تسعى إسرائيل خلال السنوات القليلة المقبلة على الاعتماد بشكل أساسي على الطاقة الشمسية في توليد الطاقة والكهرباء بينما تستمر حاليا في استخدام العديد من محطات توليد الطاقة بالغاز الطبيعي كحل مؤقت. وتولد إسرائيل حاليا حوالي 8% من الكهرباء عن طريق محطات الطاقة الشمسية، وتهدف إلى توليد 20 % من الكهرباء بحلول عام 2025، و30 % بحلول عام بحلول عام 2030. وقال يوآف كتسافوي القائم بأعمال رئيس شركة كهرباء إسرائيل "للوصول إلى أهداف عالية من مصادر الطاقة المتجددة علينا الاعتماد على الطاقة الشمسية". وأضاف كتسافوي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لأن إسرائيل لا تمتلك العديد من الموارد الطبيعية المختلفة، فليس لدينا الكثير من الإمكانات لمنشآت الطاقة المائية، كما أن الرياح محدودة للغاية". ومن جانبه، قال جدعون فريدمان كبير العلماء بالإنابة في وزارة الطاقة الإسرائيلية "نحن نتجه نحو استخدام الطاقة المتجددة، ونريد تنظيف الهواء وتقليل الانبعاثات، لذلك الحل الوحيد القابل للتطبيق للطاقة المتجددة في إسرائيل حاليا هو الطاقة الشمسية". وأضاف فريدمان لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نموذجنا يظهر أنه من المحتمل أن نصل إلى نسبة عالية جدا بين 80 و85 بالمائة من مصادر الطاقة المتجددة من حيث المبدأ، وهو ما يعني أساسا أن محطات الطاقة التي تعمل بالغاز الطبيعي ستعمل في الغالب فقط في الشتاء في الأوقات التي تكون الإضاءة الشمسية منخفضة". وللوصول إلى هذه النسبة العالية من استخدام الطاقة الشمسية، ستحتاج إسرائيل إلى تطوير نظام تخزين متقدم لتجميع طاقة كافية لفترات لا تشرق فيها الشمس. وتعتبر إسرائيل دولة رائدة في منشآت التخزين مع تخزين حوالي 800 ميغاواط من محطات الطاقة الشمسية التي لديها أربع ساعات إضافية من التخزين التي توفر الكهرباء في ساعات ذروة الطلب بعد غروب الشمس. ويعتمد توليد الطاقة الشمسية على أشعة الشمس الذي يتغير باستمرار بسبب موقع الشمس، نهارا أو ليلا، شتاء أو صيفا، نهار غائم أو صافي وما إلى ذلك. هناك صعوبة أخرى تتمثل في انخفاض استقرار محطات الطاقة الشمسية مقارنة بمحطات الوقود الأحفوري والتي يمكن أن تستمر في العمل لفترة من الوقت حتى عندما يكون هناك انقطاع مفاجئ في التيار الكهربائي. وشدد فريدمان "للوصول إلى 80 في المائة من مصادر الطاقة المتجددة، سنحتاج إلى التخزين والذي ربما يكون مئة مرة أكثر مما هو متاح في جميع أنحاء العالم اليوم"، معتقدا أنه من الممكن الوصول إلى هناك على حد قوله. ومع ذلك، يرى فريدمان أنه ربما في المستقبل سيتم العثور على حل أفضل للطاقة، لذلك لن تكون هناك حاجة للوصول إلى مثل هذا الاعتماد الكبير على الطاقة الشمسية. وقال فريدمان "عندما نحدد أهدافا للفترة من 2040 إلى 2050 نريد حقا تحديد أهدافنا من حيث الانبعاثات، نقول أننا نريد خفض الانبعاثات بنسبة 80 أو 90 في المائة ولا نقول إننا نريد الوصول إلى 80 في المائة من مصادر الطاقة المتجددة". وذكرت هيئة الكهرباء الإسرائيلية أن إسرائيل ستصبح إحدى الدول الرائدة في العالم في إنتاج الطاقة الشمسية من إجمالي الإنتاج العالمي. وأضافت هيئة الكهرباء الإسرائيلية في بيان أن إدارة نظام الكهرباء الذي يعتمد بالكامل تقريبا على مصدر واحد للطاقة المتجددة أمر معقد للغاية لاسيما عندما يكون هذا المصدر متقطعا. شركة الكهرباء الإسرائيلية هي الشركة الوحيدة التي تشغل محطات توليد الطاقة بالفحم في إسرائيل، ومن المقرر إغلاقها بحلول عام 2025 ومن ثم سيصبح الغاز الطبيعي والطاقة الشمسية مصادر أساسية للطاقة في إسرائيل. بينما يدير عدد قليل من الشركات محطات توليد الطاقة بالغاز الطبيعي، هناك الكثير من الشركات أو الأشخاص الذين يقومون بتركيب منشآت الطاقة الشمسية على أسطح منازلهم أو فوق متاجرهم. إحدى الشركات الرائدة التي تنتج الكهرباء للشبكة الوطنية في إسرائيل هي مجموعة Doral Renewable Energy Resources Group التي تعمل في إسرائيل والعالم منذ عام 2007. وقال ياكي نويمان الرئيس التنفيذي لشركة Doral Energy "ستكون إسرائيل واحدة من الدول الرائدة في العالم في تنفيذ استخدام الطاقة الشمسية، وسيكون لنا دور رئيسي في ذلك". وأضاف نويمان لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن الطاقة الشمسية هي أرخص تقنية من حيث إنتاج الطاقة، وهي بالطبع الأنظف، وهناك الكثير من المصنعين والمطورين الذي يعملون في هذا المجال في السوق". وخلال السنوات الأخيرة، أصبح من السهل على اللاعبين الجدد مثل الشركات الكبرى والشركات الصغيرة وأصحاب المنازل الخاصة ذات الأسقف والمجمعات التي تحتوي على خزانات مياه أو حقول مفتوحة وما إلى ذلك توليد الكهرباء باستخدام الألواح الكهروضوئية. بعد سنوات من التنظيم المعقد، خففت هيئة الكهرباء الإسرائيلية اللوائح وجعلتها أبسط بكثير مما جلب صناعة الطاقة الكهروضوئية المزدهرة، وقال كتسافوي "هناك الكثير من المنافسة والعديد من الشركات التي ترغب في دخول السوق". وقال الدكتور جوناثان أيخنباوم مدير منظمة السلام الأخضر في إسرائيل لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لقد عملنا بجد لجعل اللوائح التنظيمية أكثر سلاسة وسهولة"، وقد ساعد ذلك في تطوير قطاع الطاقة الشمسية في إسرائيل على حد قوله. على مدى عقود، كان هناك العديد من التطورات التكنولوجية الإسرائيلية في مجال الطاقة الشمسية وكذلك في التخزين، ولكن لم تكن هناك إمكانية حقيقية لتطور هذه التقنيات الجديدة وتصبح شيئا كبيرا وفقا لأيخنباوم. ووفقا لفريدمان فإن إحدى طرق زيادة قدرة الطاقة الشمسية تتمثل في مضاعفة الكفاءة الكهروضوئية، لذلك ستحل حوالي 40 في المائة بدلا من 20 في المائة من طاقة الإشعاع الشمسي إلى كهرباء. يمكن القيام بذلك عن طريق استخدام مواد تمتص وتوصل أفضل، وإضافة المزيد من عواكس أشعة الشمس، واستخدام كلا الجانبين من الألواح وتنفيذ المزيد من التقنيات المبتكرة التي طورتها الصناعات الإسرائيلية والعالمية. فكرة أخرى هي تعزيز الاستخدام المزدوج للأرض، حيث يمثل نقص الأراضي في إسرائيل مشكلة رئيسية، وبالتالي فإن تركيب الخلايا الكهروضوئية في الحقول الزراعية والبنية التحتية القائمة إلى جانب الطرق والمزيد من الحلول يمكن أن يساعد في التوسع السريع لقطاع الطاقة الشمسية. وتعتبر محطات الطاقة الشمسية على عكس منشآت الوقود الأحفوري غير مستقرة مما يجعل من الضروري توصيل الشبكة الوطنية بالدول المجاورة. وقال فريدمان "هناك خطط ملموسة في الوقت الحالي لمد خط كهرباء إلى أوروبا عبر قبرص"، مشيرا إلى أن هناك احتمالا آخر لربط شبكة الكهرباء الإسرائيلية بالأردن ومصر.
مشاركة :