إبراهيم رضوان يكتب: الثقافة في الإسكندرية

  • 12/19/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الثقافة في الإسكندرية ضائعة ..تائهة .. يتيمة تبحث عن أب ..مجموعة من المباني التراثية والحديثة بلا مضمون حقيقي ، لا تشكل جسرا للتنوير ، لا تعبر للمواطن ، تنتظر ما يأتي اليها ، تعمل بنظرية " عشانا عليك يارب "..كنا نتوقع من إنشاء مكتبة الإسكندرية أنه سيحقق نقلة نوعية تنويرية ، ولكنها مبنى فخم فاخر ، يهابه كل من يمر بجواره ، معلم سياحي أكثر منه ثقافي، كنا نتوقع أن تكون امتدادا لمكتبة الإسكندرية القديمة ، منارة العالم ، وقبلة العلماء والفلاسفة ، كنا ننتظر منها تخريج فلاسفة أمثال أفلوطين " تلميذ أفلاطون " ، وفرفريوس وغيرهما ، ولكنها لم تخرج أحدا اللهم الا الي فندق "فورسيزون" حيث يكون الترحيب بضيوفها في فعاليات لا يحضرها إلا فئات نخبوية ..قادتني الظروف لحضور ندوة عن "الإعلام وتغيير القيم في المجتمع المصري " في قصر ثقافة الأنفوشي ، وبرغم أن ضيفي الندوة هما الكاتب الصحفي الكبير حسام أبو العلا ، والمذيع السكندري المتألق مجدي فكري ، إلا أن الحضور كان عشوائيا ، غلب عليه الأرامل وكبار السن وربات البيوت الكارهات للجلوس في المنزل ، ومهمشي الأدب في المدينة ..وبرغم الابتسامة الجميلة للشاعرة سماح مشعل التي أدارت الندوة ، إلا أنها خرجت عن إطارها ، ولم تناقش أي مضمون جيد ، فقط كلمات متناثرة من هنا وهناك ، والسلام ختام ، حتى إننا لم نخرج بتوصيات ، فقط آراء لحضور غير متخصص في ندوة متخصصة ..المشكلة يا سادة ، أن العمل الثقافي في الإسكندرية معظمه يدار هكذا ، بلا تنظيم ولا خطة ولا هدف ، لقد جلست مع محمود عوضين وكيل وزارة الثقافة الأسبق وحكي لي كيف كان العمل الثقافي بالإسكندرية يدار ، وكيف كانت الخطط يتم وضعها لعام كامل ، وفق أجندة المناسبات المختلفة ، مع توفير الاعتمادات اللازمة ، حكي لي أيضا كيف كان يطوف أنحاء مصر بأبطال النصر لخلق وعي حول القدوة التي نبحث عنها ونحتاجها في حياتنا ..نصيحتي للدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة أن يعيد صياغة المشهد في قصور الثقافة بالإسكندرية وفق خطة تدعم الدولة المصرية ، ووفق رسالة تتغير شهريا ، وأن يسأل نفسه سؤالا ماهي الرسالة المراد إيصالها الي الناس خلال هذا الشهر ؟ .. أما أن يترك الامور هكذا ، فلن يكون هناك ثقافة جماهيرية ولا بطيخ ، ولكن مجرد استخدام سيئ لقاعات قصور الثقافة وإهدار لأموال الدولة ، ما أحوجنا الي أن نعرف ونتعرف على أبطال حقيقيين في كافة المجالات ، ما أحوجنا الي القدوة ، ما أحوجنا الي أن نعرف ونتعرف على رموز الأدب والفن في هذه المدينة الساحرة أمثال مصطفى نصر ومهدي بندق وسعيد سالم وغيرهم ..ما أحوجنا الي تنظيم العمل الثقافي بالإسكندرية وأن يخرج من حيز المحسوبية والشللية ، والبعد عن العشوائية، والادعاء بأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان ..

مشاركة :