قبل عشر سنين مكنش حد يسمع كتير عن خناقة في الشارع إلا كل حين وبين .. لكن للأسف في الأيام الأخيرة وخاصة من بعد "ثورات الخريف العربي " وانت لو وقفت ساعة واحدة في الشارع تسمع وتشاهد لا يقل عن خمس ست خناقات واتفرج ياسلام اتفرج يا ولا .. ده سواق توكتوك زنق عليه صاحب عربية ملاكي والا نقل والا توكتوك زميله متفرقش .. وده زبون اختلف مع صاحب المحل على جنيه زايد أو ناقص ..! ومواقف كتير حدث ولا حرج ! وطبعا لما تسأل عن السبب ؟ للأسف كلها أسباب عبيطة وخايبه ! واسمع بقا الشتايم من قاموس الشتائم اللي قلب الشيطان يحبها! شتايم تسمعها الاطفال والستات ألفاظ يندى لها جبين المؤدبين والمؤدبات الذين انعم الله عليهم بنعمة الحياء .. ده غير ظاهرة سب دين ربنا، والشتيمة بالأم الغلبانة..! والنايبة الكبرى إن سب الأم مش مبقاش بس في الخناقات ! ده بقا في الهزار بين الصحاب بتوع اعدادي وثانوي ..! يعني أحيانا تشوفهم وتسمعهم يتبادر لذهنك سريعا أنهم بيتخانقوا ويتضح أنهم بيهزروووووو ! ! حاجة وحشة وأخلاق في الحضيض..! للأسف اتحولت سلوكيات طلبة المدارس "لمسرح شتائم وفصول طبل ورقص.. الطالب بيتخانق مع المدرس ومع المدرسة بكل تبجح وسفالة وقلة أدب ؟! هل السبب تقصير من الأسرة! "الاب والام" اللي خلافاتهم خلتهم في وادي وأولادهم في وادي تاتي خالص؟! والا المدارس الحكومية اللي بقت مهجورة ومبيحضرش غير خمسة ست طلاب من اصل خمسين ستين؟ والا اصدقاء السوء اللي جاهزين لاي مصيبة وعندهم استعداد فطري للدخول في أي بلوة ؟!  والا السبب من أفلام العنف والبلطجة والمخدرات والرقص والخلاعة!! والا مسلسلات البؤس والضياع والظلم اللي تؤسس للعنف والسلبية واللامبالاة ؟! والا السبب مسخرة المهرجانات اللي بيسموها اغاني ؟! والا السبب انعدام الوعي الديني واغتراب الخطاب الديني ؟! والا السبب سوء الأحوال المعيشية وارتفاع الاسعار ؟! والا السبب النت وتكتولوجيا الاتصال والبلاوي والفضايح والعري والاباحية ؟!! أنا في رأيي السبب هو كل اللي ذكرته ! تكاتفت كل الأسباب في العمل على تخريج دفعات من الأجيال المنحلة أخلاقيا والمنعدمة أدبيا ! اجيال لا تحترم الكبير ولا تشعر بأحاسيس الضعيف ! أجيال لا تعرف للكبير احترام ولا للأخلاق معنى ! أجيال لا تعرف قيمة تاريخ ولا تعرف مبادئ دين ولا مبادئ إنسانية !! فكيف سيكون شكل وطبيعة مجتمعنا في العشر سنين المقبلة !؟ الموضوع كبير ويطول شرحه!! ربنا يصلح احوالنا جميعا .. قول يارب .