جرّبوا وصفة ذكريات السعادة.. وابتسموا

  • 5/17/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عندما ينتابك الشعور بالملل وحالة من الضيق؛ فذلك أمر طبيعي يمر به الجميع بسبب الضغوطات والالتزامات الحياتية اليومية، التي تجعلك تُصاب بالإحباط أحياناً، ولكن غير العادي هو التوقف والاستسلام لتلك الحالة والدخول في دائرتها، ولإعادة البسمة، يمكننا نبش ذكريات مرحة وسعيدة بداخلنا؛ فلكل شخص رصيد متجمد من السعادة بداخله، عليه تنشيطه؛ ليبتسم أو؛ ليضحك عالياً. ضيوفنا ينشطون ذكريات المرح والضحك من خلال مواقف مضحكة مرت بهم أو ذكرى مقالب هم أبطالها وربما صانعوها، استمتعوا بها ثم ابحثوا عن ابتسامتكم الخاصة في مكان ما بداخلكم، فهذه وصفة تساعدكم على الضحك؛ لذا لا تتردوا بتجربتها. مصممة الأزياء السعودية، نبيلة ناظر، تقول: «مقالبي مع صديقاتي لا تنتهي، والمواقف المضحكة والمرحة كثيرة؛ فكلما تذكرنا أياً منها ضحكنا؛ حتى نصل إلى حد البكاء من كثرة الضحك، وأعتقد بأنني ورثت الأمر من والدي، أطال الله عمره؛ فكلما أتذكر المقلب السنوي المكرر الذي يقوم به منذ سنوات بوالدتي دون أن تكتشف الأمر، أضحك من كل قلبي، إذ يخبر والدتي يوم «1 أبريل» بقدوم ضيوف مهمين جداً على العشاء لمنزلنا، وتقوم هي بالفعل بالترتيبات والطبخ وإعداد كل ما يلزم؛ لتكتشف المسكينة في كل مرة أن الموضوع مجرد مقلب، وأن كل هذا العشاء لعائلتنا الصغيرة فقط، وفي كل عام تصدم وتغضب جداً قبل أن نجتمع معاً على المائدة، وتبدأ بالضحك معنا، وتتوعد والدي باكتشاف المقلب العام المقبل، ولكن والدي في كل عام يبتكر طريقة جديدة قبل عدة أيام أو أسبوع وضيف جديد؛ لتنطلي عليها الخدعة». من الذاكرة الرياضية أما الإعلامي الرياضي، أحمد جابر؛ فيقول: «يحضرني في هذا الموضوع موقف وليس مقلباً، حدث عندما كنت في السابق لاعب كرة قدم في أحد أندية الجنوب، وكان يشرف علينا أحد المدربين من الجنسية التونسية، حاد الطباع وسريع الغضب، وفي إحدى المواجهات الرسمية؛ حيث كنا متأخرين بنتيجة هدفين مقابل هدف، وفي وقت كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، تعرضت لتدخل وعرقلة قوية من أحد لاعبي الفريق المنافس في منطقة خارج الخط الأبيض لملعب اللقاء؛ حيث كنت أحاول جاهداً تلافي التدخل، ولكن من دون جدوى؛ فحصلت الإصابة القوية خارج الخط الأبيض القريب من زاوية الركنية، وهنا حاول طبيب النادي التوجه إليّ من أجل النظر في الإصابة بصورة روتينية، لكن المباراة كانت في دقائقها الأخيرة، ومدربنا التونسي حاد الطباع، أمسك الطبيب من قميصه قائلاً له: (إلى أين تذهب؟) فرد الطبيب: (أتوجه للاعب المصاب)؛ فرد عليه المدرب: (اتركه ودعه عنك؛ فقد أضاع كرة تهديفية قبل قليل، كما أنه أصيب خارج المستطيل الأخضر، وأنت مسؤول عن المصابين داخل المستطيل الأخضر فقط)، وعندما انتهت المباراة وعدنا في باص النادي، كانت هذه اللقطة هي الطرفة الأكثر جدلاً وحديثاً بين أعضاء الفريق؛ حيث كنت كلما تحدثت مع أحد الأصدقاء، رد علي بقوله: (ليس لنا علاقة بالمصابين خارج المستطيل الأخضر)». مقلب «البوم» ويتذكر الطالب الجامعي، مروان محمد، المقلب الذي قام به أحد أصدقائه عندما اتصل بشقيقه؛ ليخبره بأن مروان تعرض لحادث مروري وتم نقله إلى المستشفى، وحذره من إعلام والديه بالحادث حتى لا ينشغل بالهما، ويقول: «شقيقي من الصدمة لم يعلم كيفية التصرف؛ فما كان منه إلا أن أخبر والدي بأمر الحادث؛ فخرج الجميع من المنزل في حالة صدمة وحزن ولهفة، والوالدة تبكي، وبمجرد ركوبهم السيارة اكتشفوا أنهم لا يعلمون إلى أي مستشفى تم نقلي؛ فقام والدي بالاتصال بصديقي صاحب المقلب يسأله عن المستشفى، وهنا انقلب المقلب على صاحبه عندما شعر صديقي بالخوف من تطور الموقف وتدخل الأهل فيه؛ فأغلق الخط والهاتف واتصل بي يخبرني بما فعل؛ لأعاود الاتصال بوالدي، وأخبره أن الأمر كان مجرد مقلب ليس إلا، ورغم أن الأمر حدث سريعاً وانتهى خلال عشر دقائق، ودائماً ما نتذكره بسخرية وضحك من الخوف الذي أصاب صديقي عندما اتصل به والدي، إلا أن والدتي منذ ذلك اليوم وحتى الآن وهي لا تتقبله أبداً، وتطلق عليه لقب (البوم) واعتبرته نذير شؤم». مقالب «الجوكر» ويقول الفنان تومي عمران، أو «الجوكر» كما يلقبه أصدقاؤه: «أطلقوا عليّ (الجوكر) لكثرة مقالبي التي لا تنتهي ولا تتوقف، والتي أكون أنا صانعها أو أحد المشاركين فيها، وفي الحقيقة لم يسلم أحد من مقالبي، وغالباً تكون المقالب وليدة اللحظة بدون ترتيب، ومن المقالب التي لا أنساها، ما حدث أثناء وجودي في فرنسا؛ حيث اتفقت أنا وأصدقائي أن نجهز مقلباً مضحكاً مصوراً كالعادة، وقد تجمعنا في محطة انتظار الحافلات (الباصات)، وجلست على مقاعد الانتظار، أنا وصديقان لي، وأثناء ذلك اختبأ صديق لنا حاملاً ليزر ضوؤه أحمر في يده، وانتظرنا أن يجلس شخص بجانبنا؛ ليبدأ منْ يمسك الليزر بتوجيه الضوء علينا؛ حتى ينتبه الجالس بقربنا لضوء الليزر، وعندها قمنا بإطلاق صوت طلقة نارية ليبدو أن أحدهم صوّب سلاحاً وأطلق النار علينا؛ فأصبح البعض يصرخ والبعض الآخر يركض، وما هي إلا دقائق قليلة حتى وصلت الشرطة التي تلقت بلاغاً عن وجود إطلاق نار وجثة في المكان، وبالطبع أنكرنا تماماً حدوث أي شيء في المحطة، وأن الأمور عادية جداً وهادئة». وتقول رواء محمد «ربة منزل»: «زوجي مهووس بالمقالب، ولا يتوقف عن القيام بها مع الجميع داخل المنزل وخارجه، ورغم معرفة الجميع بطبعه ووقوعهم في أحد مقالبه، إلا أن الحيلة في كل مرة تتغير والمقلب يكون جديداً؛ فبعض المقالب تكون عفوية ووليدة اللحظة، وبعضها الآخر بتخطيط وتدبير مسبق، كما أن عدة مواقف كانت سبباً في حدوث مشكلة أو تنتهي بشجار، وأذكر من مقالبه عندما كنت حاملاً وفي شهري السابع، اتصل بوالدتي ووالدته، وأخبرهما أنني وضعت حملي مبكراً، وطلب منهما إحضار بعض الحاجيات والأغراض لي من المنزل؛ ففوجئتا بي عند وصولهما، واكتشفتا أن الأمر مجرد خدعة، وأنه أراد دعوتهما على العشاء دون أن تعتذرا لأي سبب، ووجد أن هذه الطريقة ستجعلهما تأتيان على الفور بدون نقاش، وكان بالفعل قد طلب الطعام من المطعم، ووصل بعد وصولهما بقليل، والمضحك أكثر في الموضوع أن آلام المخاض فاجأتني في صباح اليوم التالي، وبالفعل ذهبت إلى المستشفى وأنجبت طفلتي، وعندما اتصل بهما هذه المرة لم تصدقا الأمر حتى تكلمت أنا معهما وأكدت الخبر، وعندها حضرتا للمستشفى وهما تضحكان وتشبهانه ببطل قصة الراعي الكاذب والذئب». الرأي الاجتماعي يوضح المستشار الاجتماعي والأسري، الدكتور عبدالإله الجدع، أن الصداقة تعدّ علاقة اجتماعية راقية تربط بين شخصين، وربما ليس ثمة قرابة أو صلة بينهما، وتقوم على أساس المودة والتعاون والإيثار والتضحية بينهما، وللإنسان حاجة ضرورية لتبادل مشاعر الإخاء مع من تهدأ وترتاح له نفسه، ويجد عنده المشاعر الإيجابية السليمة، والأهم من كل ذلك الشعور بالثقة التي يقوم على أركانها بناء الصداقة الحقيقية، وتؤدي الصداقة من منظور علم النفس إلى خفض مشاعر الوحدة ودعم المشاعر الإيجابية السارة، كالإفصاح عن الذات والمساندة المجتمعية، وبالطبع يحب الأصدقاء صديقهم المرح الذي يضفي حين حضوره معهم ومشاركته مناسباتهم ولقاءاتهم جواً من الحب والسعادة والفكاهة، على عكس الصنف الثاني العبوس الشاكي الحزين، الذي يعدّ حضوره إضافة سلبية للمكان والأصحاب. ويضيف: «بالمقابل تجب الإشارة إلى نقطة مهمة جداً، قد تقلب موازين الحضور الإيجابي؛ لتجعل الذكرى سلبية وغير لطيفة، وذلك عندما يتجه الصديق من الصنف الأول أحياناً إلى الإسراف في دعاباته وفكاهاته إلى حدّ قد يضرّ بالعلاقة ويقلب المزاح إلى جراح، تلقي بظلالها على العلاقة بينه وبينهم؛ فكيف نتفهم ثقافة وفلسفة وإتيكيت التعامل مع الأصدقاء؟ من المهم جداً أن تفكر جيداً قبل المضي قدماً في القيام بمقالب».

مشاركة :