< أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، أن قطاع السياحة والتراث الوطني في المملكة يشهد نقلة نوعية وغير مسبوقة، بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مشيراً إلى زيادة الإيرادات السياحية إلى أكثر من الضعف، إذ ارتفعت من 57.3 بليون ريال عام 2004، لتصل إلى 166.8 بليون ريال نهاية 2016، متوقعاً أن يزيد عدد الفرص الوظيفية في القطاع إلى 1,2 مليون وظيفة بحلول عام 2020. وأشار في كلمته خلال افتتاح اجتماعات الدورة الـ105 للمجلس التنفيذي في منظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية التي بدأت أمس في مقر المنظمة بالعاصمة الإسبانية مدريد، إلى أن صناعة السياحة والتراث الوطني في السعودية تطورت بشكل ملحوظ، خلال السنوات الـ16 الماضية، لافتاً إلى دور الهيئة العامة للسياحة في وضع الأسس القوية لصناعة سياحة وطنية قادرة على المنافسة في السوق المحلية والإقليمية، والإسهام بفعالية في نمو الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص العمل للمواطنين، والمشاركة بالخطط التنموية للدولة في المجالات كافة. ولفت إلى تبني الهيئة برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، الذي يشمل منظومة من البرامج والمشاريع والمسارات المتعلقة بالتراث الوطني بمجالاته كافة، إضافة إلى مبادرة السعودية وجهة المسلمين التي أعلنتها الهيئة وتؤسس من خلالها لسياحة متميزة للمسلمين في بلاد الحرمين الشريفين بحيث تكون رحلة مميزة وثرية تشمل الأنماط السياحية المختلفة وخاصة السياحة الاستشفائية وسياحة الأعمال ومواقع التاريخ الإسلامي. وقال سلطان بن سلمان: «كانت بداية السياحة في السعودية مثل بداية منظمة السياحة العالمية، إذ لم تعد السياحة ينظر لها وقتها على أنه قطاع أساسي وضروري، وكان من الصعب جدا تأسيس هذا القطاع بالمملكة وتحويل وتطوير نظرة المسؤولين والمجتمع له ولإبعاده الاقتصادية والوطنية، ولم أكن أرغب في البداية في أن أكون مسؤولاً عن السياحة في المملكة، وأدركنا الأهمية الكبرى لإنشاء هذا القطاع الذي هو أحد أهم الروافد الرئيسة للاقتصاد والبدائل المهمة للنفط، والموفر الكبير لفرص العمل». وأضاف: «ما قمنا به في السعودية في السنوات الـ12 الأخيرة كان كبيراً، إذ لم أكن أتوقع إنجاز حتى 30 في المئة من استراتيجية السياحة الوطنية التي أقرت عام 2005، ووصلنا في هذا العام إلى مرحلة متقدمة من الإنجازات، وشهدت السياحة إطلاقاً لعدد من المبادرات والمشاريع وبرامج التمويل». وبيّن أن قطاع السياحة والتراث الوطني في المملكة يشرف على أكثر من 22 قطاعاً في المملكة، وتعمل الهيئة بالتعاون والشراكة مع عدد من الجهات الحكومية المشرفة على قطاعات رئيسة، على تطوير البنية التحتية الداعمة للسياحة مثل المطارات، إذ تشهد المملكة منظومة من المطارات المتطورة، وتحسين وتطوير استراحات الطرق، وتطوير الخدمات المقدمة للمعتمرين، وإطلاق برامج سياحية جديدة لهم كانت باكورتها برنامج رحلات ما بعد العمرة الذي أطلق هذا العام، الذي يستهدف المعتمرين ببرامج ورحلات سياحية خارج المدينتين المقدستين. وتابع: «اتبعنا منهجاً جديداً بالشراكة مع الجهات الحكومية وتوقيع اتفاقات تعاون معها أصبح نموذجاً للجهات الأخرى، وكان العمل جنباً إلى جنب مع المجتمع المحلي والوزارات والقطاعات ومع الشركاء الآخرين». ولفت رئيس هيئة السياحة، إلى أن عدداً من الإحصاءات التي ترصد نمو قطاع السياحة في المملكة، ومن أبرزها نمو قطاع الإيواء السياحي بكل فئاته بشكل فاق النمو المتوقع للطلب، إذ زاد عدد المنشآت السياحية المرخصة منذ بدء إشراف الهيئة على قطاع الإيواء عام 2009 أربعة أضعاف، كما ارتفع عدد المنشآت من 1402هـ إلى 2009 إلى 6454 منشأة نهاية عام 2016. وزاد عدد الشركات العالمية الدولية لتشغيل الفنادق من 8 شركات عام 2002، إلى 25 شركة دولية نهاية عام 2016، بنسبة نمو 300 في المئة، وتضاعف عدد العلامات الفندقية السعودية ليصبح الآن 7 علامات فندقية سعودية، كما زاد عدد العاملين في قطاعات صناعة السياحة المباشرة من 333 ألفاً عام 2004 إلى أكثر من 936 ألف عام 2016، بنسبة 181 في المئة بـ2004، ومن المتوقع أن يزيد عدد الفرص الوظيفية إلى 1,2 مليون وظيفة بحلول عام 2020، وبلغت نسبة التوطين في الوظائف السياحية المباشرة 28 في المئة عام 2016، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة عام 2020 إلى 30 في المئة. يذكر أن المجلس بحث في اجتماعاته عدداً من المواضيع، واستعرض تقارير عن الوضع الراهن للسياحة الدولية، والأنشطة التي قامت بها الأمانة العامة للمنظمة، وتقريراً عن أبرز ما قامت به المنظمة خلال الفترة الماضية، والمبادرات التي نفذتها الأمانة العامة للمنظمة، وتقريراً عما تم تنفيذه من جهود تعنى بموضوع السنة الدولية للسياحة. كما بحث الاجتماع التحضيرات للدورة الـ22 للجمعية العامة للمنظمة والمزمع عقدها في مدينة شنغدو في الصين، والشعارات المقترحة للاحتفال باليوم العالمي للسياحة لعامي 2018 و2019.
مشاركة :