الجزائر - وكالات: دخلت الجزائر، أمس، مرحلة صمت انتخابي تدوم ثلاثة أيام قبل بدء انتخابات الرئاسة المقررة يوم الخميس القادم، لاختيار خليفة للرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة الذي أطاحت به قبل أشهر انتفاضة شعبية دعمها الجيش. تزامناً مع ذلك انطلقت صبيحة أمس عمليات التصويت بالنسبة للبدو الرحل (مجموعات تتنقل باستمرار بين مناطق الصحراء)، كما ذكرت الإذاعة الرسمية أن 135 مكتباً متنقلاً لجمع أصوات البدو. لا توجد أرقام حديثة حول عدد هؤلاء المواطنين، في الوقت الذي قدرت وزارة الداخلية أعدادهم في آخر انتخابات نيابية عام 2017 بقرابة 50 ألف ناخب، في وقت يقدر عدد الناخبين المسجلين ب 24.5 مليون شخص حالياً. كما تتواصل منذ السبت الماضي عمليات تصويت الجالية المقيمة في المهجر عبر المراكز الدبلوماسية، حيث يقدر عدد الناخبين من أبناء المهجر قرابة مليون شخص أغلبهم في فرنسا. ينص قانون الانتخاب في الجزائر على أن مرحلة الصمت الانتخابي تبدأ قبل 72 ساعة من موعد فتح صناديق الاقتراع، ويمنع خلالها أي نشاط للمترشحين أو نشر نتائج عمليات سبر آراء وتوجهات الناخبين. يتنافس في هذه الانتخابات 5 مرشحين، هم: عز الدين ميهوبي، الذي تولى في يوليو الماضي الأمانة العامة بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، خلفاً لرئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى، الذي أودع السجن بتهم فساد. إضافة إلى رئيسي الوزراء السابقين، علي بن فليس الأمين العام لحزب «طلائع الحريات»، وعبدالمجيد تبون (مستقل)، وكذلك عبدالعزيز بلعيد رئيس «جبهة المستقبل»، وعبدالقادر بن قرينة رئيس حركة «البناء الوطني» (إسلامي). قبل أشهر غيّرت الجزائر نظامها الانتخابي، بحيث صدر قانون يمنح مهمة الإشراف والتنظيم ومراقبة الاقتراع لسلطة الانتخابات التي استحدثت حالياً، وإبعاد وزارة الداخلية من العملية. بينما يرى معارضون ضرورة تأجيل الانتخابات، ويطالبون برحيل بقية رموز نظام عبدالعزيز بوتفليقة، محذرين من أن الانتخابات ستكون طريقاً ليجدد النظام لنفسه. وقال رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، أمس إنه أعطى تعليمات لكل مكونات الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن بضرورة التحلي بأعلى درجات اليقظة والجاهزية لتأمين الانتخابات. وأكد قايد صالح في كلمته التوجيهية التي ألقاها خلال زيارته لقيادة الدرك الوطني، أن تعليماته نصت على التأمين الشامل والكامل لهذه الانتخابات، وفقاً لمراسلة «سكاي نيوز عربية». وأضاف أن الإجراءات المتخذة خلال هذا الموعد الانتخابي ستمكن المواطنين في كل ربوع الوطن من أداء حقهم وواجبهم الانتخابي في جوٍّ من الهدوء. وشدد على أنه سيتم التصدي، بقوة القانون، لكل من يحاول تعكير صفو هذا الموعد الانتخابي الهام أو التشويش عليه. وأشاد الفريق أحمد قايد صالح بسلك الدرك الوطني، الذي يساهم بفعالية في الحفاظ على أمن واستقرار بلادنا، باعتباره همزة وصل واتصال مع الشعب في غاية الأهمية. وأضاف أن سلك الدرك يقوم بعمله على أكمل وجه لاسيما في المناطق الريفية وشبه الحضرية، التي يحتك فيها رجال الدرك الوطني يوميا، مع المواطنين. وأشار إلى أن هذه المهام وتأمين الانتخابات يسيران من خلال التنسيق مع وحدات الجيش الوطني الشعبي ومختلف الأسلاك الأمنية الأخرى، ويستلزم حسب الفريق قايد صالح، اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بالتأمين التام والشامل لمراكز ومكاتب الانتخاب عبر مختلف مناطق الوطن. من جانبه، أشاد نائب وزير الدفاع الوطني بأداء المواطنين بالمناطق النائية لواجبهم الانتخابي عبر المكاتب المتنقلة وهذا بفضل حسهم الواعي. وأشار ذات المسؤول أن عمل المصالح الأمنية وكل مكونات الجيش الوطني الشعبي يندرج في إطار المسؤولية الوطنية الجسيمة التي يعتزون بتحملها، حفاظاً على أمن واستقرار البلاد.
مشاركة :