استدع الطفل داخلك قبل اتخاذك أي قرار يتعلق بفرصة عمل جديدة. ويطلق البعض عليه مصطلح النهوض بمسيرتهم المهنية، ويعده آخرون سعيا وراء تحقيق هدف. يعتقد عديد من الأشخاص من مختلف الشرائح العمرية أنه يجب عليهم تغيير عملهم كل بضعة أعوام للحصول على راتب أفضل، أو ترقية في العمل، أو مهارات جديدة، بحسب دراسة أجرتها شركة التوظيف العالمية روبرت هالف في 2018. وهي أبعد ما تكون ظاهرة يهيمن عليها جيل الألفية. يترك عديد من الأشخاص الأكبر سنا مهنتهم للانتقال إلى وظائف جديدة. ومن الأمثلة الشهيرة على ذلك لوسي كيللاوي، كاتبة عامود في "فاينانشيال تايمز" التي تخلت عن ثلاثة عقود من العمل الصحافي لتصبح معلمة بعمر57 عاما. بالإمكان تغيير مهنتك عدة مرات، إلا أن ذلك لن يساعدك على ترك انطباع جيد عند أصحاب العمل. ويبقى المفتاح هنا جعل كل تغيير هادفا من خلال تحليل دوافعك وفهم ما يجعلك حقا مميزا. لكن قد يكون تحليل شخصيتك أصعب مما تظن، ويؤيد ذلك إبراهام ماسلو، الذي صاغ التسلسل الهرمي للاحتياجات، حيث يقول: "ليس من الطبيعي أن نعرف ما نريد، فذلك إنجاز نفسي نادر وصعب". وجد اثنان من خريجي برنامج إنسياد للماجستير التنفيذي في التغيير EMC أن الإجابة قد تكمن في طفولتنا أكثر من أن تكون مجرد عملية اتخاذ قرارات عقلانية كما يراها الأكاديميون. قد يكون للاحتياجات والرغبات غير الواعية التي اكتسبناها في صغرنا، تأثير كبير في حياتنا المهنية كبالغين. وكتبوا The 7 Labours of HR Professionals، المجلد الثاني من بحوث نشرتها إنسياد بتمويل من زمالة الخريجين الهولنديين في القيادة والتنوع والحوكمة. والسؤال المطروح هنا هل أنت تتولى حقا القيادة؟ وما المهنة التي كنت تحلم بها عندما كنت طفلا؟ كيف كانت علاقتك بوالديك؟ وما توقعاتهم منك؟ يساعدك الخوض في تخيلات الطفولة -لا يجب الخلط هنا مع الأوهام- وموضوع العلاقة المتضاربة الجوهري -وهو مفهوم يعمل على مستوى اللاوعي- على اكتشاف دوافعك المهنية بشكل أفضل من التفكير بآفاق الوظيفة والتعويضات بحسب خريجي إنسياد. بحسب بول هارفي، مستشار في القيادة في إنسياد للتدريب التنفيذي، تعزى الفانتازيا لعملية غير واعية من التصورات أكثر من كونها تخيلات واعية. غالبا ما يتخيل الأطفال بعض المهن "أريد أن أصبح رائد فضاء، رئيسا، طبيبا عندما أكبر"، ما يجسد شيئا يتوقون إليه أو مفقودا في حياتهم. المهنة الخيالية عبارة عن مفهوم ذي صلة يحتوي على رغبات أعمق أو أمنيات على مستوى اللاوعي، يضيف بول مستشهدا بكارل يونج: "نحن نتخيل ما نفتقر إليه".
مشاركة :