روحاني يغطّي على دموية النظام بالإفراج عن المحتجين

  • 12/5/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى الإفراج عن المتظاهرين العزل الأبرياء الذين احتُجزوا خلال الاحتجاجات، في محاولة للتخفيف من الضغوط الدولية والأممية على طهران جراء حصيلة قتلى التظاهرات التي قوبلت بالرصاص الحي والقوة المفرطة. وتأتي تصريحات روحاني بعد مطالبة أصوات من داخل البرلمان الإيراني بضرورة التحقيق في عملية قتل المتظاهرين وتحديد الجهات المسؤولة. وقال روحاني في كلمة بثها التلفزيون "ينبغي إظهار الرأفة الدينية والإسلامية... هؤلاء الأبرياء الذين احتجوا على ارتفاع أسعار البنزين ولم يكونوا مسلحين يجب الإفراج عنهم". وكانت منظمات حقوقية ودول غربية قد أدانت بشدة طريقة تعامل قوات النظام في إيران مع الاحتجاجات السلمية التي اندلعت على خلفية رفع أسعار الوقود. في المقابل، قال التلفزيون الإيراني إن المتحدث باسم القضاء رفض تقدير "المنظمات المعادية" لعدد القتلى، واصفا إياه بأنه "أكاذيب صريحة". واعترفت السلطات الإيرانية للمرة الأولى أمس الثلاثاء بأن قوات الأمن قتلت متظاهرين بالرصاص خلال ما تصفه منظمات حقوقية بأنها أدمى احتجاجات منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وبلغ عدد قتلى الاحتجاجات حسب منظمة العفو الدولية 161 شخصا وفقاً لتقارير ذات مصداقية حصلت عليها المنظمة، معتبرة أن العدد الفعلي للقتلى قد يكون أعلى بكثير على الأرجح. وذكر تقرير سابق للمنظمة المذكورة أن المحتجين في إيران قتلوا عبر القنص من فوق الأسطح، والمروحيات، وملاحقتهم في الطرقات بالهراوات والعصي. وفي فيديو بثته على حسابها على تويتر، أظهرت بعض المشاهد الصادمة كيف تمت ملاحقة المحتجين الذين نزلوا إلى الشوارع، اعتراضاً على ارتفاع أسعار البنزين بشكل كبير. وألقى رجال الدين الذين يحكمون إيران باللوم على "بلطجية" تربطهم صلات بمعارضين في المنفى والأعداء الرئيسيين للبلاد. وامتدت الاضطرابات، التي بدأت في 15 نوفمبر بعد أن رفعت الحكومة فجأة أسعار الوقود بنسبة تصل إلى 300 بالمئة، بسرعة إلى أكثر من 100 مدينة وبلدة وأخذت بعدا سياسيا مع مطالبة الشباب والمتظاهرين الذين ينتمون للطبقة العاملة بتنحي النخبة الدينية الحاكمة والفاسدة. وفي رسالة موجهة للإدارة الأميركية، قال روحاني "إذا رفعت أميركا العقوبات فنحن مستعدون للحوار والتفاوض حتى على مستوى رؤساء دول 5+1 (القوى العالمية الكبرى)". وهي خطوة وصفها مراقبون بالمحاولة اليائسة لاستمالة واشنطن للتخفيف من حدة العقوبات الأميركية على الاقتصاد الإيراني والتي قادت بدورها إلى اتساع دائرة السخط الشعبي على النظام واندلاع الاحتجاجات في نوفمبر الماضي. وأصبحت معاناة المواطنين الإيرانيين من أجل تلبية احتياجاتهم أكثر صعوبة منذ العام الماضي عندما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع ست قوى عالمية، وأعاد فرض العقوبات التي خنقت الاقتصاد الإيراني القائم على النفط.

مشاركة :