حوار: عصام هجو تألق ريكاردو جوميز مهاجم الشارقة في صفوف «الملك» هذا الموسم وكان أحد المساهمين في صدارته للدوري، ولعب أساسياً في كافة المباريات، وسجل 8 أهداف في 11 مباراة خاضها في كافة المسابقات.«الخليج الرياضي» التقى جوميز مهاجم الشارقة واللاعب الدولي في صفوف منتخب الرأس الأخضر المعروف باسم «القرش الأزرق»، حيث تحدث عن رؤيته للدوري الإماراتي ولفريق الشارقة.كما امتلك «القرش الأبيض» نسبة للقب منتخب بلاده ولون فريق الشارقة الكثير من الأمل بنيل «الملك» للقب الدوري والمنافسة على كل البطولات، وهنا نص الحوار: * أنت احترفت في أوروبا بسن مبكرة ما الصعوبات التي واجهتها؟ -عندما قررت السفر للعب كرة القدم ووصلت إلى البرتغال كان عمري 17 سنة وكانت المرة الأولى التي أغادر فيها إفريقيا فقد كان كل شيء بالنسبة لي غريباً، وواجهت العديد من الصعوبات ولكن الرغبة في النجاح وإثبات الذات لم تجعلني أشعر بالصعوبات فقد تخطيتها، وأصعب مرحلة عشتها وأنا في البرتغال عندما كان عمري 19 سنة، حيث تعرضت للإصابة التي أقعدتني عن العمل لستة أشهر وقد كانت فترة مؤلمة وصعبة للغاية بالنسبة لي فقد كنت لوحدي وبعيداً عن أسرتي وكنت مسؤولاً عن نفسي وأحاول فرض ذاتي في الفريق. * من الذي ساعدك وأنت لوحدك يافعاً في البرتغال تبحث عن وضع كروي أفضل؟ - سأظل مديناً لوالدي لأنه ساعدني ودعمني بقوة، حيث إن والدتي كانت رافضة لفكرة سفري إلى البرتغال وأنا بسن صغير، وكانت ترغب في مواصلة دراستي، ولكن والدي أقنعها ووافقت على السفر على مضض، ومن الأمور التي ساعدتني أيضاً أننا كنا أسرة ميسورة الحال ومنذ طفولتي أعيش حياة كريمة ولم يكن ينقصنا شيء في بيتنا، ولكن أن تعيش لوحدك في بلاد مثل البرتغال لا تعرف فيها أحداً فقد كان الأمر صعباً للغاية، ولكن دعم والدي ساهم في تثبيت أقدامي لأجل تحقيق أهدافي وطموحاتي، ومن الدروس التي استفدتها من العمل في البرتغال وأنا صغير هي الاعتماد على النفس والتعامل بمسؤولية في كل خطوة أخطوها، وحتى الآن أسير على هذا النهج. * هل كنت على تواصل مع زميلك ومواطنك ريان مينديز ومتابعاً للشارقة قبل قدومك إليه؟ - بصراحة لم أكن متابعاً للشارقة ولكن بحكم علاقتي مع مينديز كأصدقاء وزملاء في منتخب جزر الرأس الأخضر كنت أسأله عن أحواله وعن أحوال فريقه منذ أن كان يلعب في الدوري الفرنسي وأنا في الدوري البرتغالي، وبعد انتقالي للدوري الصربي، وانتقاله إلى الدوري الفرنسي ثم الإماراتي تواصلنا أيضاً، وكان يقول لي (أمورنا تسير بصورة جيدة وعازمون على تحقيق الفوز ببطولة الدوري وفريقنا مميز ورائع) وبعد دخولي في مفاوضات مع الشارقة حدثني مينديز عن النادي ووجدته كما قال لي فالأجواء مثالية ومحفزة للعطاء والناس هنا طيبون، والبنية التحتية ممتازة وكل عوامل النجاح لكل لاعب متوفرة. * هل أنت راض عن مستواك مع الشارقة؟ - بالنسبة لي كبداية اعتبرها بداية غير سيئة، ولكن بطبيعة الحال أطمح للأفضل لخدمة فريقي ونفسي ويهمني أن أكون جيداً مع الفريق وأقدم له الإضافة. * بعض النقاد يرون أنك مهاجم صندوق فقط؟ - يجب أن يعرف الجميع أن اللعب يختلف بين ناد وآخر، وفي المنتخب يكون مختلفاً أيضاً، لأن لكل فريق استراتيجيته وطريقته في اللعب، واللاعب يجب أن يتأقلم مع طريقة كل فريق، ولا توجد طريقة لعب مثلى بل هناك نهج وأسلوب يركز عليه كل فريق والواقع يفرض على اللاعب الناجح الالتزام بخطط المدرب ومع مرور الوقت سأكون أفضل مما كنت عليه في المباريات السابقة. تشكيلة رائعة * كيف ترى فريق الشارقة وقدرته على المنافسة؟ - نعم أنا محظوظ ومرتاح باللعب في فريق متوازن ويمتلك عناصر مميزة في كل الخطوط، جميع اللاعبين رائعين إيجور ومنديز وشوكوروف وشاهين وعمر جمعة وعادل الحوسني وماجد وعمر والحسن وكل القائمة رائعة ومتعاونة مع بعضها بعض، وأيضاً الجهاز الفني يقوم بدوره على أكمل وجه معنا، وبلا شك فريق الشارقة بهذه التوليفة يستطيع الذهاب بعيداً في بطولة الدوري وكل المسابقات، وسنبذل قصارى جهدنا لأجل تقديم أفضل ما عندنا في كل المباريات. * أين ترى نفسك في سباق هدافي الدوري؟ - أتطلع للمنافسة بقوة على لقب الهداف وجائزة أفضل مهاجم كطموح وهدف مشروع لكل لاعب، ولكن همي وهدفي وطموحي الأول هو مساعدة الفريق للفوز بألقاب بعيداً عن البحث عن الألقاب الشخصية والجوائز الفردية، ثقتي في نفسي كبيرة وأتمتع بكل الإمكانات التي تؤهلني للنجاح في ظل اللعب مع هذه الكوكبة الممتازة والتشكيلة المتكاملة التي يتألف منها الفريق. * مهاجمون لفتوا نظرك في دوري الخليج العربي؟ - الدوري هنا يضم مهاجمين صريحين على مستوى عال من الكفاءة ولفت نظري علي مبخوت هداف نادي الجزيرة المنتخب ولابا كودجي مهاجم العين، وبينيل مالابا مهاجم اتحاد كلباء ونيغريدو مهاجم النصر، وويلتون سواريز مهاجم الوصل. * من كنت تتابع من المهاجمين في صغرك؟ - المهاجم الذي تابعته بحب وشغف وإعجاب كبير هو الايفواري ديديه دروجبا، والفترة التي قضاها في نادي تشيلسي كانت مثالية، وكان مثالاً رائعاً للمهاجم الصريح القوي والمميز، وعلى المستوى الشخصي اعتبر الساحر البرازيلي رونالدينيو أفضل لاعب كرة قدم شاهدته على الإطلاق. * ما هو سقف طموحاتك كلاعب؟ - طموحي مثل أي لاعب كرة أتمنى الوصول إلى أعلى نقطة في كرة القدم بالاحتراف في أفضل الأندية العالمية وهذا لن يتحقق إلا بالعمل الكبير مع نادي الشارقة والمساهمة في تحقيقه للإنجازات وبطبيعة الحال كمهاجم أتمنى الحصول على جائزة أفضل مهاجم وهداف في أي فريق ألعب له. * هل يزعجك الجلوس على مقعد البدلاء مع منتخب بلادك؟ - لا أبداً لا يزعجني وكل استدعاء أعتبره أمراً جيداً بالنسبة لي لأن اللعب في المنتخبات أمر صعب فنحن أربعة مهاجمين في تشكيلة المدرب ويتعامل معنا حسب المباريات ويشرك كل واحد منا حسب ظروف كل لقاء، ولا يعتمد على مهاجم واحد منّا كأساسي خصوصاً أن جميع المهاجمين مميزون وهم جانيني وجوزيه لويس مهاجم بورتو البرتغالي وجوليو مهاجم ديجون الفرنسي. * صف لنا شعوركم كلاعبين عندما تأخر الشارقة أمام حتا بهدفين نظيفين حتى الدقيقة 90؟ - لقد كان موقفاً صعباً علينا وكنّا نعرف أننا لم نكن في المستوى المطلوب، وفي نفس الوقت كنا مطالبين بمعالجة الأمور وتعديل الأوضاع، وكانت الثقة في النفس موجودة والبحث عن العودة كان أيضاً موجوداً في داخل كل لاعب وبعد هدف إيجور وأصبحت النتيجة 1-2 شعرت بأنني يجب أن أسجل هدف التعادل من أول كرة تصلني لأنه ليس هناك متسع من الوقت، وبعد أن سجلت هدف التعادل طمعت في المزيد لتسجيل هدف الفوز، ولكن الوقت لم يسعفنا ولو كانت هناك دقيقتان أو ثلاث دقائق إضافية لخرجنا فائزين. * كيف وجدت الأجواء في نادي الشارقة؟ - بكل تأكيد الأجواء مثالية للغاية وتمنح الدافع لمزيد من العطاء ولم أشعر بأنني جديد على الفريق فالكل يتعامل بصورة ممتازة معي، الإدارة واللاعبون والجهازان الفني والإداري والجمهور. * رسالة منك إلى جمهور الشارقة؟ - مشجعو الشارقة يقومون بدورهم تجاهنا على أكمل وجه ولا يحتاجون إلى رسالة مني، فقط أقول لهم كونوا معنا فنحن بكم ولكم وأهم شيء نريد وقفتكم مع الفريق في الظروف الصعبة لأن الجمهور هو الذي يحول الأمور السلبية إلى إيجابية، أي فريق يمر بظروف ولا يكون في يومه ولكن بإمكان الجمهور التأثير إيجاباً، وعندما نسمع أهازيج الجمهور وتشجيعه يؤثر ذلك فينا بشكل كبير، وحتى الآن أعتقد أن جمهور الشارقة هو اللاعب رقم واحد في الفريق، وعقب نهاية المباريات يقوم بأشياء جميلة ومؤثرة فهذه الأهازيج إذا كان البعض يراها أمراً بسيطاً، نحن نراها كبيرة جداً وتحدث فينا مفعول السحر. * في أي مباريات كنتم بحاجة إلى جمهوركم؟ - في مباراتنا مع العين لعب الجمهور دوراً مهماً في التأثير فينا وأعتقد أن الجمهور هو من حملنا للفوز على العين من خلال تشجيعه القوي وأهازيجه المؤثرة وأيضاً بصبره ودعمه ومساندته لنا، وفي مباراة حتا تكرر الأمر من قبل الجمهور. مسيرة نجم ريكاردو جوميز من مواليد يوم 18 ديسمبر/ كانون الأول 1991، طوله 1.88م، انتقل في سن مبكرة من بلاده الرأس الأخضر إلى البرتغال بحثاً عن التطور في كرة القدم، وشكل الالتحاق بنادي جيماريتش البرتغالي نقطة التحول في حياته، ثم عرف الأضواء والشهرة عبر فريق ناسيونال ماديرا البرتغالي ومنه انتقل إلى بارتيزان بلغراد الصربي، والتحق بنادي الشارقة في 24 يوليو/ تموز 2019. كرة القدم فقط عندما سئل ريكاردو جوميز عما لو أنه لم يكن لاعب كرة قدم، فماذا يتمنى أن يكون، قال: كل تفكيري في صغري كان أن أكون لاعب كرة قدم ولو لم أكن لاعب كرة كنت سأبذل قصارى جهدي للعمل في أي مجال في كرة القدم لأني لا استطيع العيش من غير كرة القدم التي أتنفسها يومياً.
مشاركة :