من يحمل هم بناء الوطن، في هذا الوقت الذي تندثر فيه الاوطان ..وهل من يحملون همّ بنائه مشاركون فعليا في البناء ؟ وهل الجهاز الاداري المنوط به فتح الطريق امام المستثمرين ، افراده يدركون مهمتهم في البناء ، وأنهم هم رأس الحربة في التغير الحقيقى والاستقرار والتنمية؟.لا شك ان الاستثمار الداخلي المتمثل في المشروعات الكبري_والتي تحظي باهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي،_ والمتوسطة والصغري ، يعد هو المنقذ السريع لما وصلت اليه البلاد في الوقت الراهن من أزمات اقتصادية وتفشي لظاهرة البطالة والفقر وخاصة في محافظات الصعيد ، ولان في هذا الوطن رجالا مخلصين علي اتم الاستعداد ان يقوموا بالاستثمار وإنشاء المصانع الكبري والصغرى والشركات متي كان الطريق امامهم ممهدا ، ولا توجد به عراقيل وعقبات ، فالكل يعلم انه لا يوجد مستثمر مصري وطني واحد لا يئن من عقبات وعراقيل الجهاز الاداري او ما نسميه "الخلط الاداري "والدورة المستندية العقيمة "مكاتبات رايحة ومكاتبات جاية" بدون جدوي.ولعل الواقع خير شاهد علي ما نقول، فاذا فكر اي مواطن في عمل مشروع و كان هذا المشروع كبيرا فانه يقوم بمقابلة اي مسئول _حقا _فان هذا المسئول يبادر بالاهتمام بالمشروع ويعطي هذا المستثمر موافقة مبدئية علي المشروع ويوحي له بإنهاء الاجراءات في اسرع وقت _ وهو غير قادر علي تنفيذ ما يعد به _ حتي يتم استغلال كامل المبلغ في الانشاءات وهذا يعد افضل حالات التعامل مع قلة من المستثمرين ،وبعدها هذا المستثمر الذي استطاع ان يقابل المسئول يدخل في خلاط الجهاز الاداري لشهور وسنين بدون عمل شيء ويستنزف من رأس مال المشروع في امور "بسيطة وتافهه" وبطء شديد من موظف لا يدرك حجم التحديات. نعم كلنا مسئولون عن تيسير وتسهيل اجراءات الاستثمار ،لان الواقع المرير الذي يعشيه بعض المستثمرين من كل الطبقات ومن كافة الفئات يجعلنا ندق ناقوس الخطر من تفشي هذه الظاهرة التي اصبحت تعيق عمل القيادة السياسية ، وقدرتها علي الانجاز علي ارض الواقع ، ولا اعلم لماذا القيادة السياسية تمتلك كل هذا الصبر والجلد علي جهاز يسبح ضد التيار سواء كان بحسن نية او بسوء نية ويصر هذا الجهاز علي اضعاف ارادة وقدرة القيادة التنفيذية.لكن السؤال الاخير الذي يطُرح علي عقولنا لماذا افراد الجهاز الاداري يفعلون ذلك.؟ أعتقد ان غياب الرؤية لدي الموظف الاداري لما تمر به البلاد ، بل والمنطقة العربية بالكامل من تهديد للاستقرار، واعتقاده في نفسه انه غير مؤثر في حركة استقرار البلاد ويحدث نفسه والآخرين"يعني انا اللي الدولة هتستقر وتتقدم بسببه" ،وعدم وجود الية منضبطة لمعرفة انتاج الموظف فالموظف العام ساد لديه اعتقاد انه اخر الشهر سوف يحصل علي راتبه (اشتغل او لم يشتغل) بالإضافة لوجود بعض المستشارين _ المعوقين غير المقدرين للصعوبات _ بجوار القيادة التنفيذية غير المتمرسة علي العمل التنفيذي قد يعيق العمل فلا توجد كلمة علي لسانهم الا تشكيل لجنة لدراسة الامر.سيادة الرئيس.. هذه مصارحة لنفسي ولأبناء جيلي من الشباب قبل ان تكون رسالة لكم، لان اصلاح مناخ الاستثمار لجذب رؤوس الاموال الداخلية في امس الحاجة الي مساعدتكم الان..حمي الله مصر وحفظ شعبها وجيشها.
مشاركة :