بيروت:«الخليج» أعربت مجموعة الدعم الدولية للبنان عن قلقها إزاء ما يواجهه من أزمة تضعه أمام خطر الفوضى الاقتصادية وغياب الاستقرار، ودعت إلى تشكيل حكومة «فوراً» لتنفيذ الإصلاحات، في حين أشاد الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بالاهتمام الدولي بلبنان.وذكرت المجموعة، في بيان صدر عقب اجتماعها في باريس، أمس، أنه «من أجل وقف التدهور الاقتصادي واستعادة الثقة بطريقة مستدامة ومواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، ترى المجموعة أنه من الضروري تبني سلة إصلاحات مستدامة وموثوق بها لمواجهة التحديات الطويلة الأمد في الاقتصاد اللبناني. هذه الإجراءات البالغة الأهمية تعكس تطلعات الشعب اللبناني منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول» الماضي. وتابع البيان: «منذ استقالة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في 29 أكتوبر الماضي، بقي لبنان من دون حكومة. ويعتبر أعضاء المجموعة أن الحفاظ على استقرار لبنان ووحدته وأمنه وسيادته على أراضيه كافة يتطلب التشكيل الفوري لحكومة لها القدرة والمصداقية، للقيام بسلة الإصلاحات الاقتصادية وإبعاد لبنان عن التوتر والأزمات الإقليمية». وأضاف: «في هذا الإطار على السلطات اللبنانية الالتزام بإجراءات وإصلاحات وفق جدول زمني محدد. وانطلاقاً من ذلك تدعو المجموعة السلطات اللبنانية إلى إقرار موازنة عام 2020 في الأسابيع الأولى بعد تشكيل الحكومة الجديدة، من أجل تحسين الميزانية العامة مع الحفاظ على الأمن الاجتماعي للشعب اللبناني». كما دعت المجموعة «السلطات اللبنانية إلى العمل على إعادة الاستقرار للقطاع النقدي ومحاربة الفساد، بما في ذلك إقرار القوانين التي تساعد على ذلك، وإقرار خطة إصلاح الكهرباء ومن ضمنها آلية حكومية فاعلة وجهة ناظمة مستقلة». ورأت المجموعة أنه «على المدى الطويل، وخلال الأشهر الستة الأولى بعد تشكيل الحكومة، يجب اتخاذ إجراءات لوضع نظام اقتصادي ثابت.ويجدد أعضاء المجموعة ما خلص إليه مؤتمر «سيدر» ويؤكدون أن مقرراته ما زالت سارية. وفي هذا الإطار، على السلطات الالتزام بوضع المشاريع الاستثمارية على قائمة الأولويات، من خلال لجنة وزارية»، معتبرة أن «الدعم من المؤسسات المالية الدولية ضروري لمساعدة السلطات في جهودها لتطبيق الإصلاحات». كما جددت المجموعة «استعدادها للمساعدة في هذه الخطوات ودعت السلطات اللبنانية إلى طلب الدعم من المجموعات الدولية». وأثنى البيان على «دور الجيش والقوى الأمنية في حماية المتظاهرين، ودعت المجموعة إلى الاستمرار في حماية الحق السلمي في الدفاع عن الرأي، وقد تم إبلاغ البعثة اللبنانية بمقررات الاجتماع».وفي هذا السياق، شكر الرئيس ميشال عون الدول المشاركة للاهتمام الذي تبديه حيال لبنان، فيما أكد رئيس المجلس نبيه بري في لقاء الأربعاء النيابي، أن مؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان هو بحد ذاته إشارة قوية إلى أن المجتمع الدولي يهتم بلبنان واستقراره وأمنه أكثر من بعض اللبنانيين، سائلاً: كيف سيلاقي اللبنانيون هذا الاهتمام؟ وكان ناشطون وفنانون قد نفذوا وقفة احتجاجية أمام السفارة الفرنسية في بيروت أمس، تزامناً مع اجتماع المجموعة، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة. ورفع المشاركون لافتات تدعو فرنسا إلى وقف دفع أموال «مؤتمر سيدر» إلى الحكومة اللبنانية الحالية، مؤكدين عدم شرعية ممثلي لبنان في المجتمع الدولي، داعين إلى تعيين رئيس وزراء نزيه، وتشكيل حكومة من الخبراء المستقلين والمتخصصين لاستعادة الثقة، والشروع في ورشة تشريعية واقتصادية ومالية للتعامل مع المشكلات الملحة والكبرى، من أجل إخراج البلاد من حالة التردي.
مشاركة :