وصف معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي زيارته الأخيرة إلى مملكة إسبانيا بأنها كانت ناجحة بكل المقاييس، وقوبلت بالترحيب من قبل المسؤولين الإسبانيين. وأشار معاليه إلى أنه تم خلال الزيارة - التي هدفت إلى تعزيز علاقات الصداقة البرلمانية مع مجلسي الشيوخ والنواب الإسبانيين - عقد العديد من الاجتماعات، منها الاجتماع مع رئيس مجلس الشيوخ ورئيس مجلس النواب الإسباني، بجانب حضور جلستين لمجلس الشيوخ والأخرى لمجلس النواب، وتوقيع اتفاقية تعاون مع مجلس الشيوخ، ومقابلة مع رئيس هيئة أرباب العمل الإسباني، ولقاءاته مع البرلمانيين وعدد من رجال الأعمال في إسبانيا، وجولة في البيت العربي. وأشاد معالي المر - لدى عودته إلى البلاد مساء أمس بعد زيارته الرسمية على رأس وفد المجلس إلى العاصمة الإسبانية مدريد استغرقت أربعة أيام - بالتعاون القائم بين الشعبة البرلمانية الإماراتية والبرلمان الإسباني في المحافل البرلمانية الدولية والإقليمية وتوافق مواقفهما في الكثير من القضايا التي تطرح على أجندة هذه المؤتمرات. وضم وفد المجلس الوطني الاتحادي أعضاء لجنة الصداقة مع الدول الأوروبية كلاً من أحمد علي الزعابي ورشاد محمد بوخش ومحمد سعيد الرقباني وفيصل عبدالله الطنيجي والدكتور يعقوب علي النقبي أعضاء المجلس، والدكتور محمد سالم المزروعي الأمين العام للمجلس. وقال معالي المر : إن النجاح الذي تحظى به الدولة رسخ مكانتها الدولية المتميزة وأثبت أن لدى الدولة قيادة حكيمة رشيدة تبنت منذ إنشائها رؤية حضارية شاملة تهدف إلى الارتقاء بالدولة ومواطنيها في الداخل والخارج، وتسعى إلى توفير الحياة الكريمة وأرقى الخدمات لشعبها، ما يعزز الانتماء والشعور بالفخر للقيادة والوطن.وأكد معاليه أهمية الزيارة التي قام بها المجلس إلى إسبانيا في تطوير العلاقات البرلمانية بين المجلس الوطني الاتحادي والبرلمان الإسباني بمجلسيه الشيوخ والنواب من منطلق التطور الذي شهدته علاقات الصداقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة إسبانيا وجميع دول الاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات. وذكر معاليه أن الإمارات تبذل جهدها في الاجتماعات السنوية للاتحاد البرلماني الدولي وغيرها من الاجتماعات على المستويات البرلمانية المختلفة لإيصال وجهة نظر المجلس الوطني الاتحادي في القضايا السياسية بشكل يدعم توجهات الحكومة الاتحادية للحصول على الدعم المناسب لها في كل المحافل الدولية والإسلامية والعربية والخليجية، إلى جانب الزيارات البرلمانية المتبادلة والصداقات بين الإمارات وكل دول العالم. وأعرب عن تطلع المجلس الوطني الاتحادي إلى تفعيل التعاون بين البلدين والبرلمانين الصديقين، موجهاً الشكر للبرلمان الإسباني على موقفه الداعم لحصول مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة على تأشيرة شينغن. ضد الإرهاب وأكد معاليه موقف الإمارات الواضح تجاه الجماعات الإرهابية على اختلاف مسمياتها في جميع بقاع العالم، وموقفها الذي يؤكد أن الجماعات المتطرفة لا تمت للدين بصلة وتخالف نهج ديننا الإسلامي القائم على العدل والتسامح والتعايش السلمي مع الحضارات والأديان المختلفة، فضلاً عن مخالفتها للأنظمة والاتفاقيات الدولية التي تؤكد على أهمية استقرار الشعوب واستتباب الأمن الدولي وضرورة قيام الدول بإنشاء مؤسسات دستورية لها سلطات متخصصة متعاونة لخدمة مصالح الشعب، مشدداً أن دولة الإمارات تسعى مع المجتمع الدولي إلى نبذ العنف والتطرف والقضاء على الإرهاب باختلاف صوره وأشكاله.وأشاد بالموقف العادل لمملكة إسبانيا تجاه القضية الفلسطينية وتصويتها على ضرورة قبول دولة فلسطين والاعتراف بها، موضحاً أن الشعب الفلسطيني تعرض للظلم والقهر والتعذيب والتهجير القسري لمدة تزيد على نصف قرن. تعاون اقتصادي وأكد معاليه الرغبة الأكيدة والصادقة في دولة الإمارات سواء في القطاعين الحكومي أو الخاص في دفع مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماري الثنائي إلى آفاق أرحب، حيث شهدت العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات ومملكة إسبانيا تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، وتمثل ذلك في نمو حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة تصل إلى أكثر من 90 في المائة خلال الفترة من 2009 إلى 2014، حيث بلغ نحو 1.9 مليار يورو، وهي الفترة ذاتها التي شهدت ارتفاعاً في الاستثمارات الإماراتية الإسبانية. حيث بلغ عدد الشركات التجارية الإسبانية المسجلة في وزارة العمل الإماراتية 40 شركة، في حين بلغ عدد الوكالات التجارية 73 وكالة، وعدد العلامات التجارية ألفاً و456 علامة، وقال إن دولة الإمارات تأمل في الوصول إلى شراكة اقتصادية استراتيجية تعكس القدرات الحقيقية للاقتصاد الإماراتي والإسباني ، موضحاً أنه إذا كانت اللجنة الاقتصادية المشتركة التي تم إنشاؤها في عام 2010 تمثل أحد الروافد الأساسية لتعزيز التعاون الاقتصادي بالإضافة إلى ما تم التوقيع عليه من مذكرات تفاهم بشأن التعاون المالي والاستثماري، إلا أنه حتى الآن لم تعكس العلاقات الاقتصادية والاستثمارية أهمية كل بلد تجاه الآخر.
مشاركة :