تريدون العنب.. أم راس الناطور؟!

  • 10/31/2017
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

الاستجواب الفريد من نوعه، الذي نوقش في جلسة افتتاح الدور البرلماني، استجواب ــــ برأيي ــــ يحوطه أكثر من شك في صحته؛ إذ إن تقديمه قد تم أثناء العطلة البرلمانية.. وهو أمر شكلي، وليس بموضوعنا.. موضوعنا عن الملابسات التي صاحبت هذا الاستجواب، الذي أعلن ما يزيد على 8 من المشرعين عن عزمهم طرح الثقة بالوزير قبل جلسة الاستجواب وسماع محاوره ورد الوزير المعني عليه!.. وهذا ـــــ باعتقادنا ـــــ يحمل شخصانية واضحة، وربما مساومات لنيل مكاسب ومطالب ما كانت تتحقق لولا ذلك الموقف!.. فتصور عزيزي القارئ أن يعلن قاضي القضية المتهم فيها ابنك عن قراره بإعدام او سجن نجلك قبل الجلسة المحددة، لنظر أدلة النيابة او الادعاء العام ودفاع المتهم بتفنيدها! وهذا إذا ما حدث بصورة أو بأخرى أمام المحاكم، فبإمكان أي من أطراف القضية رد القاضي لابدائه الرأي المسبق بالقضية قبل نظرها! لكن هذا الأمر يبدو غير مطبّق على أصحاب الحصانة بشارع الخليج العربي! * * * لن أخوض في محاور الاستجواب، وهي كثيرة، وبعضها يكشف عن قرارات وتصرفات إدارية تنضح بالخطأ الجسيم والإهمال، وتدل على الخلل الإداري المستشري في جسد الإدارات الحكومية الرسمية.. وقد رد الوزير على بعضها ردوداً مقنعة، وعزا حصول تجاوزات أو أخطاء أخرى إلى عهود ما قبل توليه مقعد تلك الوزارة، ووعد بتصحيح وتلافي بعضها.. الخ. وهنا لنا، كمراقبين شعبيين، وقفة تتسم بالأسى والقلق! والأسى والقلق مصدرهما تسرّع ما يقارب 29 عضوا في عزمهم طرح الثقة بالوزير، في حين إن الإطاحة به لا تحتاج الى أكثر من 26 نائبا.. أي إن الإطاحة به أصبحت مضمونة، وكما عودتنا حكوماتنا السابقة في ظل هذه المعطيات، فان الوزير المضمونة الإطاحة به يطلب منه الاستقالة أو يتم تدويره إلى وزارة أخرى، وهذا هو السيناريو المعتاد في مثل هذه الظروف.. وهنا لنا وقفة، والحيرة والقلق يملآن أدمغتنا عن القرارات والتجاوزات التي أثيرت في الاستجواب، وماذا سيكون مصيرها؟! والجواب جاهز ومجرّب، وشاهدناه أكثر من مرة، فهذه التجاوزات ستظل باقية على «طمام المرحوم».. فالوزير الجديد غير مسؤول عنها.. أما المستجوبون ومؤيدوهم، فربما سينسونها أو يتناسونها، ولن يتابعها أحد منهم، الأمر الذي خبرناه عشرات المرات في مثل تلك الاستجوابات التي لا يقصد مقدموها ومؤيدوهم أن يحصدوا ويجنوا العنب.. لكن القصد.. كل القصد، هو رأس او التخلّص من الناطور! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. علي أحمد البغليAli-albaghli@hotmail.com

مشاركة :