أكدت مصادر أمنية وعسكرية عراقية انسحاب قطعات الجيش والفرقة الذهبية من مركز قيادة العمليات وسط الرمادي التي دخلها مسلحو «داعش»، بعد يومين من المعارك وغارات طيران التحالف الدولي. (للمزيد). وأفادت المصادر بأن التنظيم أجبر قوات الجيش على الانسحاب غير المنظم الى قاعدة الحبانية، لتصبح معظم أحياء الرمادي (عاصمة الأنبار) تحت سيطرته، عدا بعض المناطق في شارع 20 الذي تمركزت فيه قوات من «الفرقة الذهبية» صباح أمس. وأشارت إلى أن منطقة الملعب التي هاجمها التنظيم فجر أمس اصبحت تحت سيطرته بعد انسحاب الجيش ومقاتلي العشائر منها. وقال مستشار المحافظ مهند هيمور إن «القوات الأمنية انسحبت في شكل كامل من الرمادي»، مشيراً الى ان «الانسحاب تم عبر الطريق السريع باتجاه منطقة الكيلو 160». وأضاف رداً على سؤال عن عدد القتلى أنهم «كثيرون». لكن مصادر رسمية أخرى أكدت أن العدد تجاوز الخمسمئة من المدنيين والعسكريين. وتأتي هذه التطورات، بالتزامن مع قرب مشاركة قوات «الحشد الشعبي» في معارك الأنبار، بطلب من مجلس المحافظة، وبعد رفع التحفظ الأميركي عن ذلك، شرط أن يكون مقاتلو «الحشد» بإمرة رئيس الوزراء حيدر العبادي. وليل أمس وبعد تطورات الرمادي طلب العبادي من قوات «الحشد الشعبي» المؤلفة بمعظمها من فصائل شيعية مسلحة، الاستعداد للمشاركة في معارك محافظة الانبار ذات الغالبية السنية. وتأتي هذه الخطوة بعد شهور من الجدل بسبب رفض سياسيين سنة ومسؤولين في المحافظة مشاركة الفصائل الشيعية في معارك تحرير المحافظة من الانبار التي يسيطر «داعش» على مساحات واسعة منها. وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء سعد الحديثي لوكالة فرانس برس «وجه رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة هيئة الحشد الشعبي، للاستعداد والتهيؤ للمشاركة في العمليات القتالية في الانبار دعما للقوات المسلحة ولابناء العشائر، ولاستعادة السيطرة على مدن الانبار». وطالب شيوخ عشائر أمس العبادي بمشاركة الحشد الشعبي، وذلك خلال اجتماع عقد في قضاء الخالدية، وجاء في بيان ختامي صدر عقب الإجتماع أن الشيوخ طالبوا أيضاً بإغلاق الحدود مع سورية. وأفاد شهود بأن عشرات العائلات، معظمها من عشائر البوفهد التي قاتلت «داعش»، محتجزة في مناطق يحيط بها مقاتلو التنظيم شرق الرمادي، وسط مخاوف من ارتكاب مجازر بحقها. وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي أمس إن «داعش» أعدم أكثر من 500 شخص، معظمهم من النساء والأطفال في الرمادي، منذ هجومه على المدينة الجمعة الماضي. الى ذلك، قال وزير الداخلية محمد سالم الغبان أمس إن «داعش خرق بعض جبهات خط الصد للشرطة المحلية ولم تكن قادرة على صد الهجوم». وأضاف: «عززنا محافظة الأنبار بقوة من الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع وسنستعيد المجمع الحكومي». إلى ذلك، أسفرت المعارك في الرمادي التي بات «داعش» يسيطرعلى معظم انحائها إلى نزوح نحو ثمانية آلاف شخص، على الأقل، على ما افادت المنظمة الدولية للهجرة التي أعلنت أمسبأن «ما يقدر بنحو ألف وثلاثمئة عائلة (قرابة سبعة آلاف و776 شخصاً) نزحوا، والأعداد في تزايد». وأوضحت ان هذه الأرقام سجلت على مدى يومين، منذ بدء التنظيم المتطرف هجوماً واسعاً على المدينة مساء الخميس، تمكن خلالها من السيطرة على مناطق اضافية أبرزها المجمع الحكومي وسط المدينة التي كان يسيطرعلى أجزاء منها منذ مطلع العام 2014. وانتقل النازحون الى بلدة عامرية الفلوجة الواقعة الى الشرق من الرمادي، ولم يسمح لهم بعبور جسر على نهر الفرات لدخول بغداد. وللمرة الثانية خلال اسابيع تسجل موجة نزوح واسعة من الرمادي، بعدما نزح قرابة 113 ألف شخص منها في النصف الأول من نيسان (ابريل)، اثر هجوم سابق للتنظيم على أحيائها.
مشاركة :