أعربت منظمات حقوق الإنسان في صربيا، عن قلقها إزاء اتفاقية أمنية أبرمتها الحكومة مع تركيا، ضد ما وصفه البلدان بـ«منظمات إرهابية» تعرض أمنهما القومي للخطر. مطاردة أنصار جولن وحسب تقرير لموقع «بلقان انسايت»، ترجمته «عاجل»، يشعر نشطاء حقوقيون صربيون بالقلق من أن الاتفاقية، التي لم يصادق عليها البرلمان بعد، قد تشجع صربيا على ترحيل أعضاء في «حركة خدمة»؛ بزعامة المعارض التركي فتح الله جولن إلى أنقرة دون محاكمة، بزعم انتمائهم لجماعة إرهابية. وأضاف التقرير: يُلزم الاتفاق البلدين بمنع أنشطة الأعضاء ومؤيدي المنظمات الإرهابية التي تشكل، في تقدير أي من الجانبين، تهديدًا للأمن القومي، فيما تتهم حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعضاء الحركة بدعم محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016. بنود تثير القلق وقال المدرس المساعد في كلية الحقوق بجامعة« الاتحاد» ببلجراد، الخبير في حقوق اللاجئين والمهاجرين نيكولا كوفاسيفيتش: بلا شك، يحتوي اتفاق التعاون الأمني على بنود تثير القلق. وأضاف كوفاسيفيتش: بالنظر إلى الطريقة التي يعرّف بها قانون العقوبات التركي الإرهاب على نطاق واسع؛ بحيث يشمل المعارضين السياسيين، يمكن أن يشكل الاتفاق الأساس لاضطهادهم على أراضي صربيا، مؤكدًا أن السلطات الصربية يجب أن تدرك أن تنفيذ هذه الاتفاقات وآثارها، قد تقوّض حقوق الإنسان للنشطاء السياسيين الأتراك من جانب السلطات الصربية. انتهاك حقوق الإنسان ويعد كوفاسيفيتش جزءًا من فريق «مركز بلجراد لحقوق الإنسان»، الذي يمثل الناشط الكردي سفيت أياز أمام لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة. وتم ترحيل أياز من صربيا إلى تركيا في عام 2017. ويقضي الآن عقوبة بالسجن لمدة 15 عامًا في سجن «سيليفري» الشهير في إسطنبول؛ حيث تحتجز تركيا العديد من السجناء السياسيين. إدانة صربيا وفي قرارها النهائي في سبتمبر، أدانت لجنة مناهضة التعذيب، صربيا، لتسليمها أياز إلى تركيا، وقالت إن بلجراد انتهكت حقوقه الإنسانية. وفي 14 سبتمبر، شكر السفير التركي في صربيا تانجو بيلجيتش، السلطات الصربية على دعمها فيما وصفه بالحرب ضد تهديد أعضاء حركة جولن. ضغوط أنقرة وفي حين أن العديد من الدول الأوروبية ترفض بشكل روتيني تسليم المواطنين الأتراك إلى بلدهم الأم؛ بسبب السجل السيئ للبلاد في التعذيب ونظامها القضائي الحزبي والمؤثر سياسيًا، فإن دول البلقان أكثر عرضة لضغط أنقرة. ومارس أردوغان ضغوطًا قوية على دول البلقان لقمع المنظمات غير الحكومية والمدارس المرتبطة برجل الدين المنفي جولن، الذي يلقي أردوغان عليه بالمسؤولية في محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016.
مشاركة :