تتواصل فعاليات المظاهرات اليوم، الخميس، في عدة مدن عراقية أهمها في محافظة ذي قار جنوب العراق، التي شهدت خلال عطلة الأسبوع الماضي أكبر موجة عنف منذ انطلاق المظاهرات بسقوط عشرات القتلى، وذلك مع استمرار الدعوات لعدم وقف الاحتجاجات حتى تحقيق المطالب، وفق ما أفادت به شبكة العربية.وكانت مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، شهدت الأسبوع الماضي، احتجاجات دامية أدت إلى مقتل العشرات، ما أثار غضب الأهالي والمحتجين، حيث عمد بعضهم خلال الأيام الماضية إلى مهاجمة مركز الشرطة، قبل أن تتدخل بعض الوساطات العشائرية والمدنية بهدف تهدئة الأوضاع.وأمس تعهدت اللجنة العسكرية المكلفة بالتحقيق في الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة الجنوبية، بكشف تفاصيل ما جرى أمام الرأي العام، ورفع تقرير نهائي إلى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي. وقال رئيس اللجنة المستشار العسكري لرئيس الوزراء الفريق الركن خالد حمود جبار لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "اللجنة ستكتب تقريرًا نهائيًا يعرض على رئيس الوزراء بعد الاستماع إلى جميع الأطراف".كما أكد أن "اللجنة استمعت إلى شهادات الضباط في المحافظة، وسوف تكون شفافة وتكشف كل تفاصيل ما جرى في المحافظة خلال الأحداث الأخيرة أمام الرأي العام"، مؤكدًا أن "دور الإعلام مهم في نقل الحقيقة من دون تزييف".يذكر أنه في 27 و28 نوفمبر الماضي، شهدت الناصرية أحداثًا دامية أدت إلى مقتل 32 محتجًا.وعقب ذلك، أعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق، تشكيل لجنة للتحقيق في تلك الأحداث. وقال المتحدث باسم المجلس عبد الستار بيرقدار، إن "مجلس القضاء الأعلى شكل هيئة تحقيق مكونة من ثلاثة من نواب رئيس محكمة استئناف ذي قار للتحقيق العاجل في عمليات قتل المتظاهرين خلال اليومين الماضيين".وقتل 32 متظاهرًا وأصيب نحو 230 آخرين في الناصرية إثر إطلاق قوات الأمن النار لتفريق محتجين كانوا يغلقون جسرين وسط مدينة الناصرية.يشار إلى أن مفوضية حقوق الإنسان في العراق، أعلنت أمس، الأربعاء، ارتفاع حصيلة ضحايا الاحتجاجات في شهره الثالث إلى 460 قتيلًا وأكثر من 17 ألف جريح، وأن أكثر من 3 آلاف منهم أصيبوا بعاهات دائمة نتيجة بتر الأطراف أو فقدان البصر أو إصابات أخرى.ورجحت المفوضية، استمرار التظاهرات، بسبب أن استقالة الحكومة وحدها لن تكفي لامتصاص غضب المتظاهرين، الذن يطالبون برحيل كل رموز الفساد وتقدم وجوه جديدة ومعاقبة رجال إيران وطرد إيران نفسها من العراق.
مشاركة :