أما لماذا غانا ومدينة أكرا، وما قصته مع المان سيتي؟ الإجابة هنا تحتاج منا أن نبدأ الحكاية من أول السطر لنروي كل تفاصيل الموهبة الجديدة التي تطرق بقوة أبواب المستقبل في ملاعب الإمارات. سلطان السويدي هو اللاعب الوحيد الذي مكث في أكاديمية مانشستر سيتي بموجب الاتفاق بين الجزيرة والنادي الإنجليزي على تبادل الوفود والكوادر، وهو أكثر اللاعبين من أكاديمية الجزيرة استيعاباً لفكر الكرة الإنجليزية، وأكبر دليل على ذلك طول الفترة التي قضاها هناك يعايش ويتعلم وينهل من الكرة الإنجليزية، ولكنه وبعد أن قرر العودة إلى أبوظبي، كان قد لاحظ أمراً مهماً -حسب وصفه- في أكاديمية مانشستر سيتي، وعدد من أكاديميات الكرة الإنجليزية، وهو تفوق اللاعبين الصغار من الأصول الغانية، وارتفاع مهاراتهم، وقدرتهم على التكيف بسرعة والاحتراف في الدوريات الأوروبية، و«البريميرليج» تحديداً، وبناءً عليه فقد رأى سلطان وإدارة الأكاديمية أنه من الضروري أن يمر في عام 2012 على إحدى أكاديميات غانا وهي «رأيت دريم أكاديمي» بأكرا، وعاش فيها 100 يوم يقول عنها إنها لا تقل في أهميتها وفي استفادته منها عما استفادة في أكاديمية السيتي. ويقول سلطان السويدي: تعلمت في هذه الفترة القصيرة أن كرة القدم هي مصدر رزق الإنسان، وأن الفقر في أفريفيا هو أكبر دافع على التميز لأي لاعب بحثاً عن حياة أفضل له ولأسرته، ويقود عائلته إلى مستوى معيشي مميز، سواء في بلاده، أو في أوروبا، وبناءً عليه فقد كان اللاعبون الصغار في أكاديمية «رايت دريم» في مدينة أكرا يقضون يومهم كله تقريبا يداعبون الكرة، كأنهم يتحدّون كل ظروف الفقر وضيق الحياة والمعاناة بالإبداع في لعب الكرة، وتعلمت من هناك كيف يكون اللاعب محترفاً بمعنى الكلمة يعطي كل وقته للكرة، يهتم بالتدريبات أكثر من اهتمامه بأكله ومعيشته، ثم يحصد ثمار تألقه أموالاً وشهره ونجومية بعد ذلك، وعلمت في أكرا لماذا أطلقوا على غانا لقب «برازيل أفريقيا». ويواصل قائلاً: اللاعب الإماراتي محظوظ بدعم الدولة للرياضة، ومحظوظ أكثر بفكر الشيوخ المتطور للاهتمام بالناشئين والصغار، ولا يعاني من شيء قياساً بنظيره في غانا، ومن أجل ذلك يجب أن يكون أكثر عطاءً لرد الجميل لوطنه، ولأسرته، ولناديه، وأولى مراحل الوفاء هي أن يكون مخلصاً لقميصه بمعنى أن يقضي وقته داخل أسوار ناديه، فهذا ما رأيته في أفريفيا وأوروبا كمعنى حقيقي للاحتراف، وهو ما أحرص على تطبيقه في الجزيرة. النظام الغذائي ... المزيد
مشاركة :