صنعاء 10 ديسمبر 2019 (شينخوا) وسط انقطاع الكهرباء الشامل في اليمن منذ ما يقرب 5 سنوات بسبب الحرب الطاحنة، لجأ الكثير من اليمنيين إلى الطاقة الشمسية لإضاءة منازلهم وتسيير شؤون حياتهم، وشع النور في حارات وشوارع العاصمة صنعاء التاريخية وعبر بقية المدن والقرى الأخرى طوال الليل. وقال حمزة علي، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "اعتمدت على الطاقة الشمسية منذ انقطعت الكهرباء عن صنعاء، لقد أصبحت مصدرا أساسيا للحياة وإنارة المنزل طوال الليل". وتوسع قطاع أعمال الطاقة الشمسية وازدهرت تجارة أنظمة الطاقة الشمسية في اليمن بسبب ارتفاع الطلب عليها منذ أواخر العام 2014، عندما اندلعت الحرب ودمرت امدادات شبكة الكهرباء الوطنية. ومنذ ذلك الحين، اعتمدت المستشفيات والمصانع والشركات والقطاع الزراعي على نطاق واسع على الطاقة الشمسية كقوة بديلة بسبب أزمة الوقود وارتفاع أسعار المولدات الكهربائية. وقال علي الذماري من متجره في صنعاء لبيع الألواح الشمسية والبطاريات إن "الطلب على أنظمة الطاقة الشمسية يتزايد بسبب استمرار أزمة النقص الحاد في الوقود"، مضيفا "ليس أمام السكان خيارات سوى الشراء حتى بأسعار مرتفعة". وفي المتجر، جاء أحد السكان يطلب شراء ألواح شمسية وبطارية لمساعدة أولاده في كتابة الواجب المنزلي ومذاكرة الدروس. وقال الأب، عصام محمد "أتيت إلى هنا لشراء نظام الطاقة الشمسية لأنه لا يوجد لدينا كهرباء في المنزل، وهذه الأيام يذهب أطفالي إلى المدرسة ويحتاجون إلى ضوء لأداء واجباتهم المدرسية"، متابعا "أخشى أن تتسبب الشمعة في نشوب حريق". وأشاد المزارعون في منطقة بني حشيش، بالضاحية الشمالية الشرقية لصنعاء، بفعالية نظام الطاقة الشمسية في القطاع الزراعي حيث يشرح المزارع يحيى جميل قائلا "بعد أن حصلت على الطاقة الشمسية، تمكنت من تشغيل مضخة المياه لري أشجار العنب والحفاظ على المحاصيل". ومع ذلك، يؤكد العديد من السكان أن الطاقة الشمسية، من خلال تجربة الكثيرين، لا يمكن أن تغطي جميع احتياجات الناس المعيشية ولا يمكن أن تحل محل شبكة الكهرباء الوطنية بشكل فعال. وسيظل اليمنيون يناضلون للحفاظ على إنارة مصابيح منازلهم، ولكن مع استمرار الحرب، لا يمكن لأحد التكهن بموعد عودة شبكة الكهرباء الوطنية. واشتعلت الحرب الأهلية في أواخر العام 2014 عندما استولت جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء وأجبرت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دولياً إلى المنفى. وتدخل التحالف العسكري العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في الصراع اليمني في مارس العام 2015 لدعم حكومة هادي. وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف من اليمنيين وتهجير 3 ملايين شخص ودفعت البلد الفقير إلى حافة المجاعة.
مشاركة :