سيطرت الفصائل المعارضة، وعلى رأسها جيش الفتح، أمس، على بلدة المسطومة وأكبر قاعدة عسكرية متبقية للنظام في محافظة إدلب في موازاة استمرار الاشتباكات في منطقة نحليا الواقعة إلى الجنوب من المعسكر بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا إلى استهداف إدلب بأكثر من ألفي غارة وبرميل منذ طرد قوات النظام من المدينة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، إنّ «المعسكر الذي كان يعرف بـ(معسكر الطلائع) (أطفال المدارس الابتدائية)، كان قد حوله النظام في السنوات الأخيرة إلى ثكنة عسكرية، وقد عمد عناصره إلى تفجير الدبابات ومستودع الأسلحة داخله قبل الانسحاب منه يوم أمس». وقال عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «كل قوات النظام انسحبت من معسكر المسطومة، أكبر القواعد العسكرية المتبقية لها في محافظة إدلب»، مشيرا إلى أن المعسكر هو الآن بكامله تحت سيطرة جيش الفتح المؤلف من جبهة النصرة ومجموعة من الفصائل الأخرى. وأعلنت جبهة النصرة على أحد حساباتها الرسمية على موقع «تويتر»: «تم بحمد الله وفضله تحرير معسكر المسطومة بالكامل حيث اقتحمت جبهة النصرة المعسكر من الجهة الجنوبية». وقال المرصد إن مقاتلين من المعارضة سيطروا على قاعدة للجيش في محافظة إدلب ليوسعوا بذلك سيطرتهم في الجزء الشمالي الغربي من البلاد، وذلك بعد اشتباكات عنيفة واتجهوا صوب بلدة أريحا في الشمال وهي واحدة من آخر المعاقل الحكومية في المحافظة. كذلك، قالت شبكة «الدرر الشامية»، إن «جيش الفتح سيطر على ما يعرف بـ(معسكر الطلائع)»، واصفة إياه بأنّه «أكبر غرفة عمليات لقوات النظام في المحافظة»، مشيرة إلى أن انسحاب قوات النظام جاء بعدما نفّذت فصائل المعارضة هجومًا شرسًا حيث تم تدمير دبابتين داخل معسكر الطلائع، وعدد من الرشاشات الثقيلة، في حين تم استهداف الأرتال المنسحبة باتجاه مدينة أريحا، مما أدى لتدمير عدد من الآليات. وأقر الإعلام الرسمي ضمنا بانسحاب قوات النظام من المعسكر، إذ أورد في شريط إخباري عاجل أن «وحدة الجيش التي كانت ترابط في معسكر المسطومة، انتقلت لتعزز الدفاعات في أريحا». وأضاف أن «عناصر الوحدة بخير». إلا أن المرصد السوري أكد «مقتل أكثر من 15 عنصرًا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها». ويضم معسكر المسطومة آلاف الجنود ومعدات ثقيلة وذخائر وكميات كبيرة من السلاح. ولم يبق للنظام وجود نوعي في محافظة إدلب إلا في مدينة أريحا، الواقعة على بعد سبعة كيلومترات من المسطومة، ثم في مطار أبو الضهور العسكري الواقع على بعد أكثر من خمسين كيلومترا جنوب غربي المنطقة التي تشهد اشتباكات حاليا، إضافة إلى ما يعرف بـ«حاجز المعصرة»، حيث لا يزيد العناصر الموجودين فيه على 150. وقال حسام أبو بكر القيادي في حركة أحرار الشام التي تشارك في تحالف المعارضة المسلحة الذي استولى على القاعدة، إن «المقاتلين سيواصلون تقدمهم صوب أريحا ومناطق أخرى». وقال لوكالة «رويترز» إنه «تم تحرير القاعدة والقتال يدور حاليا غرب المسطومة». وتقع القاعدة شرق بلدة جسر الشغور التي استولى عليها مقاتلو المعارضة في أبريل (نيسان) في هجوم جعلهم أكثر قربا من المناطق الساحلية التي تشكل المعقل الرئيسي للأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد. وكان جيش الفتح (المؤلف من جبهة النصرة وجند الأقصى وفيلق الشام وحركة أحرار الشام وأجناد الشام وجيش السنة ولواء الحق) قد سيطر قبل نحو ثلاثة أسابيع على مدينة إدلب بالكامل، عقب اشتباكات استمرت لنحو 4 أيام. من جهة أخرى، أفادت «الدرر الشامية» أن قوات النظام وميليشيا الدفاع الوطني المساندة له كثّفت في الأيام الأخيرة التي تبعت تحرير مدينة جسر الشغور من اعتقالاتها للمدنيين داخل مدينة أريحا، آخر المدن التي تسيطر عليها في محافظة إدلب. وأشارت إلى أنه من بين المعتقلين عدد من النساء الكبار في السن اللواتي تم احتجازهن في مستوصف الصحة المدرسية، والذي اتخذته ميليشيا حزب الله اللبناني مركزًا لها. وكشفت مصادر في جيش الفتح للشبكة عن مساعٍ خاصة لتحرير المعتقلين، خاصة المسنات بينهم، من دون أن تستبعد اللجوء إلى عملية تبادل بينهن وبين عناصر من حزب الله تم أسرهم في معارك إدلب.
مشاركة :