سياستهم.. (أكل العنب دون قتل الناطور)!

  • 11/28/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حين نقارن بين ما يحدث حاليًا من مظاهرات شعبية واسعة في العراق وإيران ولبنان، والقمع الوحشي للمتظاهرين وقتلهم في شوارع المدن العراقية والمدن الإيرانية وتحرش مليشيات «حزب الله اللبناني» وحركة «أمل» بالمحتجين وحرق خيامهم في بيروت، حين أقارن هذا المشهد الحالي بالمشهد الإرهابي الذي تعرضت له البحرين عام 2011 تحت يافطة «الديمقراطية» بينما هو في الحقيقة كان مؤامرة إيرانية – أمريكية أوبامية لتحويل مملكة البحرين إلى نسخة من النظام العراقي – الإيراني آنذاك. فقط تذكروا حجم الهجمات الإعلامية والتدخلات الدبلوماسية ومناورات «هيلاري كلينتون» لدعم قفازات إيران بالبحرين، والذي تسبب في قتل العديد من رجال الشرطة وأيضًا مقتل العاملين الأجانب الآسيويين في البحرين بالقنابل والتفجيرات الإرهابية.. وكانت وسائل الإعلام الغربية ومنظمات حقوق الإنسان المسيسة تهاجم البحرين في المحافل الدولية دون التطرق إلى الدور الإيراني الخبيث المزعزع للأمن في البحرين.. كم كان انحيازًا واضحًا جدًا ضدنا بلا حياء. أما الآن فنجد منظمات حقوق الإنسان المسيسة، بل وبعض الحكومات الأوروبية تكتفي ببيانات وتصريحات الطلب بـ«ضبط النفس» لما يحدث في إيران والعراق رغم سيل الدماء الغزيرة والقتل اليومي الممنهج للمتظاهرين هناك.. مئات القتلى في صفوف الشعب الإيراني والشعب العراقي.. وكل ما تتحرك به الحكومات الأوروبية شعار«ضبط النفس»! ماذا يعني ذلك؟.. يعني باختصار أن أوروبا وكذلك «واشنطن» لن تدعم مظاهرات شعبية تقود إلى إسقاط النظام في إيران أو العراق.. بل وحتى في لبنان.. هم لا يريدون إسقاط النظام في إيران حفاظًا على مصالحهم التجارية والاقتصادية المستقبلية مع حكومة الملالي في إيران، وما دامت المظاهرات في العراق ولبنان موجهة تحديدًا ضد إيران في كلا البلدين، فهي أيضًا لن تحظى بتأييد أوروبا وأمريكا.. وسوف يكتفون بإرسال «المبعوثين» إلى بغداد وبيروت للتوصل إلى حلول تخمد فيه الاحتجاجات الشعبية هناك. المهم بالنسبة إلى الدول الكبرى ألا يتغير النظام السياسي في إيران، وأن يبقى حكم الملالي الثيوقراطي لابتزاز دول الخليج العربية بعقد صفقات أسلحة مربحة لهم.. أي «أكل العنب دون قتل الناطور».

مشاركة :