تنافس رواية "رباط المتنبي" للروائي المغربي حسن أوريد، على الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2020، ضمن القائمة الطويلة، والصادرة لأول مرة هذا العام عن دار المركز الثقافي العربي في المغرب، وتقع الرواية في 345 صفحة.جعل المؤلف المتنبي محورا مهما في روايته، لاعتباره وجه الثقافة الساطع، ويضعه في زمن غير زمانه أي العصر الحديث، حيث تبدأ الرواية بهذه الكلمات: "كانت الليلة بالرباط ماطرة من ليالي الشتاء، مصحوبة بعواصف شديدة تهتز لها دفات النوافذ، وتصدني عن القراءة المركزة، كان الجو العاصف وانتقالي بين حين وحين إلى المدفأة لأزودها بالحطب بقطع حبل التركيز".ويقول المؤلف على لسان أحد شخصياته في الرواية: "المتنبي هو سبب المأساة أو جزء منها، سحر الجميع بقوة نظمه وجزالة شعره، آويته وقد أعرض عنه الجميع، آويته ولم يجد حاضنا ولا مؤنسا، ومن ذا يؤوى شخصا معتدا بنفسه، يملأه الزهو ويستبد به العجب"، ويوضح لنا العلاقة التي تربطه بالشاعر المتنبي، حيث يتحدث عن كونه كان حافظا لأبياته منذ كان بقريته النائية في الجنوب المغربي، تتلمذ على يد شخصيتين أعجبتا بشعر المتنبي، لم أكن أعرف عاقبة أن تستضيف شخصا منفلتا من الماضي، ولم أكن أقدر مغبَته، كنت أحسب المتنبي من يمسك مفاتيح الحل لوضع معضل، كنت أعده نيتشه عربيا، نيتشه من فصيلة أخرى يحقق الإنسان الأسمى، يبرئ قومه من لعنة الميتافيزيقا والخمول والتواكل والتفسيرات الغيبية.وذكر أوريد في روايته قائلا: رق قلبي له وقد أتاني لاجئا، كنت أرى ما حل بالعراق من تمزق، وما لحق بسوريا من دمار، وكان ذلك يدمى قلبي، خشيت أن يندثر لسانه ويغور شعره، كنت زرت العراق ووقفت بعيني على ما استحدثه التتار الجدد، هلهلوا سدى كان قائما، الناس أفراد منفصلون بعضهم عن بعض أو شيع وميليشيات، حتى اللغة العربية لم يعودوا يحسنونها، بل لم يعودوا يحسنون الحياة، يعادون بعضهم بعضا، ويقيمون المتاريس، وأضحوا كما في سالف الزمن حلا لكل غاز، للبويهيين، والسلاجقة الجدد، ثم كنت أرى ما حل بسوريا- دمشق جريحة، وحلب خراب، وحمص أنقاض، ودرعا حطام.وأعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية الروايات المرشحة للقائمة الطويلة بدورتها للعام 2020، والتي تبلغ قيمة جائزتها 50 ألف دولار، وتضمنت القائمة 16 رواية صدرت خلال الفترة بين يوليو 2018 وحتى يونيو 2019، وجرى اختيارها من بين 128 رواية تقدمت للجائزة.
مشاركة :