كشفت دراسة اجتماعية سلوكية أمريكية أن نحو 35 بالمئة من الأطفال الرُضّع الذين لا تتجاوز أعمارهم العام الواحد أصبحوا مع تطورات التقنية والتكنولوجيا في العصر الحديث يتعلمون استخدام معظم أنواع الأجهزة الذكية من لوحية وهواتف قبل تعلمهم المشي والكلام. وبحسب التفاصيل في الدراسة التي أجريت بالاعتماد على استطلاعات وإحصائيات عامة أجاب عليها أباء وأمهات هؤلاء الرُضّع في عيادات أطباء الأطفال فإن المعدل العام للوقت المنقضي في استخدام هذه الأجهزة الذكية يومياً يصل إلى نصف ساعة لمن لم يتجاوزوا من العمر ستة أشهر وساعة كاملة لمن وصلوا في عمرهم لعام واحد. وأوضحت الدراسة أن زيادة معدلات الوقت المنقضي في استخدام هذه الأجهزة تتزايد مع التقدم في العمر وخصوصاً إذا كان واحد من كل سبعة من هؤلاء الصغار يحظى بأحد هذه الأجهزة كهدية في عيد ميلاده الأول بملكية خاصة له ويكون حراً في الوقت المخصص لاستخدامها. وعن الأسباب التي أدت إلى ذلك فسرت الدراسة أن أسلوب الأبوين في التربية هو العامل الرئيسي في حدوث ذلك غالباً حيث يلجأ ما نسبته أكثر من خمسين بالمئة منهم لإلهاء صغارهم بمثل هذه الأجهزة للحصول على بعض الراحة الشخصية لهم. كما أن انتشار هذه الطريقة وحصول الأقران عليها يؤدي أيضاً إلى مطالبة الصغار بمثل هذه الأجهزة من أهلهم ويعتبر هذا هو العامل الثاني في مسببات ذلك كما جاء في الدراسة. وبالإضافة إلى العديد من السلبيات التقنية المؤثرة في نمو الرُضّع والتي تحدثت عنها دراسات كثيرة سابقة مثل مشاهدة التلفاز وغيرها فإن بعض خبراء النمو والتربية اعتبروا التفاعل المبكر في مراحل أولية من العمر مع مثل هذه الأجهزة سيؤدي إلى بعض الأمور غير الإيجابية مستقبلاً مثل إعاقة الاختلاط الاجتماعي وتأخر بعض مراحل النمو من الكلام وغيرها من المهارات العقلية الأخرى مثل استكشاف المحيط البيئي والكثير من ذلك. ونبه المشرفون على هذه الدراسة الأباء والأمهات إلى ضرورة الاعتدال والموازنة بين كافة الوسائل المستخدمة لتنمية مهارات الأطفال وألعابهم والتي منها نوعية وأوقات استخدام هذه الأجهزة الذكية وذلك لتلافي السلبيات والحصول على أكبر قدر من الإيجابيات في ذلك.
مشاركة :