هل يمكن أن يحدث شرخ في العلاقة بين زوجين متحابين ليقتل أي أمل في أن تعود الأمور بينهما لطبيعتها يوماً ما؟ تساؤل يستكشف المخرج الأميركي نواه باومباخ إجابته في أحدث أفلامه "قصة زواج". الفيلم، الذي قدم ضمن قسم العروض الخاصة في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، يدور حول الزوجين تشارلي المخرج المسرحي (آدم درايفر) ونيكول (سكارليت جوهانسن) الممثلة التي تبدأ مسيرة تبشر بالنجاح في السينما قبل أن يدفعها حبها لتشارلي إلى التخلي عن هذا الحلم والتركيز على المسرح بدلاً من ذلك. يعيش الزوجان في مدينة نيويورك، ويبدو الأمر وكأن لا شيء سيعكر صفو تلك العلاقة ولا سيما في الدقائق الأولى التي نستمع فيها للزوجين، وقد كتب كل منهما رسالة يعدد فيها بأدق التفاصيل ما يحبه في الآخر. لكن سرعان ما يتضح أن الرسالتين كانتا أول خطوة على طريق الانفصال، وشيئاً فشيئاً تنزاح المحبة لتفسح الطريق للكثير من الاستياء والنفور المتبادل بين الزوجين، والذي يصل لذروته في مشهد متفجر يصرخ فيه الزوجان في وجه بعضهما البعض لنحو عشر دقائق متصلة. يمزج الفيلم بين الكوميديا والدراما ليقدم لحظات محملة بالخفة ومثقلة بالمرارة على حد سواء، ويلعب فيه باومباخ على مكامن قوته، والتي تتمثل في كتابة حوار قوي ومشحون ورسم شخصيات ثلاثية الأبعاد بعيدة عن الأنماط التقليدية للمتزوجين.
مشاركة :