فحص الكوليسترول مبكراً..يخفّض مخاطر الإصابة بأمراض القلب

  • 12/15/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أوصى بحث جديد البالغين بفحص مستويات الكوليسترول لديهم عند بلوغهم سنّ ال 25، وذلك لمساعدتهم على تجنب النوبات القلبية أو السكتات الدماغية عند الكبر.تقدم هيئة الخدمات الصحية الوطنية برامج الفحص الصحية لمن هم في سن الأربعين والتي تشمل فحص كوليسترول الدم، إلا أن الدراسة التي تتبعت السجل الطبي لنحو 400 ألف شخص على مدى أربعة عقود، تشير إلى أن متابعة المستويات قبل هذه السن، ستكون لها فوائد جمة.ووجد العلماء أن خفض مستويات الكوليسترول في سن أصغر، أي عندما يكون المرضى في الثلاثينات من عمرهم، يساهم في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى ثلاثة أرباع، موضحين أن حتى الأشخاص الذين يتبعون نظام حياة صحياً يمكنهم أن يستفيدوا من هذا الفحص، لمعرفة ما إذا كانوا معرضين لمخاطر من الناحية الوراثية.ونشرت نتائج البحث في المجلة الطبية المرموقة «ذا لانسيت»، وتضيف حججاً جديدة داعمة لمؤيدي الأدوية المخفضة للكوليسترول (ستاتين). وكان الأطباء والعلماء منقسمين لسنوات حول مخاطر الكوليسترول وفوائد هذه العقاقير.ودرس باحثون من ألمانيا وجامعة كوينز في بلفاست بيانات عن الكوليسترول والحالة الصحية لقلوب مجموعة مكونة من 398,846 شخصاً.وضمت الدراسة، التي كان معظم من فيها يبلغون 43 عاماً، 54,542 حالة مميتة أو غير مميتة من أمراض القلب والسكتة الدماغية.فحص الكوليسترول وأعطت هذه البيانات الباحثين فكرة عامة عن كيفية تأثير ارتفاع الكوليسترول في الدم على صحة الشخص على مدار عدة عقود.وقال البروفيسور ستيفان بلانكنبرج من قسم القلب والأوعية الدموية في مركز الطب الجامعي هامبورج - إيبندورف: «هناك رسالة رئيسية واحدة من هذه الدراسة، وهي أن على الشخص تحديد مستويات الكوليسترول لديه في سن مبكرة جداً. علينا أن نمكّن هؤلاء الأفراد الأصغر سناً من اتخاذ موقف لدرء المخاطر الصحية».يشار إلى أن الكوليسترول عبارة عن مادة دهنية أساسية في تكوين أغشية الخلايا، ولكن زيادة مستوياته في الجسم تؤدي إلى تراكمه في الشرايين، مما يعيق تدفق الدم إلى القلب والدماغ وبقية الجسم. كما يزيد من مخاطر الإصابة بالذبحة الصدرية والنوبات القلبية والجلطات الدموية.ويتكون الكوليسترول في الكبد ويتم نقله في الدم بواسطة نوعين من البروتينات، الأول: البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)، الذي ينقل الكوليسترول من الخلايا إلى الكبد لتحليله أو التخلص منه، ويدعى أيضاً «الكوليسترول الجيد». والثاني: «الكوليسترول السيئ»، البروتين الدهني منخفض الكثافة، والذي ينقل الكوليسترول إلى الخلايا، وفي حال زادت كميات الكوليسترول فإنها تتسرب إلى جدران الأوعية الدموية وتسدها.ويمكن أن يكون ارتفاع الكوليسترول في الدم وراثياً، ولكنه يرتبط أيضاً بالنظام الغذائي الغني بالدهون المشبعة وكذلك التدخين ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم والتاريخ المرضي الأسري بالنسبة للسكتة الدماغية وأمراض القلب.ويجب أن يكون المستوى الكلي للكوليسترول لدى البالغين الأصحاء عند 5 مليمول/ ليتر أو أقل، في حين يجب أن لا يزيد مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة عن 3 5 مليمول/ ليتر، ويعتبر المستوى المثالي للبروتين الدهني عالي الكثافة فوق 1 مليمول/ ليتر.مخاطر محدقة ووجدت الدراسة أن النساء المدخنات والمصابات بالسمنة في سن ال 45 عاماً، واللواتي لديهن مستويات معتدلة من الكوليسترول (3.7 - 4.8 مليمول/ ليتر)، كانت نسبة احتمالية إصابتهن بأمراض القلب 16% عند بلوغهن سن ال 75. وبالنسبة للنساء بعمر 60 عاماً أو أكثر واللواتي لديهن نفس السمات، كانت المخاطر لديهن 12%.وبالنسبة للرجال، كانت نسبة مخاطر الإصابة لمن هم بعمر 45 عاماً 29%، و21% لأولئك التي تتراوح أعمارهم بين 60 عاماً أو أكثر.وكانت مخاطر الإصابة بأمراض القلب أقل بالنسبة لأولئك الذين لديهم مستويات منخفضة من الكوليسترول السيئ، أي أقل من 2.6 مليمول/ ليتر.وبحسب العلماء، فإنه بالإمكان خفض نسبة المخاطر من 16% إلى 4% لدى النساء في عمر 45 عاماً، في حال خفضن نسبة الكوليسترول لديهن في وقت مبكر، أما لدى الرجال فيمكن تخفيض مخاطر الإصابة بأمراض القلب من 29% إلى 6%.يشار إلى أن الدراسة شملت متطوعين من أوروبا وأستراليا وأمريكا الشمالية، واستخدم الباحثون البيانات لتقدير احتمال إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل قصور القلب أو السكتة القلبية أو السكتة الدماغية بعمر 75%.وتتراوح أعمار المتطوعين بين 35 و70 عاماً، وأُخذ بعين الاعتبار نوع الجنس ومستوى الكوليسترول في الدم والسن، بالإضافة إلى عادة التدخين ومرض السكري لدى هؤلاء.ويقول الباحثون إن ارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب عند الشباب قد يكون بسبب التعرض طويل الأمد للدهون الضارة.وأشاد البروفيسور نيلش ساماني، المدير في مؤسسة القلب البريطانية بالبحث، وقال: «هذه الدراسة الكبيرة تؤكد مرة أخرى أهمية الكوليسترول كعامل خطر رئيسي في الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية».وأضاف سماني أن اتخاذ التدابير في مرحلة مبكرة من العمر مثل تخفيض نسبة الكوليسترول في الدم، قد يكون له فائدة كبيرة في الحد من المخاطر خلال المراحل المتقدمة من العمر. خافضات الكوليسترول يدعم البحث الأشخاص الذين يتناولون العقاقير المخفضة للكوليسترول (ستاتين)، وهو رأي يشكك بعض الباحثين فيه.ويعمل الستاتين على خفض إنتاج الكبد للكوليسترول السيئ الذي يساهم في تصلب الشرايين وتضييقها. ووُجد أن أدوية الستاتين تقي من أمراض القلب الوعائية والوفاة عند أولئك الذين تزيد لديهم مخاطر الإصابة بها.لكن العديد من المرضى الذين يتناولون العقاقير المخفضة للكوليسترول يشكون من آلام في العضلات، لذلك فإن بعضهم يتوقف عن أخذها.وقال البروفيسور فرانك كي من جامعة كوينز في بلفاست إن خافضات الكوليسترول ليست مناسبة لجميع المرضى، مضيفاً أن النظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة بانتظام وفقدان الوزن تعتبر من الوسائل الأخرى التي على المريض اتباعها لخفض الكوليسترول في الدم.وطالبت مجموعة مكونة من 20 متخصصاً في المجال الطبي بإجراء مراجعة مستقلة لعقاقير الستاتين في وقت سابق من هذا العام، حيث شككوا في فوائدها بسبب الافتقار للتجارب الشفافة عن هذه الأدوية.وفي الوقت الحالي يتم إعطاء الناس هذه الأدوية بناءً على مخاطر الإصابة بأمراض القلب خلال السنوات العشر المقبلة.

مشاركة :