيتم توقيعها في الاجتماع المقبل؟ - هناك اتفاقيات جديدة ولا يزال العمل جارياً للانتهاء من بعضها ولكن على الأقل سيكون لدينا 6 اتفاقيات جديدة وربما يكون أكثر ولكن هذا هو العدد المؤكد حالياً، فقد تم توقيع 45 اتفاقية تعاون بين البلدين وستشكّل هذه الاتفاقيات إضافة نوعية لها. • ما هي القطاعات التي تغطيها تلك الاتفاقيات؟ - يتعلق بعضها بالتعاون في قطاعات التجارة والصناعة والمواصفات الفنية وتوقعها الوزارات المُختصة في البلدين وأيضاً هناك اتفاقية تتعلق بالشؤون الاجتماعية. وسوف تحقق الاتفاقيات الجديدة مزيداً من التوسّع في علاقات بلدينا خاصة العلاقات الاقتصادية والتجارية، فيما ترسّخ التعاون القائم بالفعل في قطاعات أخرى. مبادئ دولية • ما تقييمكم للدعم المُتبادل بين البلدين في المحافل الدولية؟ - قطر وتركيا تديران علاقاتهما وفقاً للمبادئ الدولية المُتعارف عليها ويتمتعان بتطابق الرؤى تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية ومنها الأزمة الخليجية والأزمة السورية وأخيراً في عملية نبع السلام لحماية حق تركيا في الدفاع عن نفسها وإبعاد خطر الإرهاب عن حدودها. تنامي التجارة • ما هي آخر تطوّرات العلاقات الاقتصادية بين البلدين؟ - علاقاتنا تتطوّر بشكل ملحوظ وتثبته الأرقام، ففي عام 2016 بلغ حجم التبادل التجاري 750 مليون دولار فقط، وقفز إلى 2.4 مليار دولار بنهاية عام 2018، كما زادت أرقام العام الجاري حتى شهر سبتمبر بنسبة 10% مُقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ما يعني نمواً متزايداً في حجم التبادلات التجارية بين البلدين. السوق القطري • اتخذت قطر عدداً من التشريعات الجديدة لجذب الاستثمارات الأجنبية، ما مدى اهتمام المزيد من الشركات التركية بدخول السوق القطري بعد هذه الخطوات؟. - قطر بيئة جاذبة للاستثمار وهناك العديد من الشركات التركية المُهتمة بالاستثمار في قطر، والتقى معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، خلال زيارته الأخيرة إلى تركيا برجال الأعمال هناك، وشرح لهم بيئة الأعمال والاستثمار في قطر ودعاهم للاستثمار بها وهناك محاولات وزيارات من قبل رجال الأعمال الأتراك إلى الدوحة لاستكشاف فرص الاستثمار في قطر وهذا مهم جداً بالنسبة لنا. فنادق جديدة • ما حجم الاستثمارات القطرية في تركيا؟ - بلغ حجم الاستثمارات القطرية المُباشرة وغير المباشرة في تركيا نحو 22 مليار دولار في قطاع العقارات، كما أن هناك توسعاً مستمراً في قطاع التصنيع والبنوك والفندقة وتم افتتاح فندق شيراتون إسطنبول سيتي سنتر منذ أسبوع وسيتم افتتاح فندق آخر الشهر المقبل وثالث في الشهر التالي ما يعني أن هناك توسعاً كبيراً في الاستثمارات القطرية في هذا القطاع في تركيا. الاستثمارات التركية • ماذا عن حجم الاستثمارات التركية في قطر وعدد الشركات العاملة في السوق القطري؟ - هناك أكثر 200 شركة تركية تعمل في السوق القطري، وأغلبها شركات ضخمة في المقاولات وقيمة الاستثمارات التركية في قطاع الإنشاءات بلغت 17 مليار دولار وتُساهم الشركات التركية في خطط تنمية قطر لتطوير البنية التحتية والطرق السريعة والمنشآت المهمة مثل المتحف الإسلامي ومطار حمد وأيضاً ملاعب مونديال 2022، وتستمر هذه الشركات في مسيرتها لدعم تحقيق رؤية قطر 2030. الطاقة والغاز • ما هي آفاق التعاون القائم في قطاع الطاقة والغاز المسال على وجه التحديد؟ - تركيا تستورد مختلف الكميات من الغاز القطري المُسال ووصلت أكبر ناقلة للغاز إلى تركيا العام الماضي وهناك آفاق واعدة للاستثمارات القطرية في قطاع الطاقة المُتجدّدة في تركيا، وبعض الشركات التركية ترغب في الاستثمار بتمويل مشروعات الطاقة المُتجدّدة في قطر أيضاً، فهو تعاون يستهدف تحقيق منافع متبادلة لشعبي البلدين. قفزة كبيرة • ماذا عن حركة السياحة بين البلدين؟ - هناك أعداد كبيرة من إخواننا القطريين تزور تركيا ولا نقول إن تركيا هي بلدهم الثاني فهي بلدهم. وهناك قفزة كبيرة في عدد الزوار القطريين إلى تركيا من 33 ألف قطري عام 2016 إلى 79 ألف قطري نهاية عام 2018، كما أن هناك زيادة لا تقل عن 25% في أعدادهم في أول تسعة شهور من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة العام الماضي. • ماذا عن تشجيع السياح الأتراك على زيارة قطر مع برامج السياحة المتنوعة التي تنظمها؟ - لاحظنا تزايد اهتمام الأتراك بزيارة قطر أيضاً وهناك عدد من الشركات السياحية تنظم رحلات إلى قطر والتقيت بهم حين جاؤوا في زيارة لثلاثة أيام إلى الدوحة وأعربوا عن إعجابهم بدولة قطر وسيكون هناك ترويج أكثر للسائح التركي للقدوم إلى قطر خاصة أنها تتمتع بجو مميز بداية من نوفمبر وتعد وجهة سياحية مُفضلة للأتراك وغيرهم.
مشاركة :