ما أحلى أن نفتتح موسم أعيادنا الوطنية المجيدة بالاحتفاء والاحتفال بيوم المرأة البحرينية الذي يصادف الأول من ديسمبر من كل عام، فهو (احتفاء) بالأم والأخت والزوجة والبنت، و(احتفال) بقلب الوطن وشريكة المسيرة وصاحبة الانجازات ورمز الوفاء وعنوان الطموح. يوم المرأة البحرينية استطاع عبر هدف تخصيصه (كمناسبة وطنية سنوية) أن يكون منصة مثالية نستذكر من خلالها المكتسبات والإنجازات التي حققتها وتمكنت بدورها من المحافظة عليها والارتقاء بنتائجها، وهي كذلك فرصة للاعتزاز بمسيرتها الحافلة بالعطاء ومناسبة دائمة يتجدد فيها الفخر والاعتزاز بابنة الوطن التي (قرأت.. وتعلمت.. وشاركت) فصنعت مجد الوطن. إن تجربة مملكة البحرين في مجال تمكين المرأة وريادتها أصبحت نموذجًا يحتذى به من قبل دول العالم ليس فقط لما حققته المرأة البحرينية من إنجازات نوعية فحسب، وإنما للتطور المستمر في طبيعة الدور الذي تقوم به (ابنة البحرين) في المجتمع بحيث تحصل دائمًا على تشجيع وقوة دفع من القيادة، ما يؤهّلها لتصدر المسؤولية في مواقع العمل الوطني جميعها بكل اقتدار. إن ما تحققه المرأة البحرينية يومًا بعد الآخر في المجالات كافة، يدعو للفخر والعرفان والوفاء، الفخر بكل هذه النجاحات، والامتنان والوفاء والعرفان لكل من دعم وساعد وهيأ لها كل السبل لتقدم نفسها بهذه الصورة المشرفة. ويحق لها أن تفخر بالإنجازات التي تحققت لها مما يجعلها شريكًا أساسيًا في عملية التنمية، حيث أصبحت نموذجًا إقليميًا يحتذى به للكثير من النساء في العالم، فقد وصلت المرأة البحرينية إلى مناصب عليا في مملكتنا، فهي رئيسة لمجلس النواب، ووزيرة وسفيرة وطبيبة ومهندسة وقاضية ومبعوثه أممية ومعلمة وجندية تدافع عن مكتسبات الوطن. تذكرت وأنا أكتب هذا المقال العمة عايشة بنت يوسف المطاوعة (1870 - 1978) (أخت جدي الخامس)، حيث كانت -رحمها الله- (تعالج) الصغار بالطب الشعبي و(تولد) النساء و(مطوّعة) تعلم القرآن وتمارس بعض المهن القديمة الحرفية مثل (الزري). والعديد من الوقائع الحياتية الموثقة التي لا يزال من عاشوا بعض تفاصيل المجتمع القديم يتذكرونها، تثبت مشاركة المرأة في مختلف أوجه الحياة، وأمثال (العمة عايشة) الكثير لاسيما في فترات غياب الرجال في رحلات الغوص عن اللؤلؤ، وهي رحلات طويلة كانت تمتد لأربعة أو ستة أشهر، تضطلع خلالها النساء بتسيير أمور أسرهن حتى يعود الرجال من البحر، وكثيرًا ما كانوا لا يعودون! نهنئ المرأة البحرينية بيومها الذي نحتفي به غدًا ونقدر عطاءها في خدمة بيتها ومجتمعها ووطنها، وستبقى مصدر إلهام وفخر بتضحياتها، وواثقون من ديمومة إسهاماتها وإنجازاتها وإبداعاتها، وكل عام وأنتن أجمل وأعظم يا قلوب الوطن.
مشاركة :