من مريم قرعوني وسيلفيا وستال بيروت (رويترز) - استولى مقاتلو المعارضة على قاعدة للجيش في شمال غرب سوريا يوم الثلاثاء في انتكاسة جديدة للرئيس بشار الأسد على أيدي جماعات يعتقد أنها تلقت المزيد من الدعم من أعدائه بالمنطقة. جاء استيلاء المسلحين على القاعدة في الوقت الذي اجتمع فيه مساعد كبير للزعيم الإيراني الأعلى مع الأسد في دمشق وأكد استمرار دعم إيران للحكومة السورية التي تواجه ضغطا متصاعدا من المسلحين في الحرب الأهلية المستمرة منذ أربع سنوات. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات السورية انسحبت من قاعدة مسطومة العسكرية في محافظة إدلب بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحين يقودهم إسلاميون. وأضاف أن قوات الجيش اتجهت صوب بلدة أريحا في الشمال وهي واحدة من آخر المعاقل الحكومية في المحافظة. وقال حسام أبو بكر القيادي في جماعة أحرار الشام التي تشارك في تحالف المعارضة المسلحة الذي استولى على القاعدة إن المقاتلين سيواصلون تقدمهم صوب أريحا ومناطق أخرى. وقال لرويترز عبر الإنترنت تم تحرير القاعدة والقتال يدور حاليا غربي مسطومة. انسحب ما تبقى من الجيش. وتقع القاعدة شرقي بلدة جسر الشغور التي استولى عليها المسلحون الإسلاميون في ابريل نيسان في هجوم جعلهم أكثر قربا من المناطق الساحلية التي تشكل المعقل الرئيسي للأقلية العلوية التي ينتمي اليها الأسد. ويعتقد على نطاق واسع أن الإسلاميين يتلقون دعما متزايدا من السعودية وتركيا وقطر وهي دول تريد الإطاحة بالأسد. ويسمي التحالف الإسلامي الذي استولى على مناطق في إدلب نفسه جيش الفتح. وحقق مسلحون آخرون مكاسب أيضا في جنوب سوريا وكثف تنظيم الدولة الإسلامية ضغوطه بمهاجمة المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في وسط سوريا واقترب من مدينة تدمر الأثرية. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن على أكبر ولايتي مبعوث الزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي الذي اجتمع مع الأسد يوم الثلاثاء في دمشق أكد دعم إيران للرئيس السوري. ونقلت الوكالة عن ولايتي قوله إن إيران قيادة وشعبا عازمة على الاستمرار في الوقوف مع سوريا ودعمها بكل ما يلزم لتعزيز المقاومة التي يبديها الشعب السوري في الدفاع عن بلاده وتصديه للإرهاب والدول الداعمة له. وولايتي من كبار مستشاري خامنئي ووزير خارجية سابق وكان الأبرز بين ثلاثة مسؤولين إيرانيين زاروا دمشق في أقل من أسبوع. وقال التلفزيون السوري إن لقاء الأسد بولايتي والوفد المرافق له أسفر عن إبرام عدد من الاتفاقات في قطاعات النفط والكهرباء والصناعة والاستثمار دون الافصاح عن مزيد من التفاصيل. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن الأسد قوله إن الدعم الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشعب السوري شكل ركنا أساسيا في المعركة ضد الإرهاب.. وأرسلت طهران مساعدات لدعم الاقتصاد السوري وينتشر مستشارون عسكريون إيرانيون على الأرض كما يقدم مقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران الدعم أيضا. وزار رستم قاسمي رئيس لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية بين إيران وسوريا الأسد أمس الاثنين وقال إن طهران ترغب في دعم دمشق اقتصاديا. وذكرت صحيفة السفير اللبنانية أن زيارة قاسمي تضمنت إتمام اتفاق على خط ائتمان إيراني جديد لدمشق. (إعداد محمد عبد الله للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)
مشاركة :