تخطو دولة الإمارات العربية المتحدة بثبات نحو تحقيق رؤيتها في سبر غور الفضاء والوصول إلى المريخ مع اقتراب الموعد الذي سيتم فيه إطلاق أول مسبار إماراتي وعربي للوصول إلى الكوكب الأحمر، فبتوقيع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، على القطعة الأخيرة من «مسبار الأمل» يكون مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ الذي بدأ العمل به منذ نوفمبر 2015 قد دخل مرحلة مهمة وحاسمة، مع بدء الاستعدادات لإطلاق المسبار هذا العام ليصل إلى هدفه، العام المقبل، حيث ستحتفل الدولة بيوبيلها الذهبي، وبذلك تكون الإمارات قد خطت خطوات مهمة نحو تحقيق سبق تاريخي آخر في هذا المجال بعد أن نجحت في إرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى محطة الفضاء الدولية، لتكون بذلك ليست فقط أول دولة عربية تقوم بتصنيع الأقمار الصناعية بشكل كامل، وتصل إلى كوكب المريخ في عام 2021، ولكن أيضاً حاضنة ومنطلقاً لاستئناف الحضارة العربية والإسلامية العريقة، وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال توقيعهما على القطعة الأخيرة من مسبار الأمل التي تشكل الجزء الخارجي الأخير منه «أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أصبحت مركزاً لاستئناف الحضارة في العالم العربي، وقصة ملهمة لأجيال المستقبل، ورسالة أمل للمنطقة والعالم بمستقبل أفضل». لقد غدت دولة الإمارات اليوم بالفعل محط أنظار العرب، خاصة الشباب الذين يتوقون إلى تغيير الواقع المؤلم الذي يمر به الوطن العربي ويتوقون، برغم كل التحديات، إلى مستقبل أفضل، ويؤكد إنجاز «مسبار الأمل» أن الإيمان بالشباب والاستثمار في قدراتهم وإمكاناتهم هو «الرهان الرابح لكل دولة تضع نصب عينيها صناعة المستقبل ووضع بصمتها المتميزة في مسيرة الحضارة الإنسانية»، كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وهنا يقدم شباب الإمارات نموذجاً مبشراً ومحفزاً، حيث تمكن فريق العمل من تحقيق سبق علمي وتقني مهم عندما أنجز المسبار خلال ست سنوات، بينما يحتاج مشروع بناء مسبار للمريخ إلى خمس مرات من تصميم وبناء أقمار صناعية تدور حول الأرض، ما يؤكد أن شباب الإمارات، وكذلك الشباب العرب قادرون بالفعل على صنع المعجزات وتحقيق الإنجازات الكبرى، ولكنهم يحتاجون إلى دعم ورعاية وتصميم وإرادة، وهذا ما حرصت عليه القيادة الرشيدة في دولة الإمارات التي تتابع هذا المشروع خطوة بخطوة، ولا تترك، برغم مشاغلها الكثيرة، مناسبة إلا وتستثمرها في سبيل تحقيق ما يراه البعض معجزة أو مهمة مستحيلة، فما حققته الإمارات حتى الآن في مجال الفضاء لم يأت من فراغ، وإنما هو نتاج رؤية واضحة، وجهود متواصلة، وخطط واستراتيجيات محددة، ومبادرات علمية وتكنولوجية فاعلة، ساهمت كلها في تعزيز حضور الدولة، وجعلها مركزاً رائداً في قطاع الفضاء، عربياً وإقليمياً وعالمياً.
مشاركة :