كشف تقرير صدر حديثاً أن ما لا يقل عن شخص واحد من بين كل 25 شخصاً في منطقة الشرق الأوسط مصاب بصعوبة في السمع بدرجة معيّنة، وهذه النسبة تفوق نسبة 3% التي وردت في تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2012 "تقديرات منظمة الصحة العالمية حول انتشار فقدان السمع عالمياً" . كما اندرجت أمراض الأذن والأنف والحنجرة، مثل التهاب اللوزتين، ضمن أكثر الأسباب شيوعاً لطلب العلاج الطبي في الإمارات العربية المتحدة، حيث عادةً ما ينجم التهاب اللوزتين عن فيروس مثل الأنفلونزا أو البرد الشائع، ولكن تنسب بعض الحالات أيضاً في الدولة إلى المناخ والتلوث في الأماكن المغلقة، أو الالتهابات البكتيرية مثل المجموعة (أ) العقدية . وفي هذا الصدد يسعى أخصائيو واستشاريو الأنف والأذن والحنجرة من مختلف أنحاء الشرق الأوسط إلى تجديد جهودهم لاستكشاف أحدث التطورات في علاج التهاب اللوزتين والتعامل معه ومع غيره من أمراض الأنف والأذن والحنجرة . جاء ذلك خلال الدورة الثانية عشرة من معرض ومؤتمر تطورات طب الأنف والأذن والحنجرة في الشرق الأوسط "ME-OTO" الذي عقد مؤخراً في دبي، والذي يعد أضخم معرض لجراحي الرأس والرقبة وأخصائيي الأنف والأذن والحنجرة والسمعيات على مستوى المنطقة . وقد ناقش المؤتمر أحدث التطورات في طب الأنف والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة وجراحة قاع الجمجمة وطب النوم وطب السمعيات وعلاج الكلام، بينما ضم المعرض أحدث التقنيات والابتكارات لأكثر من 60 شركة رائدة في هذا مجال طب الأنف والأذن والحنجرة . وتحدث في المؤتمر الدكتور فيصل الكلباني، اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة في المجلس العماني للاختصاصات الطبية بالعاصمة العمانية مسقط، متناولاً موضعو التهاب اللوزتين، موضحاً أن تطورات كثيرة طرأت على علاج التهاب اللوزتين والسيطرة على انتشاره . ومن بين هذه التطورات علاج جديد بالمضادات الحيوية للعدوى البكتيرية، وأساليب جراحية جديدة مثل استئصال اللوزتين بواسطة التقطيع الأيوني، ولقاح جديد لالتهاب اللوزتين كجزء من لقاح الأنفلونزا وتقدمه حاليا العديد من مؤسسات الرعاية الصحية في المنطقة، وذلك بالإضافة إلى الأبحاث الجارية على الأغشية الحيوية البكتيرية من أجل تحقيق فهم أفضل للالتهابات البكتيرية المزمنة التي تسبب التهاب اللوزتين، من بين المضاعفات الأخرى . واكد الدكتور الكلباني أنه على الرغم من أن التهاب اللوزتين ليس حالة خطيرة في العادة، فإن هناك بعض المضاعفات التي يمكن أن تحدث في بعض الأحيان مثل الالتهاب المتكرر، والتقيح، والتهاب الأنسجة القريبة التي قد تؤدي إلى حدوث خراج في الرقبة، وتعفن الدم، وأمراض القلب الروماتيزمية، والتهاب كبيبات الكلى، والتشنجات الحموية، والتهاب الوريد الخثاري، والتهاب المفاصل الانتاني، وصعوبات التنفس والبلع . انتشار المرض ووفقاً للدكتورة ندى المرهوبي وهي أخصائية أنف وأذن وحنجرة مقيمة في المجلس العماني للاختصاصات الطبية، قالت: "في منطقة الشرق الأوسط، يكون التهاب اللوزتين أكثر انتشاراً، لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من سنتين إلى سبع سنوات، ومن المعروف أن 25 إلى 30 طفلاً تقريباً من بين كل 1000 طفل يعانون العدوى، وفي الفئات العمرية الأخرى، تكون نسبة الإصابة أقل كثيرًا؛ لأنها تحدث فقط لشخصين من بين كل 1000 شخص . وقال الدكتور مارك بسيم، أخصائي الأذن في الجامعة الأمريكية ببيروت في لبنان، الذي كان يلقي كلمة في مؤتمر طب الأنف والأذن والحنجرة قال: "هذه مشكلة واسعة الانتشار في الشرق الأوسط، في المناطق النائية بالمنطقة، لا سيما في لبنان، نستقبل مرضى تتراوح أعمارهم بين 8 و9 سنوات يتوجهون إلينا فجأة لإجراء عملية زراعة قوقعة الأذن دون تلقي أي علاج سابق مطلقاً؛ وبطبيعة الحال كلما كان المريض أكبر سناً في وقت الزراعة، خرجت النتيجة أسوأ؛ حيث ينخفض أداء الزراعة بشكل ملحوظ ما بين 6 و10 سنوات" . وأضاف: "تشهد المستشفيات في منطقة الشرق الأوسط يوميا أخطاء طبية وممارسات دون المستوى المطلوب، وكثيراً ما تمر دون أن يتم الإبلاغ عنها؛ ما يمثّل مشكلة أخلاقية للمتخصصين في قطاع الرعاية الصحية الذين ينأون بأنفسهم عن المشاركة في حالات سوء الممارسة الطبية، ومن تعريض أقرانهم للتداعيات القانونية، ومن ثمَّ كثيراً ما يختارون "قاعدة الصمت" بدلاً من التصدي للمشكلة" . العناية بالمرضى من جهته تحدث الدكتور عمرو الحكيم، استشاري أول جراحة الأنف والأذن والحنجرة بمؤسسة حمد الطبية بقطر عن الدور الذي تقوم به الجمعيات الطبية المهنية في العناية بالمرضى، خاصة في مجال أمراض الأنف والأذن والحنجرة، وقال: "لم يكتمل تطوير الجمعيات المهنية للأنف والأذن والحنجرة بالشرق الأوسط ويتعيّن عليها أن تشهد المزيد من التطوير حتى يتسنى لها إرساء قواعد أفضل وأكثر فعالية للعناية بالمرضى" . وأكد خبراء الأنف والأذن والحنجرة ضرورة التصدي لممارسات طب الأنف والحنجرة أو السمعيات دون المستوى وغير المعتادة في الشرق الأوسط، يوجد الكثير من المرضى ضعاف السمع والمصابين بالصمم في المنطقة الذين لا يمكنهم الوصول إلى رعاية طبية ملائمة، أو يمتلكون أجهزة سمعية دون توفر دعم لها، ما يعني عدم حصولهم على المستوى المطلوب من الرعاية . كما أكد الخبراء ضرورة توضيح الإرشادات الصحيحة وعمليات التنفيذ الفعّالة من جانب هيئات الصحة والجمعيات المهنية المعنية لضمان مستقبل تقديم الرعاية الصحية للمرضى ضعاف السمع في المنطقة . تقنيات متطورة وتم في معرض ومؤتمر طب الأنف والأذن والحنجرة في الشرق الأوسط عرض تقنيات سمعية متطورة يمكنها الاتصال بأجهزة خارجية عن طريق تقنية البلوتوث أو ملف الاتصال عن بُعد ما يسمح للمستخدمين بالربط بهواتفهم الذكية، وأجهزة استقبال موجة إف إم، وغير ذلك من الأجهزة المساعدة على السمع لاسلكيا . كما أقيم على هامش المعرض، مؤتمر على مدار ثلاثة أيام ناقش أهم المشكلات المرتبطة بطب الأنف، وجراحة الرأس والرقبة، وطب الأنف والحنجرة، وطب السمع وعلاج الكلام، وجراحات تجميل الأنف، إلى جانب جراحة الأذن بالمنظار، وسرطان الغدة الدرقية .
مشاركة :