تغير موازين القوى في عالم الاتصالات الرقمية، الذي جعل المؤسسة والفرد وجهًا لوجه، ورأسًا برأس في مواقع التواصل الاجتماعي، ومنحهما نفس فرص الحضور والتلقّي، وما فرضه هذا الواقع على المؤسسات لتجري خلف رضا الجمهور لكسبه، والحفاظ عليه وعلى تناميه، توغل في إسهامه في تغيير سياسات المؤسسات، وكان وحده بمثابة مكافحة للفساد وإصلاح للممارسات. فقد تهوي تغريدة لا تتجاوز (١٤٠) حرفًا بسمعة شركة، وتكبّدها مبالغ طائلة، وجهودًا مضنية، وتضطرها لتنظيم حملات للدفاع عن نفسها واستعادة جمهورها، الواقع الجديد للاتصالات ومنصّات التواصل الاجتماعي ومستقبل التواصل فرض نفسه كموضوع لمنتدى أرامكو السنوي، الذي طرح عدة أوراق عمل لكل من مها أبو العينين الرئيس السابق لاتصالات جوجل في الشرق الأوسط، ورقة قيّمة حول حماية سمعة الشركة وإستراتيجيات التعامل مع الأزمات الإعلامية، وناقش مسؤول شركة دي سي في واشنطن سام هكسلي مجال التسويق الرقمي العالمي من خلال ورقته «التوجهات الناشئة في الاتصالات الرقمية، وكيفية تحويلها إلى الاتصالات العامة»، مشيرًا إلى أهمية استثمار المواهب الشابة في إدارة المحتوى الرقمي، وتحدّث الدكتور عمار بكار الذي أثرى وأمتع في حديثه الأنيق حول توجهات المشاركة في المملكة في عالم الاتصالات الرقمية، في حين ركّز الدكتور محمد الحيزان في ورقته على المقياس الفعّال للاتصالات الرقمية، فضلاً عن عرض مميّز لتجربة وزارة التجارة مع الإعلام الجديد قدّمها مدير برنامج توعية المستهلك في الوزارة أنس الحميد الذي استقطبه معالي وزير التجارة من منصة «يوتيوب» وذلك خلال ورقة بعنوان «منصات الاتصال الرقمي للوصول إلى الجمهور: نموذج وزارة التجارة والصناعة.» وراوح منتدى أرامكو للتواصل بين الفعاليات القيّمة وبورش العمل التطبيقية المصاحبة وجلسات النقاش التي تناوب الخبراء والشباب على إدارتها، وتركز في موضوعاتها على محاور مختلفة تتعلّق بالاتّصال الرقمي والتحديات التي يمكن أن تواجه المتفاعلين معها سواءً على مستوى أفراد أو مؤسسات. المنتدى الذي نظمته شركتنا العملاقة كان مميّزًا في موضوعه ومتحدثيه وتنظيمه، قدّمته المتألقة روان الناصر، وختم بمسك تكريم أ. علي المطيري مدير إدارة العلاقات العامة في أرامكو لكوكبة من الفتيات السعوديات الرائعات المتطوّعات للمشاركة في التنظيم المميّز. @Q_otaibi lolo.alamro@gmail.com
مشاركة :