وطني ليس صفيحاً متنقلاً! | مقالات

  • 5/16/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

هل شرعت عزيزي القارئ في قراءة المقال؟ حسنا، قف حدادا على وطن غنى له عبدالحليم وأم كلثوم وفيروز في يوم من الأيام... هل وقفت؟ احترقت فصول دراسية مبنية من الصفيح (نعم عزيزي القارئ لقد قرأتها بالشكل الصحيح... صفيح، يعني صندوقا من المعدن كالذي توقف سيارتك تحته ليحميها من الشمس)، في إحدى مدارس الكويت، ولله الحمد لم تصب بأذى أي طالبة من طالبات المدرسة، ولكن أصيب وطن بأكمله في كرامته... فأرجوك أيها المواطن الهمام يا من تشكو الزحام وسرقة اللئام ابكِ معي أدمعاً لا دمعة واحدة على وطن النهار الذي تحول إلى صفيح كبير. فإذا كان محمود درويش قال عن فلسطين بالشعر (وطني ليس حقيبة سفر) فعلينا أن نقول عن الكويت بالفعل (وطني ليس صفيحا متنقلا)، وادعو كل مخلص أن يرفس أي صفيح يشاهده في الشارع أو الجامعة أو المدرسة أو الوزارة، وسنضع لهذه الحملة عنوان «الرفس الاحتجاجي»، واذا لم يسمع السادة المسؤولون أصواتنا فليسمعوا رنة أحذيتنا الاحتجاجية. كيف حمَّلتم هذا الوطن الجميل معاصيكم وجعلتم منه حجرا أسود؟!، فقد كانت الكويت عروس الخليج فجعلتم منها عانساً رغم العروس الديموقراطية التي تملأ الأسماع والأبصار والأفئدة في المجالس البرلمانية والجمعيات التعاونية والأندية الرياضية، لكن وجه الشبه بين هلال رمضان وبين إنجازاتكم ومشاريعكم هو أن كليهما لا يُرى بالعين المجردة ولكن يحتاج إلى تلسكوب «هابل»، الفضائي. قبل فضيحة مدارس الصفيح، أثبتت لجنة التحقيق أن هناك تضخماً في عقارات بعض النواب بعد فوزهم بعضوية المجلس، وشاهدنا جميعاً كيف أن مسؤولي الرياضة يذهبون للمحاكم أكثر من ذهابهم إلى الملاعب، وقرأنا عن وكيل عريف يسرق الأسلحة من مخازن «الداخلية»، وطبيب يسرق الأدوية من الصيدلية، ومديرة بنك تسرق أرصدة العملاء، ومعلم يسرق مجهود طلابه، وصحيفة تبيع قراءها للمعلنين، وتلفزيون يبيع الوهم للمشاهدين... ولهؤلاء جميعاً أقول إن أفعالكم هذه لن يشار اليها بالبنان... وإنما بإصبع آخر... كتبت مقالا قديما قلت فيه إن وطني ليس لعبة (مونوبولي) واليوم أقول إن وطني ليس صفيحا متنقلا، فيا أصحاب القرار أقسم لكم بالله إن بعض من يظهرون أمامكم على أنهم (رأفت الهجان) في وطنيتهم هم أمام الوطن (إيلي كوهين) في خسته ودناءته. دعوت الله أن يُرزق الشهادة لمن يحوّل بلده إلى صفيح كبير... ألم تقل الفتوى أن مريض الإيدز شهيد؟ أما زلت واقفا عزيزي القارئ؟ تستطيع الجلوس الآن فقط انتهت دقيقة الحداد. قصة قصيرة سأل معلم طلابه في حصة الكيمياء: ماذا يحدث لو أضفنا هامش الحرية على قليل من الشجاعة ومزجناها بالأصوات المرتفعة؟ فرد أحدهم: ينتج عنها غاز ثاني مسيل الدموع. كاتب كويتي oh1alatwan@

مشاركة :