آسف على وطني - مقالات

  • 9/22/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت حلقة الحريات النسبية في الكويت تضيق أكثر وأكثر، وطالت كل شيء تقريباً، حرية الرأي والتعبير والإبداع والاطلاع على المعلومة، فمنذ ما يقارب الخمسة أو الستة أشهر، تقدمت أنا وغيري من الكُتاب، بروايتي الأخيرة «من خلف الجدار؟» للإجازة من رقابة وزارة الإعلام، ووقعت موظفة على تسلم النسخة في حينها، وطوال تلك الفترة كلما راجعت للسؤال عن مصير روايتي، قيل لي: الأسبوع المقبل أو يوم كذا أو بعد رمضان وهكذا. واكتشفت أني لست الوحيد الذي ينتظر إجازة كتابه لأشهر، إذ ان هناك مجموعة من الكتاب والكاتبات الذين ينتظرون مثلي، دون أن يبت في أعمالهم، ورغم أن روايتي لا تحتاج إلى أكثر من يومين لقراءتها، إلا أن ذلك استغرق أشهراً، كما استغرق كتابي «الرأسمالية.. الوغد الوسيم»، الذي تقدمت به إلى الرقابة في العام الماضي عشرة أشهر، قبل أن يُجاز. وعندما أرسلت مندوباً قبل أيام للاستفسار عن مصير الكتاب، قالت له الموظفة إنه ممنوع، فطلبت من المندوب محادثتها هاتفياً، كي استفسر عن سبب المنع، وكانت دهشتي حين رفضت الموظفة محادثتي! فطلبت من زوجتي أن تتحدث إليها، فقبلت الموظفة، وأخبرت زوجتي أن الرواية ممنوعة، ولما سألتها زوجتي عن أسباب المنع، ردت الموظفة: لا نعطي أسباباً للمنع!! علماً بأن هذه ثالث رواية لي تمنع من الرقابة. أنا لست آسفاً على منع روايتي، فهي ستقرأ في الدول العربية، وسيجدها القارئ الكويتي في معارض دول الخليج، مثل معرض الشارقة والبحرين والرياض، أو سيشتريها عبر الانترنت، أنا آسف على وطني، وطن الثقافة والتنوير إلى ما آل إليه، في هذا العصر الذي أصبح فيه من غير المنطقي منع أي كتاب أو معلومة، فالفضاء مفتوح إلى جميع البشر، بدليل أن مجموعة من الصحافيين في الكويت والقاهرة، اتصلوا بي للاستفسار. يقول الأديب والناقد الكبير الدكتور سليمان الشطي: «إن المنع في الكويت أصبح هو الأصل، والإجازة هي الاستثناء»، ويبدو أن جماعة التشدد والغلو استطاعت فرض أجندتها، وأصبح للثقافة لون واحد، ثم نتساءل من أين يأتي الفكر الداعشي التكفيري؟ هذا ناهيك عن القضايا المرفوعة ضد المفكرين والمبدعين والفنانين، من مراهقين لا يقرأون ولا يعرفون في الإبداع سوى المنع والحجر على العقل والفكر، لذا يجب أن تفسح الدولة المجال للفكر المستنير والإبداع الحر، لتعود الكويت كما كانت منارة للثقافة والتنوير، وتشرق عليها شمس الحرية كل يوم. osbohatw@gmail.com

مشاركة :