سؤال العنوان الذي ابتدئ به مقالي ربما قد تبلور أكثر بعد رؤيتي ما بلغت به الحال من التعصب الرياضي، أو أزمة التعصب الرياضي بتعبير أدق، التي لو تُركت دون ضبط ستتحول إلى عنف رياضي وقد يتفاقم الأمر خطورة ككرة الثلج المتدحرجة إلى إرهاب رياضي! قبل وقتٍ مضى وإبان دراسة الدكتوراه في التخطيط الإعلامي أذكر تناولي هذا الموضوع كإحدى أهم القضايا التي رصدتها الباحثة كأزمة إعلامية، ومن خلال متابعتي ورصدي لممارسات الإعلام الرياضي السعودي عامة وفي منافسات بطولات كرة القدم بين بعض الأندية خاصة فقد لاحظت وجود زيادة مطردة في سلوكيات التعصب الرياض والتي تجاوز البعض فيها الكلامية أو الكتابية إلى بعض الأفعال التي تعد مؤشراً ومنبهاً خطيراً من قبل بعض المحسوبين على الإعلام الرياضي أو في صفوف بعض الجماهير الرياضية. بما يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على سمعة الرياضة السعودية، وعلى تطورها، خاصة لما يمكن لذلك أن يشكّل من تهديد حقيقي لمنظومة القيم الرياضية والتي نحن بأمس الحاجة للمحافظة عليها. إن خطورة التعصب الرياضي على منظومة القيم في الرياضة إضافة إلى الخطورة المتمثّلة في حالة زيادة هذه الظاهرة على السلم الوطني والأمن المجتمعي العام بما يؤدي التعصب إلى تقسيم المجتمع إلى فئات متصارعة. عليه فإن أهمية الخطاب الإعلامي الرياضي ودوره الفاعل الذي يمكن من خلاله القضاء على حدة وزيادة التعصب الرياضي وانتشاره، وبالتالي القضاء على العنف والشغب داخل الملاعب. وفضلاً عن ذلك فإن بعض الوسائل والقنوات الإعلامية بذاتها أو بعض الشخصيات الإعلامية الرياضية تلعب دوراً مهماً في إذكاء نار التعصب عبر الطرح غير المسؤول. وأخيراً، إن الدور العظيم للإعلام الرياضي ودرجة مساهمته في انتشار الروح الرياضية بين الفرق المتنافسة عبر نشره الأخبار والمقالات الموضوعية وإسهامه الفعّال في نشر الوعي بأهمية النشاط الرياضي والروح الرياضية التي هي من أهم مبادئ الرياضة، ومع ذلك لا بد من إشراك المؤسسات الاجتماعية والتربوية الأخرى في تحقيق هذه الرسالة المجتمعية مثل وعي الأسر ودور مؤسسات التربية والتعليم بما فيها المدرسة والجامع، كذلك العناية باللغة المستخدمة في الخطاب الإعلامي عبر استخدام الأنسب فقط، بالإضافة إلى العمل على المساهمة في ارتقاء المستوى التعليمي والفكري وتنمية المذيعين والصحفيين والعاملين في مجال الإعلام الرياضي بصفة العموم عبر طرح العديد من الدورات والندوات التي تنمّي لديهم أهمية الدور الوطني الذي يقومون به.
مشاركة :