باغت الجيش السوري الفصائل المسلحة في ريف إدلب الشرقي بعملية عسكرية مفاجئة، وتمكن أمس من تحقيق تقدم بري عبر محور بلدة اعجاز غرب أبو الظهور، وتحرير عدد من القرى والبلدات، فيما سقط أكثر من 80 قتيلاً منذ الخميس في الاشتباكات العنيفة الدائرة بين القوات الحكومية والفصائل المسلحة في تلك المنطقة، وسط غارات جوية شنتها طائرات حربية روسية على أماكن في محيط سراقب ومدينة معرة النعمان وأطرافها، وفق المرصد السوري. وذكرت مصادر في ريف إدلب، أن وحدات من الجيش السوري تقدمت، بشكل مفاجئ، من مواقعها في محور بلدة اعجاز وتمكنت من انتزاع قرى وبلدات (الشعرة، وتل محور، وربيعة، وخربة برنان) في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، بعد معارك عنيفة مع مسلحي «أجناد القوقاز» و«هيئة تحرير الشام»، الواجهة الأحدث لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي. من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية، أن وحدات من الجيش السوري استعادت قرى ومزارع أم جلال وربيعة وخريبة وشعرة العجايز وبرنان وأم توينة بريف إدلب الجنوبي الغربي بعد اشتباكات عنيفة مع التنظيمات المسلحة أسفرت أيضا عن تكبيدهم خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد. وقال المرصد إنّ 51 مسلحاً قتلوا خلال الاشتباكات، وأسفرت أيضاً عن مقتل 30 عنصراً من القوات الموالية للحكومة. ووقعت هذه الاشتباكات الدموية المستمرة منذ مساء الخميس قرب مدينة معرة النعمان التي تسيطر عليها فصائل مسلحة. وبالتوازي، شنت الطائرات الروسية غارات عند أطراف معرة النعمان وسراقب المجاورة، بحسب المرصد. وأثار تصاعد التوتر موجة نزوح كثيف للسكان، وفق ما ذكر مراسل لفرانس برس متواجد في المكان. وذكر سكان وعمال إنقاذ أن آلاف الأشخاص فروا صوب الحدود التركية، وشوهد طابور طويل من السيارات في طريق المغادرة من مدينة معرة النعمان الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف إدلب. وتسبب القصف أمس بمقتل 11 مدنياً، فيما لا يزال عدد القتلى مرشحاً للارتفاع لوجود ما لا يقل عن 38 جريحاً بمناطق متفرقة بعضهم في حالات خطرة.(وكالات)