البروكلي قادر على علاج التهاب المفاصل بلا عوارض جانبية

  • 12/10/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد العلماء أخيرا ما كان يعرف على نطاق واسع من فوائد صحية متعددة لنبات البروكلي، وخصوصا فوائده للمفاصل والتهاباتها، التي يعاني منها حوالي 1 بالمئة من سكان العالم. ويعتبر التهاب المفاصل الروماتويدي من الأمراض المستعصية، التي لا توجد لها حاليا علاجات ناجعة أو أدوية تقضي على الإحساس بالألم، وعادة يتم تشخيصه بعد تلف المفاصل وبعد تطور المرض. وتؤدي إصابات المفاصل إلى التهاب المفاصل، وهي الصورة الأكثر شيوعا لأمراض المفاصل، التي قد تتسبب في الإعاقة لنحو 50 في المئة من المرضى. ومعظم العلاجات المتوفرة في الأسواق هي عبارة عن عقاقير مضادة للالتهابات تخفف من أعراض المرض ولكنها لا توقف تطوره. ويعاني عدد كبير من المرضى من أعراض جانبية حين يتناولون تلك العقاقير وبالأخص من مشكلات معوية. كما لا يوجد دليل دامغ حتى الآن على إمكانية القضاء على أعراض هذا المرض بالعقاقير. التهاب المفاصل الروماتويدي من الأمراض المستعصية، التي لا توجد لها حاليا علاجات ناجعة أو أدوية تقضي على الألم غير أن البعض من الخبراء يرون أن الأوان لم يفت حتى بالنسبة للأشخاص المصابين بالتهابات حادة في المفاصل، إذا تحول تناول البروكلي إلى عادة يومية في نظام غذائهم اليومي، بل ويذهبون إلى القول إن التناول المنتظم والمستمر للبروكلي، ربما يلغي، الحاجة إلى إجراء عمليات استبدال المفاصل، والتي تجرى في العادة لمفاصل كبار السن بسبب التدهور الذي يصيبها مع تقدم العمر. ويرجح باحثون بريطانيون أن تناول الكثير من نبات البروكلي قد يبطئ أو يمنع الإصابة بمرض التهاب المفاصل. وأظهرت الاختبارات التي أجريت على بعض الخلايا والفئران أن مركب البروكلي، والذي يمكن للإنسان أن يحصل عليه أيضا من نبات الكرنب، يعوق أحد الإنزيمات الرئيسية التي تضر الغضاريف بالجسم. ويمتص الجسم مركب غلوكورافانين الموجود في البروكلي ثم يقوم بتحويله إلى مركب آخر يسمى سلفورافين، والذي يعمل على حماية المفاصل. وقال آلان سلمان، الأستاذ بمعهد بحوث التهابات المفاصل بالمملكة المتحدة، “فشلت البحوث حتى الآن في إظهار أن الطعام أو أي نظام غذائي يمكن أن يلعب دورا في الحد من تقدم التهابات المفاصل، وبالتالي فإذا أمكن تكرار هذه النتائج على البشر فسيكون ذلك نجاحا كبيرا”. وأضاف “نحن نعلم أن التمارين الرياضية، والحفاظ على وزن صحي يمكن أن يحسنا من أعراض المرض لدى الناس، ويقللا من فرص تقدم المرض لديهم”. وقد تم نشر النتائج التي أجريت على الحيوانات في دورية التهاب المفاصل والروماتيزم. وفي عام 2016 طورت شركة بريطانية عقارا مستخلصا من نبات البروكلي لتخفيف آلام التهاب المفاصل. وقالت شركة “ايفجين فارما” البريطانية إن هذا الدواء الجديد يمكن وصفه بأنه بمثابة النسخة الاصطناعية من “البروكلي” أو مستخلص البروكلي في شكل حبة دواء تعادل تناول 2.49 كيلوغرام من البروكلي في اليوم الواحد. وأكدت الشركة أن الحبة الواحدة تغني المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل والغضاريف عن تناول كمية كبيرة من هذه الخضار يوميا، نظرا لاحتوائه على مركب السلفورافين الكيميائي بتركيز عال، والذي يقلل بدوره من إتلاف المفاصل والغضاريف، وبالتالي يحمي من الإصابة من هشاشة العظام. وتنبع أهمية البروكلي في كونه غنيا بالألياف والكالسيوم والبوتاسيوم ومواد مغذيات نباتية تسمى فيتونوتراينت وهي مواد كيميائية تزود الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة من أجل تجديد الغضروف في خلايا الجسم والتخلص من الآلام المفصلية. ولم يستدل الخبراء على الموطن الأصلي للبروكلي، إلا أن البعض يرجح أنه عرف أولا في شرق البحر المتوسط وآسيا الصغرى، وكان الرومان في العصور القديمة يزرعونه في إيطاليا، ولم يعرف في إنكلترا وأميركا، إلا في القرن الثامن عشر. وينتمي البروكلي إلى عائلة الخضراوات الصليبية، مثل الزهرة والكالي والملفوف واللفت والجرجير، ويعتبر من الأغذية المهمة لصحة العظام والوقاية من هشاشة العظام، ويمكن أن يساعد في تكوين خلايا الغضاريف المتآكلة عند مرضى التهاب المفاصل. كما لاحظ الخبراء وبشكل مثير للانتباه من خلال التجارب التي أجريت على أشخاص أدرجوا البروكلي في نظامهم الغذائي بشكل منتظم، أن ذلك قد أوقف تفاعل الخلايا مع الغلوتاميت وأوقف إطلاق المواد الكيميائية المسببة للالتهاب التي تسبب تلف المفاصل. ويعزو الخبراء بعض أنواع التهاب المفاصل إلى عوامل وراثية، لكن احتمال الإصابة به قد ينتج أيضا عن اضطراب يصيب الجهاز المناعي ويجعله يهاجم عن طريق الخطأ النسيج الموجود في المفاصل، مما يتسبب في تورم مؤلم وتآكل للعظام، ويمكن أن يتحول التهاب المفاصل إلى مرض خطير يهدد حياة المرضى بسبب تأثيره على عدد من أعضاء الجسم الأخرى. وكشفت دراسة أميركية أن التهاب المفاصل يمكن أن يسبب الاكتئاب، وليس العكس كما هو شائع. وتعد الدراسة التي أشرف عليها باحثون من كلية دارتموث الأميركية، من بين أولى الدراسات التي تؤكد العلاقة بين الاكتئاب والتهاب المفاصل. ووجد الباحثون أن التهاب المفاصل أكثر شيوعا بين مرضى الاكتئاب، مقارنة مع من لا يعانون من اضطراب المزاج، مما يوحي بأن الاكتئاب قد يكون عاملا خطرا للإصابة بالتهاب المفاصل أيضا. وخلص معدو الدراسة إلى نتيجة مفادها أن “النموذج البيولوجي النفسي الاجتماعي للألم المزمن يفسر العوامل الجسدية وكذلك النفسية والاجتماعية، مثل الأعراض الاكتئابية لالتهاب المفاصل، التي غالبا ما تتفاعل وتتأثر سلبيا ببعضها البعض لتفاقم النتائج الصحية”. ويعاني نحو 10 ملايين شخص في بريطانيا من التهاب المفاصل الروماتويدي، ويعتقد أن معظمهم يعانون من آلام تؤثر على مجرى حياتهم اليومية. ويشكل الألم عبئا صحيا كبيرا قد تتجاوز تكلفته في أوروبا 290 مليار دولار سنويا، فيما قد يكلف الولايات المتحدة الأميركية نحو 150 مليار دولار سنويا. وتقول أوليفيا بيلي، من مركز أبحاث التهاب المفاصل في المملكة المتحدة، إنه “على الرغم من أننا قد لا يمكننا اعتباره مرضا، فإن العيش في الألم يوما بعد يوم يمكن أن يؤدي إلى تأثير مدمر على أرواح الناس، والإضرار باستقلالهم، وحركتهم، وقدرتهم على الاستمرار في العمل. وهناك كذلك، كما يتوقع، صلة مباشرة بين الألم المزمن والاكتئاب”. وتشير الأبحاث إلى أن 2 بالمئة من النساء اللواتي تزيد أعمارهن عن 65 عاما يعانين آلاما ناجمة عن التهابات المفاصل، وتتضاعف هذه النسبة لدى السيدات في عمر الـ65 عاما عن الرجال في نفس الفئة العمرية. ومن الشائع أن يصيب التهاب المفاصل الركبتين، ومفاصل كف اليد، أو جزءا من العمود الفقري، أما النوعين الأكثر انتشارا من التهاب المفاصل فهما: الفـصال العظمي والتهاب المفاصل الروماتويدي. أما الأنواع الأقل انتشارا من التهاب المفاصل فقد تكون ناتجة عن مشكلات طبية أخرى تصيب أجزاء من الجسم، مثل: مرض الذئبة الذي قد يصيب الكلى والرئتين والمفاصل، ومرض الصدفية الذي هو مرض جلدي بالأساس ويؤثر في بعض الأحيان على المفاصل. وعلى الرغم من أن التهاب المفاصل مرتبط عادة بتقدم العمر، لكن هناك حالات عديدة يتعرض فيها الأطفال وبعض اليافعين لمشكلات والتهابات في المفاصل. ويطلق الأطباء على هذه الحالات التي تصيب من هم أقل من 16 عاما اسم “الالتهاب المفصلي اليفعي”، وفي ألمانيا، على سبيل المثال، يعاني نحو 40 ألفا من الأطفال والمراهقين من أشكال مختلفة من الروماتيزم. ويؤكد الخبراء أهمية أن يكون طعام مريض التهاب المفاصل مبنيا على أساس الهرم الغذائي، الذي يشجع على الإكثار من تناول الخضراوات والحبوب وبذور البقول والفواكه والحصول على أقل كميات من الدهون والحلوى في الطعام. كما يمكن للتمارين الرياضية البسيطة أن تعمل على تحسين نطاق الحركة في مفاصل المصابين وتزيد قدرتهم على التحرك، ومن شأنها أيضا تقوية العضلات، مما يساعد على تخفيف الضغط على المفاصل والحد من الألم، وينصح الخبراء عموما بتمارين اليوغا، التي تعد خيارا مثاليا لاستعادة قوة المفاصل ومرونتها.

مشاركة :